الحملة الامريكية على إيران تنكسر… والنصر صبر ساعة
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
كلّ المعطيات والتطورات الجارية في الخليج وفي إقليم العرب تشي بحقيقةٍ واحدةٍ، أنّ زمن المقاومة وحلفها قد بدأ الحصاد، فالزرع ورعايته طالت كثيرا واستغرقت عقوداً من الدماء والتضحيات والاستعداد والتحصّن لأيّام الحسم وقد دنت.
أمريكا المأزومة إلى حدّ احتمالات انفجارها الداخلي والمضطربة في خياراتها السياسية الداخلية والخارجية على وقع حرب أجنحتها ولوبيّاتها التي تزداد شدّةً وعنفا، ويقبض على قلبها وعقلها رجال نتنياهو في البيت الابيض والمؤسسات. ونتنياهو في أسوأ أيامه عاجز عن مواجهة القضاء، وعن تأمين نصاب حكومةٍ في “إسرائيل” لتحميه وتؤمّنه مزيداً من الوقت، وفي محاولةٍ لترميم أوضاعه وكسب جولاته الانتخابات الإسرائيلية، أمر رجاله في البيت الابيض بالتحرش بدولة المقاومة وقوة إسنادها وتعظيم شأنها، وألزم ترامب بإلغاء الاتفاق النووي وإعلان أنّه سيعرّض إيران لأشدّ العقوبات غير المسبوقة، وأردف إعلاناته بحشد أسطوله في مياه العرب والمحيط الهندي والخليج في محاولةٍ لكسر إرادة المقاومة بالترهيب والتخويف والاستعراضات.
لم يدرك نتنياهو وترامب أنّ الزمن تغير وأنّ التحولات الكمية مصيرها أن تتحول نوعيةً وتعبّر عن نفسها بانقلاباتٍ تغيّر ما قبلها، وأنّ ظهر البعير عندما يزداد الحمل تقصمه قشّة.
تورّط ترامب واستعجل الزمن لتظهر حقائق القوة وموازينها وليكون الميدان في آخر مطافه في المسرح الايراني، وإيران التي صمدت وصبرت واستعدّت وتحوّلت إلى دولةٍ فضائية ونووية تعرف حقا ويقينا ان الفرصة جاءتها وفي يدها.
ضغطت إيران على زناد الدفاع الجوي واسقطت الطائرة الأثمن للتقانة الامريكية، وقررت ان المواجهة خيارها ولن تقبل تطاولات وعمليات عسكرية هوليوودية لتنفيس احتقانات واشنطن او “إسرائيل”، وعندما قرصنت بريطانيا ناقلة النفط أتقنت إيران احتجاز ناقلات لبريطانيا ولحلفائها في تحدٍّ واضحٍ ولقول كلمة قاطعة وبالنار، فإيران لا تقبل التطاول عليها وقد انتهى عصر البلطجة الامريكية الاسرائيلية الغربية، ومياه الخليج ايرانية عربية يديرها اصحاب الاقليم وأممه ودوله لا غير…
وتأكيدا لعجز واشنطن وانحسارها أعجزتها إيران وصواريخ وطائرات الحوثيين المسيرة عن تأمين تحالف اقليمي او دولي لحراسة مياه الخليج، واكثر من هذا وبفاعلية اختلال ميزان القوى واهمية رسائل “أنصار الله” الصاروخية والمسيّرة الى عمق السعودية أيقنت الامارات العربية المتحدة أنّ الزمن والموازين انقلبت وأنّ الرهان على أمريكا كالمستجير من الرمضاء بالنار، فاستعجلت إرسال الوفود لإيران، وأعلنت دبي جاهزيّتها لكسر الحصار المالي عن إيران وأنّ مصارف إماراتيّة مستعدّة لتأمين وتمويل العمليات الايرانية في تحدٍّ وخروجٍ واضحٍ على عقوبات بومبيو غير المسبوقة، وقررت إعادة الانتشار والتمهيد للانسحاب من اليمن…
هكذا في أول مواجهة حقيقة وعندما قررت إيران وحلف المقاومة أنها باتت جاهزة للمواجهة والحرب وتدفيع أمريكا و”إسرائيل” وحلفهما الاثمان الكبيرة تكشّفت حقائق القوة وموازينها والمتغيرات النوعية وبدأت امريكا العاجزة عمليا تتراجع وتنكفئ وتستجدي إيران التفاوض وتدعو وزير خارجيتها للبيت الابيض للاحتفال به والاقرار بجدوى سياسات إيران وحقوقها والقبول بها دولة عظيمة ويتعاظم شأنها، وبدأ يتفكك حلف امريكا وصارت المشيخات تقفز من سفينتها المتهالكة والمعرّضة للغرق في مياه الخليج وبحر العرب..
حقّا إنّه زمن المقاومة ولحظة التحولات النوعية وتغيير المعادلات ورسم خرائط المستقبل وترسيم القوى الاقليمية والدولية الصاعدة والوارثة للأحادية الامريكية العدوانية والمتعجرفة.