الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على وعد التحرير من البحر إلى النهر
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
اهتزت “إسرائيل” وأجهزة دايتون وعملاؤها في السلطة الفلسطينية عندما وقعت عملية عين بوبين 23- آب 2019 وقتلت مستوطنة وأصيب والدها وشقيقها، وأصاب الذعر أجهزة الكيان وأركانه لكونها من نمطٍ جديد، ومتقنة أمنيا وعسكريا وتمثل فاتحةً لأنماط من الاعمال حاول الكيان ودايتون وحلفاؤه الفلسطينيون والمستعربون الحؤول دون تمكن المقاومة وفصائلها من بلوغ مستواها في الضفة والجليل.
فالعملية كانت عبر عبوة ناسفة مزروعة بتخفٍّ وتم تفجرها عن بعد ومن غير المحتمل ان تكون فردية من تخطيط وتصنيع وتنفيذ بطل فدائي واحد…
ولأنها مؤشر على ولادة جديد في الضفة وفلسطين المحتلة، أدركت “إسرائيل” أنّ تحوّلا نوعيا أو نشوء خلايا وفصائل من نوع مختلف عن التي تعاملت معها وكلفت سلطة أبو مازن بمطاردتها والوشاية عنها.
لم يكن في حساب أحد أنّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقد سبق أن نفذت أكثر العمليات أمنيةً وتقانةً واختراقاً للأمن الصهيوني عندما أعدمت الوزير زيفي، ونفذت الكثير من الاعمال بصمت وقادت تحركات شعبية ونضاليه دون إعلان لإيمانها بأنّ التحرير يقتضي الصبر والصمت والصمود والعمل بدأب دون الاستعراضات.
ولأنّ مناضلي وأعضاء الجبهة الشعبية وكتائب أبو علي مصطفى من الرجال القادرين على الصبر والتكتم، وتحمل مشقات وظروف النضال ولم يتنازلوا يوما عن شعارهم الدائم الحضور بإدانة التفاوض أو المشاركة في الانتخابات الاسرائيلية باعتبار الكيان مصطنعاً واستئصالياً ولا يجوز التعامل معه، واستمرت الجبهة على نهجها برفض أوسلو وكلّ جهد أو بحث عن حلول جزئية، ويبقى هدفها الوحيد التحرير الكامل، ففلسطين حقنا من البحر إلى النهر مهما طال الزمن ومهما تعاظمت التضحيات، فعملت الجبهة بثبات وبصبر وبرغم نقص العدّة والأموال والإمكانات وحجم الأكلاف الهائلة التي تضطر لتأمينها من جوع رفاقها وعوزهم لتأمين الشهداء والأسرى وأسرهم وهم بالمئات وقد قطعت سلطة أبو مازن عنها وعنهم المخصصات وحجبت الحقوق إلّا أنّها نجحت في بناء تنظيم وشبكات وخطوط عملٍ نضاليةٍ ودرّبتهم وأعدّتهم لتصنيع العبوات وأجهزة التفجير ونجحت بالاستطلاع وزرع العبوات وتفجيرها.
أخيراً تزعم “إسرائيل” أنّها كشفت خلية للجبهة الشعبية هي المسؤولة بحسب الشاباك وتسريباتها بقيادة المناضل الأسير سامر عربيد والمناضلين قسّام البرغوثي شلبي ويزن مغامس ونظام أمطير، من نشطاء الجبهة في الضفة والجليل واعترفت الشاباك أنّ الخلية نفذت العديد من العمليات الاحترافية ذات الطابع العسكري وتحاول أسر جنودٍ صهاينة، وتمتلك عبوات متطورة، وقد حازت الجهات الأمنية على قرارٍ قضائيٍّ باستخدام أبشع وسائل التعذيب مع الأسير عربيد الذي باتت حالته الصحية متدهورة.
أن تتمتع الجبهة بهذه الخاصية وأن تنجح في سعيها لنقل الضفة الغربية والجليل إلى حالة المقاومة بالسلاح والعبوات، يعني أن زمناً جديداً ينبثق للشعب الفلسطيني يؤكد أنّ العقائدية والقومية والتمسّك بالمبادئ هو الطريق الصحيح ويعود الزمن ليعيد تعويم وصياغة الحراك السياسي والنضالي والانتفاضيّ والمقاوم على ذات النهج الصحيح.
مباركٌ للجبهة الشعبية ما فعلت، وما تمكّنت وما قدّمته من مؤشرات توثق أنّنا بتنا في زمن الانتصارات وتصحيح الخلل وعودة الحراك إلى مساراته الطبيعية وإلى قوى قيادته بأبعادها الوطنية والقومية والإنسانية.
الحرية للمعتقلين جميعا ولأعضاء الخلية الأبطال، والعافية للأسير المقاتل والقائد عربيد، ولنشدّ اليد على الأيدي الثابتة على الزناد والمبادئ، فالنصر صبر ساعةٍ وقد بتنا على نهايات أزمنة وتوقيت الهزائم والقعود، وانتفت فرص وأزمنة المساومات والتسويات.