وغزة أيضاً تسقط مسيّرةً صهيونية!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
ما كان خارج نطاق تفكير منظّري التطبيع والتسويات الخيانية ودعاة تمرير صفقة التصفية المسمّاة صفقة العصر، والأمر الذي يعتبره المهزومون والمحبطون لا إمكانية لتحقيقه وإن تحقق فالمعجزة وحدها في زمن اللّامعجزات قد تحقّق عمليّاً وبيسرٍ شديدٍ وبأبسط ما يكون من وسائط ووسائل برغم الفقر والحصار والانقسامات الفلسطينية وانشغال الفصائل والسلطة عن موجب ومهام التحرير وفرض حقّ العودة كأمرٍ راهن …
المقاومة في لبنان أسقطت مسيّرةً ما أن عبرت الحدود بضعة أمتار وهذا كان متوقعا وأصبح أمراً طبيعيّاً وعاديّاً ما دام سيّد المقاومة أعلن واتخذ القرار والمجاهدون على أتمّ الاستعداد، أمّا أن تسقط غزة وفي اليوم التالي مسيّرة اسرائيلية فهذا أمر ذو دلالة نوعية ومؤشرٌ على أن أموراً كثيرة قد أصبحت في طور التغيّر والانقلاب …
ومن المؤشرات غير التقليدية التي تكشّف عنها إسقاط المسيّرة في غزة فنرصد:
-أنّ تنسيقا تكامليّاً عالٍ قائم بين المقاومة في لبنان وغزة، وقرار تغيير قواعد وخطوط الاشتباك السابقة قد وضع موضع التنفيذ في لبنان وفي غزة.
– أنّ إدارة الحرب واحدة وبغرفة عمليات واحدة والقرار برفع وتيرة الاشتباك وإدخال الصراع مرحلة جديدة أصبح في الجبهتين ومعاً وبذات القدرات والأسلحة، فما امتلكته المقاومة في لبنان تمتلكه المقاومة في غزة…
-سلاح الدفاع الجوي للمقاومة أصبح في درجة تطوّرٍ، وقادر هنا وهناك، فكما باتت سماء لبنان حرام على “اسرائيل” فسماء غزة ستكون محرمةً أيضاً..
-وكما فرّ هنا الجنود الصهاينة وتركوا ثكناتهم ومواقعهم خوفا من “الكورنيت”، فالكورنيت أيضا في غزة …
وغزة بالأمس قصفت عربة اسرائيلية بطائرة مسيّرة وعادت الى قواعدها سالمة، وبهذه تبرز فارقا جوهريا بين سلاح غزة المسيّر القادر على الضرب والعودة، وسلاح “إسرائيل” سهل الاصطياد والاسقاط، وهذه تسجل للمقاومة وتفوقها في الحرب الالكترونية والدفاع الجوي …
بين غزة وبيروت سرّ حياة وعزيمة مقاومة ووحدة أمة وعدو واحد، وتكاتف زنود المقاومين وتفاعل عقولهم …
سيرتهب المراهنون على “إسرائيل” ومروجو الوهم والوهن وسيختلقون الذرائع والروايات للدفاع عنها وسيحاولون تبرير عجز المسيّرات الإسرائيلية في مواجهة عقول ونتاج المقاومة لكنهم لن يستطيعوا الاجابة على سؤال الزمن الراهن؛
أين “لإسرائيل” أن تفرّ من مصيرها المحتوم؟ فالعجز والهزائم والأزمات الداخلية وخسارتها لكلّ عناصر وأسباب القوة تتجسّد اليوم على الملأ بتهاوي مسيّراتها كالعصافير بين أيدي الصيادين المهرة… وغدا سيكون شأن العراق وسوريا ولن تنجح “إسرائيل” بتهريب أزماتها بالاستعراضات واستخدام القواعد الامريكية لإعاقة فتح المعابر بين سوريا والعراق، فكما تساقطت مسيّراتها هناك، هناك أيضاً ستتهاوى ….