فرع التجمع في القاهرة يستضيف أ. ناصر قنديل
افتتح د. جمال زهران (الأمين العام المساعد للتجمع والمنسق العام بالقاهرة) الندوة، حيث رحب بالضيوف وبالسفير السوري في القاهرة (د. بسام درويش).
وقال: إن قراءة الخريطة السياسية والجغرافية، وحملة الأحداث التي وقعت في السنوات العشر الأخيرة ابتداءً من الثورات العربية في تونس ومصر، والمؤامرات التي وقعت في البلدان العربية الأخرى، تشير إلى ظهور تيار المقاومة في مواجهة تيار الرجعية العربية والمشروع الصهيو/ أمريكي التآمري. وقد أدت الانتصارات التي تحققت في سوريا ولبنان والعراق إلى صعود محور المقاومة في المنطقة، ولعل المواجهة الأخيرة بين حزب الله و”إسرائيل”، وأكدت على حقيقة أن محور المقاومة أضحى رقما صعبا في المنطقة، مدعوما اقليميا من إيران، ودوليا من روسيا والصين. وقد أصبحت المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط في صراع كبير ولمحور المقاومة خريطة سياسية واضحة العالم. فهو محور الممانعة والصراع مع المشروع الصهيو أمريكي والرجعية العربية وستستمر المعركة إلى حين الانتصارات الحاسمة وتحرير كل الأراضي العربية المحتلة.
وتوقف زهران عند الذكرى التاسعة والاربعين لغياب عبد الناصر الزعيم الذي حظي بحب الشعب العربي كله، مشيداً بالرئيس السوري المقاوم د. بشار الأسد وفريق عمله الوطني العروبي.
ثم تحدث د. محمد سيد أحمد مشيرا الى أن ذكرى الزعيم جمال عبد الناصر، مؤسس فكر المقاومة، تتلاقى مع موضوع الندوة واستقبال الضيف اللبناني المقاوم أ. ناصر قنديل، مشيدا بمحور المقاومة والانتصارات التي تحققت مؤخرا على الأرض السورية واللبنانية.
ثم تحدث أ. ناصر قنديل الاعلامي اللبناني المقاوم، حيث بدأ بتوجيه الشكر للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة في بيروت وأمينه العام د. يحيى غدار، ثم قال: “إن لقائي اليوم في القاهرة له رمزية كبيرة حيث يوافق الذكرى الـ (49) لغياب الزعيم جمال عبد الناصر خالد الذكر، وهو الذي كان يعلمنا المقاومة، “لا صلح.. لا اعتراف.. لا مفاوضات”… وأن المقاومة وجدت لتبقى وستبقى، وأن سوريا هي قلب العروبة النابض لا زال وسيظل ينبض بالعروبة.
وأضاف قنديل: “لوقد مضت خمسون عاما، ومع ذلك لم ينجحوا في كسر شوكة مبادئ الزعيم جمال عبد الناصر. فهي مبادئ باقية وعلينا أن نتعاهد على استمرارية ما تركه لنا الزعيم… كما أن هناك معركة على مصر، لإضعافها وإسقاطها، ونحن نقول إن مصر ليس بالضرورة أن تنضم لمحور المقاومة، بل لا بد ان تكون حاضنة لمنع الآخرين من الإضرار بدول محور المقاومة …
ثم تحدث قنديل عن مفهوم المقاومة، فقال: “ان دولة الاستقلال تعني المقاومة، وأن تكون واقفة علي قدميها الآن و هو أمر كافٍ لحين وقت معين، وإن اضعاف “إسرائيل” هو هدف للمقاومة”. مشيرا الى أن كسر مشروع الأخونة في مصر، هو انتصار لمصر وشعبها، وهو انتصار لمحور المقاومة أيضا.
وتابع قنديل: “بقراءة سريعة للمشهد عام 1990 م، وبالمقارنة بما هو حاصل اليوم، تتضح الصورة بشكل جليّ، ونعرف أين موقع أقدامنا. ففي عام 1990 انهار الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية، وتقدمت الولايات المتحدة وانتصرت على الآخرين، وتقدم المشروع الامريكي الصهيوني في الشرق الأوسط آنذاك. وقد كانت ولا زالت ثلاثية عبد الناصر (الامبريالية – الصهيونية – الرجعية العربية)، هي مثلث المؤامرة ضد المنطقة العربية، وهم الأعداء الأساسيون للأمة… أما الآن فإن أمريكا أصبحت غير قادرة على حكم العالم وليس مجرد السيطرة عليه وأصبحت التعددية العالمي حقيقة لا مناص منها.
وقد كان صمود سوريا وانتصارها على المشروع الصهيو أمريكي هو السبيل لاستعادة التوازن في النظام العالمي ودخول روسيا والصين حلبة المنافسة مع أمريكا، وتراجعت أمريكا ومكانتها،
والذي جري في معركة “أفيفيم ” الأخيرة خير مثال لما هو قادم وتأكيد الانتصار العربي على الكيان الصهيوني والمشروع الصهيو أمريكي. وقد ثبت أن القوة هي أساس التعامل مع الكيان الصهيوني وأمريكا، فموازين القوي تتغير اقليميا ودوليا.
وقال قنديل: “أمريكا التي خرجت منتصرة بتفكك الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينات من القرن الماضي، تحتضر الآن، ولم تعد تمتلك القدرة على حكم العالم أو السيطرة عليه بل فقدت قدرتها على المنافسة في الأصول الثابتة عسكريا وماليا وعلميا… لتتقدم عليها روسيا والصين وغيرهما. لتبرز التعددية الدولية الجديدة، ويعود حلف المقاومة قويا من جديد، وفي القلب منه سوريا الكاشفة للمقاومة في العالم العربي. فالعقدة لأمريكا والغرب الاستعماري والصهاينة، هي سوريا التي وقفت عقبة أمام مشاريعهم في توصيل الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا. فسوريا بنت دولة قوية في عهد حافظ الاسد، ولا زالت مستمرة بقوتها، ولو لم يكن هناك قائد شجاع بقامة الرئيس بشار الأسد، لسقطت سوريا، لا قدّر الله.
وختم الأستاذ قنديل: “نحن في حاجة إلى تنمية مقدرات قوتنا، وتفادي نقاط ضعفنا، وقد علمنا الزعيم جمال عبد الناصر الايمان بالوحدة، ومن هنا فان علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا من منطلق أن المقاومة هي الحل”، مشيرا الى ان المعركة تهدف الى كيّ الوعي، بخلق هويات جديدة، وقضايا جديدة للانكفاء على الذات وضرب الفكرة القومية… كما أن محاولات الاعلام الرجعي تهدف إلى تغيير الأوضاع والهوية.
بدوره، تحدث السفير السوري (د. بسام درويش) مؤكداً أن الفكر المقاوم هو تنوير للشعب، والتنوير وسيلة للمحافظة على العزة والكرامة ولنبقي هاماتنا مرفوعة، مشيداً بجهود الجيش المصري في مقاومة الارهاب ومؤكدا على أن الجيش العربي السوري في ادلب وشرق الفرات يدافع ويقاتل عن الجيش المصري في سيناء .
وشهد اللقاء مداخلات لكل من:
أ. عمرو ناصف (الاعلامي بقناة المنار)
أ. أسامة الدليل (الكاتب الصحفي والمحلل السياسي)
أ. جمال أبو عليو (الكاتب الصحفي وعضو مجلس أمناء التجمع بالقاهرة)
أ. فاروق العشري (عضو مجلس أمناء التجمع بالقاهرة)
أ. محمد رفعت (رئيس حزب الوفاق القومي، وعضو مجلس أمناء التجمع)
أ. عاطف مغاوري (نائب رئيس حزب التجمع الوطني الوحدوي – نائب في البرلمان)
المناضل الفلسطيني الأسير (أبو وسام )
الأمين العام المساعد للتجمع
والمنسق العام بالقاهرة
د. جمال علي زهران
الأمين العام للتجمع
د. يحيى غدار