رئيس الفلبين: أطلقوا النار على المرتشين والفاسدين!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بعد أن طفح الكيل بهم، وأرهقوا الفلبين وحولوها إلى بلد من الفقر والعوز والبطالة وانتشار الامراض وتعاطي المخدرات، قام الرئيس الفلبيني بشخصه وبيده بإطلاق النار على تجار المخدرات وأرداهم ولم يأبه للانتقادات التي ساقتها الصحافة والوكالات والجهات ذات الاختصاص والتي تطالبه بالمحاكمات العادلة، فمن يخرب الاقتصاد ويتاجر بالمخدرات ويدمر البنية الاجتماعية والحياتية ومن يفسد ويعمم الفساد ومن يطلب الرشوة من المواطنين والمؤسسات الصالحة التي تدفع ما يترتب عليها من ضرائب وحقوق للدولة لا يستحق فرصة المحاكمة فقد خالف الاعراف والقوانين والشرعيات الارضية والسماوية ولا يستحق الا الموت ولتتخلص البلاد منه الى غير عودة….
وأخيرا خرج على المواطنين شارحاً طريقته في تصفية الفاسدين والمرتشين وحرّض الشعب على إطلاق النار على كل من يطلب منهم رشوة بعد أن يكونوا سدّدوا كل ما عليهم من ضرائب الحق العام، وأمرهم بأن يطلقوا النار على الأقدام لا القتل كي يحصلوا على العفو القانوني، وأمر كل مواطن يتعرض للابتزاز بتهشيم وجه من يخالف القانون ويطلب الرشوة أو يبتزّه…
الرئيس الفلبيني بهذه الوصفة والتي مارسها هو شخصيا ويحفز شعبه علنا على أخذ حقه بيده دون ان يرتهب من شبكات الاجرام ومافيات الفساد والتسلط يسجل سابقة غير معهودة في الدول وفي أخذ الحق، وبهذا هو ايضا يدعوا شعوب العالم التي ابتليت بما ابتليت به الفلبين الى المبادرة والتصرف من ذاتهم وأن يكونوا هم أسياد تطبيق القانون الطبيعي والعادل إذا قصّرت الدول وأجهزتها أو كانت شريكة للفساد والمرتشين، وإن تخلّف القضاء أو قصرت الاجهزة المعنية…
بعد تجربة الجزائر والسودان وزجّ عشرات رجال الأعمال والساسة الذين نهبوا البلاد واشاعوا الجريمة والفساد في السجون ومصادرة املاكهم، تأتي وصفة رئيس الفلبين من نوع خاص…
وصفة الفلبين قابلة للتطبيق العملي، وتجعل شعوبنا العربية على امتدادها تأمل وتصلي لكي يصل مثيل لمهاتير محمد في ماليزيا الذي ما أن وصل الى القصر حتى استعاد مليارات الدولارات فورا ودون العودة الى البيروقراطية ومؤسساتها والقضاء وبطء اجراءاته، وكذا فعلها الحراك الشعبي في الجزائر والسودان والحالة العربية برمتها تحتاج الى هكذا معالجات ووصفات يكون اساسها ان يأخذ الشعب بيده قضاياه ويفرض عدله وعدل السماء وينتزع الحقوق من مغتصبيها…
والحملة العالمية الجارية لمحاربة الفساد وتجار الجريمة، والوصفة الجريئة لرئيس الفلبين تكشف ذوي الامر والمسؤولين في لبنان الذي يعيش أخطر حالات الافساد والهدر والنهب والاعتداء على حقوق الناس والوطن، والنموذج يرفع في وجه المسؤولين جميعا والزاعمين بمحاربة الفساد ويدعوهم الى تقليده أو الكفّ عن المناورة وإيهام الناس بأنهم من دعاة وقادة الحرب على الفساد ودعاة الاصلاح وما الى هنالك من برامج وشعارات طالما سمعها اللبنانيون، وعندما يصل أصحابها يتحولون عنها وينخرطون في عالم الطبقة السياسية ويصبحون جزءاً منها وتبقى شعاراتهم طيّ الريح والذاكرة…
لا بد للشعوب ان تنهض وان تأخذ قضاياها بيدها وبالطريقة التي تجيزها وتقررها كجماعة، أمّا تجارب العالم الأخرى فليس من خطأ أن تدرس لتفهم ويستفاد منها…
ليتنا نقع على مسؤول كمهاتير محمد “ويا رب اطعمنا مسؤولا” كما أكرمت الفلبين فلم تعد شعوبنا وبلادنا تحتمل فسادهم… ارحمنا يا رب برحمتك الواسعة….