ماذا يريد أردوغان من شرق الفرات… ماذا يستطيع؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بحسب ما أعلنه أردوغان، فالعملية العسكرية لسحق “قسد” وإبعاد الأكراد عن الحدود ومنع التواصل المباشر بين كرد سوريا وكرد تركيا، وتهجير الملايين من السوريين الكرد والعرب والأقليات وتوطين التركمان والاخوان المسلمين السوريين الذين فرّوا ولجأوا لتركيا، بين الاهداف المعلنة للعملية التي زعم أنّها ستبدأ اليوم أو غداً.
الإجراءات العمليّة والحشود والاستنفار في أعلى درجاتها بحسب الانباء والتسريبات، والاتفاق تمّ مع ترامب بموجب مكالمة طويلة أعلن بموجبها ترامب خطوتين في غاية الأهمية: سحب نقاط المراقبة الامريكية من الحدود، وإنذار أردوغان بسحق تركيا اقتصادياً إن هي تجاوزت المتفق عليه”… لم يعلن الاتفاق ولا الخطوط الحمر.
خطوة ترامب أثارت الذعر في “إسرائيل” وعند كرد وعشائر ومرتزقة أمريكا في سوريا والعراق، وباتت نظم النفط والغاز ومدن الزجاج تتحسّس على رؤوسها، فالرجل جادٌّ ويلتزم ما يعلنه، ويتحيّن الفرص لوضع برنامجه الانتخابيّ الإنسحابيّ موضع التطبيق، وليس له أولويةٌ إلّا أمريكا ومصالحها وإخراجها من أزماتها، ولا يحسب حساباً لأحد بما في ذلك “إسرائيل” الاستطالة والأداة الأمريكية، وكما فعلها مع الكرد يفعلها حين تحين الفرصة أو تسنح الحالة لطعنها بسكينه المسموم كما تقول الأوساط الإسرائيلية، أمّا أسر الخليج فذبح البقرة أصبح قريباً.
خطوة ترامب مفهومةٌ ومعروفةٌ أسبابها وتوقيتها مع بدء الحملة الانتخابية للرئاسة وقبل أن يؤخذ ترامب وشعبيته بالتحقيقات ومحاولات العزل التي لن تنجح، ما خطوة أردوغان فهي غير منطقية ولا تمتلك العناصر المادية والعملية المناسبة.
يريد أردوغان دوراً محورياً في سوريا، ويرغب بأن يمسك بمستطيل الحدود السورية العراقية “التي هزمت فيها أمريكا وحلفها” بصفته قلب قلب العالم والممرّ الجغرافي الواصل بين بيروت دمشق بغداد طهران بكين وإلى موسكو، وهو محور خطط الصين في الطريق والحزام، ومن يمسك به يمسك برياح الأرض الأربعة ويتحول كما يجري مع أوراسيا وبوتين قوة عالمية حاكمة.
والسوابق تفيد بأنّ أردوغان شعبويٌّ صاحب خطاب عنتري، و/أو كما توصف أمريكا اليوم “ينبح ولا يعض”… وكلّ رهاناته في السنوات العشر انهارت ولم يتبقى له منها سوى محاولات حماية سلطنته في تركيا المهددة بتشققات عامودية وبأزمات قاتلة.
يصبح مفهوما لماذا رفع الصوت الآن: فأزمته الاقتصادية عاصفة وأزمة تفكك حزبه بلغت مبلغا يهدد بقاءه، بالانتخابات المبكرة أو بحراك شعبي تنضج عناصره.
والقمة الثلاثية الأخيرة للاستانا وضعت حدّاً لمناوراته في إدلب والارياف وألزمته بأن يبدأ في إنفاذ تعهداته وإلّا فالعصا الروسية والسندان السوري حاضران للطحن.
لدى أردوغان أكثر من 80 ألف مسلحاً أعدّهم لغزو سوريا وإقامة الصلاة في المسجد الأمويّ، وفي أحشائه جيوشٌ أعدّها لطعن روسيا والصين في الخاصرة وإخوانه المسلمون ينحسرون ويخسرون ويتراجع دورهم ويأفل نجم الإسلام السياسي الأمريكي والمسلح…
إذاً: أهدافه معروفة، وبينها طحن مسلّحيه وجيوشه ليتخلص منها قبل أن تنقلب عليه أو تسبّب له انهيار سلطنته، فروسيا وإيران ضامنان محاربان مع سوريا، والصين يتقدّم دورها وثقلها بقوة وبأسرع مما كان ولم يعد أمام أردوغان وقت يلعب عليه.
يريد زجّ الثمانين ألف مسلحٍ في حروبه، وفي محاولةٍ يائسةٍ وأخيرةٍ لحماية خواصر تركيا حيث يتصل كرد سوريا بكرد تركيا بكرد العراق من شرق الفرات.. وهدفه: إن أصابت كانت خيرا وإن خابت فليذهبوا الى جهنم فقد انتفت مهامهم وأسباب تجنيدهم.
السوريّ وحلفه يقول في سره “ناب كلب بجلد خنزير”، ويفرك يده ويقهقه “فخار يكسر بعضه”. فإن هزم الكرد ينتهي حلمهم وأوهامهم وينالون جزاء الخيانة والغدر، وإن توازنت القوة وطالت الحرب فالطحن للاثنين وهما أعداء لسوريا وحلفها، وإن هزم أردوغان وجيشه العثماني فإلى جهنم وبئس المصير.
الأمر الثابت الوحيد أنّ سوريا وحلفها ستنتصر وكل المياه تصب في طاحونتها بعد تسع سنوات عجاف أدارتها بحكمة واقتدار وغيرت في العالم وستغير في الإقليم وترسم مستقبل قواه وتغيّر في العرب…
وهكذا يفهم كم كانت العبقرية السورية والمقاومة في حرب القرن – الحرب العالمية العظمى، وتتحقق، وكيف نجح الحلف المقاوم في تغيير إيقاع الأزمنة والجغرافيا.
ترامب ينسحب ليقع زلزال في دول ومشيخات ونظم سايكس بيكو بما في ذلك الكيان الصهيوني، ويؤكد أنّ أمريكا تغدر بحلفائها وتتركهم في العراء…
الكرد أمام خيارٍ وحيدٍ: العودة إلى سوريا ومظلتها بصفتهم مواطنين سوريين بلا هواجس أو أوهام أو أحلام بالدولة والانفصال أو دولة ثنائية القومية… وهكذا يتأكد القول: لا يصح إلا الصحيح…