فخامة الجنرال… ليس من حلٍّ إلّا عبر دمشقّ!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
فُسِّرَ كلام الرئيس عون في الأمم المتحدة على أنّه تهديدٌ بالانفتاح على دمشق لحلّ مشكلة اللاجئين، وقيل إنّه يبتزّ العالم ليتدخل، وإذا بقي يتجاهل الأزمات اللبنانية فيبرّر الرئيس عون زيارته لدمشق، وكثر في هذا الاتهام ومحاولات إعاقة الخطوة التي كانت مرتقبةً منذ وصوله إلى القصر، ثم استوجبت زيارته كثيرٌ من المناسبات، وكنا قلنا: دمشق أقرب لبعبدا من قصر الوسط عندما ابتزّت الجمهورية والعهد في تشكيل الحكومة… واليوم وبعد أن فات الكثير من الزمن، وزمن لبنان يسارع الخطوات للانفجار وظهرت علامات الانهيار، باتت وقائع وسياسات وزمن العهد ينفذ بأسرع مما كان متوقعا وبلا إنجازاتٍ كبيرةٍ كانت تعقد عليها الرهانات والكثير من الوعود …
على العموم، فبعيدا عن “الحرتقات” والتطاول والفبركات المقزّزة والمملّة كتلك التي فسّرت شحّ الدولار وإجراءات المصارف ومنع سحب الدولار من ماكينات الصرافة وفسرّتها بكذبةٍ ممجوجةٍ وسخيفةٍ باتهام المودعين بأنّهم يسحبون الدولارات من الصرّافات لتهريبها إلى سوريا، وكأنّ دولارات الصرّافات كرمٌ على دربٍ وسلعةٌ يمكن اقتناؤها كيفما كان أو هي معروضةٌ على عربات الخضار والأرصفة لمن يشاء …
فذات الجهات والمفبركين يهولون على كلام الرئيس ويحرّفونه، بينما عين الحقيقة والدواء الوحيد الشافي من الأزمة، وربما باتت الخطوة الوحيدة التي يمكن عبرها احتواء الخطر والتخفيف من آثاره المدمرة، تكمن في زيارة لفخامته لدمشق وإعلان قرارٍ وطنيٍّ حازمٍ بإعادة تفعيل معاهدة الأخوّة والمجلس الأعلى اللبناني السوري والاتفاق على خطواتٍ عمليةٍ ملموسةٍ بتوحيد السوقين والضريبة الجمركية وفتح المعابر للصناعات والزراعات الوطنية ولحركة رؤوس الأموال والعمالة وتنظيمها وحلّ مشكلة اللاجئين بمنظورٍ وطنيٍّ اجتماعيٍّ بعيداً عن الأحقاد والعنصرية البغيضة..
خطواتٌ جريئةٌ بهذا الحجم وحدها يمكن أن تقلب المسار وأن تتحوّل بلبنان من حافة الكارثة إلى الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل للنهوض عبر المشاركة المحورية في إعادة إعمار سوريا وإطلاق حقبة الأسواق الكبيرة والتخلص من الابتزاز الأمريكي والأوروبي بدوافع ولغاياتٍ اسرائيليةٍ تتآمر على لبنان والعهد والمقاومة وتسعى لتفجير الأوضاع والأزمات وصولاً للفوضى…
وإن لم تلتزم الطبقة السياسية وتشكيلاتها الموالية لأمريكا و”إسرائيل” فلتشرب البحر…
البلاد على المنعطف الخطر ولا مخرج إلّا للعمليات الجراحية المتقنة والأقل كلفة…
بوابات دمشق لاحتواء الأزمة أو وصفة السودان والجزائر في توقيف واعتقال الفاسدين والناهبين كي لا نصل إلى دعوة رئيس الفلبين المواطنين بإطلاق الرصاص على المرتشين والفاسدين..
افعلها يا فخامة الجنرال ولك بمثلها سوابق من الجرأة والخطوات الاستراتيجية التي لم تتساوق مع مصالح وتفكير الطبقة السياسية والعائلات التقليدية، ثم ثبت صحتها …
فأنت والمقاومة الأمل الباقي وليس غير طريق دمشق منفذٌ ومخرجٌ من الأزمة التي ستنفجر بوجه العهد وتدمره…