أمريكا وحلفها اللبناني تعتدي على المصارف وعلى حقّ اللبنانيين في الحياة… فماذا تستطيع المقاومة؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
مفارقات الزمن اللبناني كثيرةٌ وتستنسخ نفسها في كلّ شاردة وواردة، فبرغم تمكّن المقاومة من هزيمة “إسرائيل” وكسر عناصر قوتها الاستراتيجية والتكتيكية وكشفها على عجزها وانهيار معنويات مجتمعها وجيشها، وبرغم أنّ المقاومة حمت لبنان ووحدته الوطنية وحرّرته مرّةً ثانيةً من الإرهاب وجماعاته المتوحّشة التي تربّصت به بإسنادٍ “إسرائيليّ” أمريكي خليجي، وأنجزت نصراً باهراً أيضاً، وبرغم امتلاك المقاومة لكلّ أسلحة التحرير وكسر إرادة أمريكا و”إسرائيل” وجميع حلفائها اللبنانيين والمستعربين، وبرغم تماسك شعب المقاومة وصلابته في التحمّل وحماية الخيار، إلا أن بعض اللبنانيين وهم مهزومون ويعرفون كم هي هزيمتهم قاسية ومذلّة، ويعرفون أن أمريكا و”إسرائيل” والسعودية باتوا مغلولي الأيدي وغير قادرين وليس لهم أيّة أدوات فعلية في إسنادهم وفي دعم حملاتهم لمحاولات إضعاف المقاومة وبرغم أنهم يعرفون أنّ العبث بالوضع المالي والسياسي والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي يهدّدهم هم وقاعدتهم الاجتماعية بأكثر مما يطال ويهدد المقاومة وجمهورها….
إلّا أنّهم ما زالوا يصرّون على فعل الخيانة والتآمر بصورة فاجرة وفجّة وكأنّهم ينتحرون أو هم بوعيٍ يحاولون أخذ لبنان إلى الانتحار، فتجد بعضهم وفي السلطة والأجهزة يبتزّون المقاومة ويجاهرون في طعنها في الظهر بخناجرهم المسمومة فيؤمّنون عودة العملاء والجلادين والقتلة و”على عينك يا تاجر” ويشطبون التعميم 303 لمخابرات الجيش ويستقبلون بفجور العملاء والقتلة ويؤوونهم ويحمونهم ويدافعون عنهم بصفاقة ويتطاولون على المقاومين بل على رموز المقاومة بتحدٍّ صارخ…
هل هم يا أبتِ لا يعرفون ماذا يفعلون!؟ عندما يتقاطرون إلى المدمّرة الامريكية ويحتفلون غير خجلين؟ أو هل هم يا أبتِ لا يعرفون ماذا يفعلون عندما يصطفون كالعبيد لتبجيل السعودية وملكها وأميرها؟ أم هم لا يعلمون إلى أين يأخذون لبنان عندما يستقبلون ويهللون لسفّاح المصارف ورجال الأعمال، مُساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنغسلي فيستضيفونه ويكرمونه ويهولون بتصريحاته بلا وجل أو خجل…
والأمور تنجلي بوضوحٍ قاطعٍ في ذات التوقيت وقد أعلنت براءة البنك اللبناني الكندي الذي تمّت تصفيته بإشارةٍ من سفّاحي المصارف سابقاً وبقرار براءةٍ من القضاء الأمريكي ومن وزارة الخزانة وتأكيد أنّه لم يكن مرتكباً… فكيف سيكون الأمر بشأن بنك الجمال بعد سنوات عندما سيصدر قرارٌ مشابه…
إذاً، سفّاح المصارف وصبيانه وعبيده اللبنانيون يعرف ويعرفون أنّه كاذبٌ ويتبلّى على المصارف واللبنانيين وأنه معتدٍ وكاذب ومتآمر ويحتفلون به…
تفليس المصارف، وتجفيف الودائع والاستثمارات واستهداف رجال الاعمال المناصرين أو ممن ينتمون إلى طائفة المقاومة حرب موصوفة وواضحة الأبعاد والجهات والمشاركون والأهداف واضحة وقد أعلنها ومن بيروت سفاح المصارف…
هل ستقف المقاومة مكتوفة الأيدي وتقبل الإهانة والتفليس وتجويع جمهورها ومؤيديها؟
وهل ستبقى تغفر للعملاء وأدوات “إسرائيل” وأمريكا في لبنان وتبتسم لهم؟
وما جدوى بقاء المقاومة وحلفها في حكومة تخضع لإملاءات سفاح المصارف؟
والسؤال الأهم والصّادم: ماذا تخسر المقاومة إذا انفجرت الأزمة المالية والاقتصادية وستنفجر إن وافقت أو لم توافق وفي وجه الجميع وهي المستهدفة؟
أقلّ ما تستطيعه المقاومة: أن تكشف عسف الإجراءات وعدوانيّتها وحقيقة المتآمرين عليها في الدولة والقطاع المالي وفي السياسة وتحمّلهم المسؤولية عمّا ستؤول إليه الأمور؟
وتستطيع المقاومة أن تتمنّع عن المصافحة والوفاء بتفاهماتها مع من غدر بها ولا يدّخر جهداً لابتزازها بوعدها وبتفاهماتها وأن تضع النقاط على الحروف وليتحمّل كلٌّ مسؤوليته ونتائج خياراته الصبيانية والواهمة .
لتستعد المقاومة وجمهورها وحلفها لما سيكون، ولتعمل على صياغة وتامين وحدة وطنية اجتماعية شارعيّة ومع من يعنيهم الامر ويهمّهم لبنان واستقراره وعزّة أهله…
فسفّاح المصارف وصبيانه سائرون في غيّهم ولا يهابون ولم يتعلموا من دروس الحياة والحروب ولا من دروس 7 أيار وأخواتها…
البلاد على عتبة الانهيار، فالعدوانيّة الامريكية لن تتراجع من ذاتها وأدوات أمريكا و”إسرائيل” في لبنان لا يعقلون…
فلتستعد المقاومة وشعبها لما سيكون ولتؤسّس لبرنامجها وتحالفاتها الجديدة، ولتعلن ما لديها من قدرات وإمكانات في معالجة الازمات وتوفير أسباب الاستقرار والمعالجة.
وسائل ووسائط وتفاهمات وتحالفات وسياسات الفترة الماضية قد حقّقت ما يمكن تحقيقه وانتفت أسباب الاستمرار فيها… فالجديد الناشئ يحتاج إلى رؤية وسياسيات وتحالفات وقوى من طابع مختلف…
“الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك” ولا مفرّ من العمل للإنقاذ والتغيير…