ترامب يعترف: أمريكا دولة مارقة كاذبة، وصانعة الإرهاب!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
السائد أنّ الرؤساء الأمريكيين بعد نهاية ولايتهم يخرجون بمواقف ويكتبون في مذكراتهم بأنّهم كانوا مغلوبين على أمرهم في الكثير من الأمور والشؤون وبما يخصّ الصراع العربي الصهيوني.
وحده ترامب، قرر أن يكون رئيسا مختلفا، صادقا مع نفسه ووعده، ولا يهاب أحداً، يعمل ما يراه مناسبا لخدمة برنامجه وبقائه في البيت الابيض ولو بالحديد والنار وسيفعلها مهما كلف الامر.
هو ذاته الموصوف بانه اهوج، متقلب، ومتغير، ويقود امريكا عبر تويتر، فيعين وزراء ومسؤولين بتغريدة ويقيلهم بأقل الكلمات وبأقذع الاوصاف، ويتصرف حاكما فعلياً، ويتحدى البنتاغون ولوبي العولمة، ويقدم على خطوات انقلابية ومفاجئة وأحيانا صاعقة كقراره الانسحاب من شرق الفرات وما أثاره من حالة ذعر وسعار في “إسرائيل” وعموم حلفاء أمريكا وفي البيت الأمريكي نفسه، خرج على الاعلام وقالها بصوت جهوري، امريكا دولة مارقة وكاذبة، وتخوض الحروب لإبادة الشعوب، وتبديد الاموال والهيبة، وكل حروبها سخيفة.
ترامب قالها صراحة امريكا غزت العراق بلا ذريعة وكذبت على شعبها وعلى الامم وفبركت قصة أسلحة الدمار الشامل.
قالها قبله الكثير من المسؤولين، والمراقبين والمفتشين الدوليين غير ان هذه التوصيفات عندما تخرج من فم نزيل البيت الابيض وهو بكل الاعراف وبالواقع وبتوازن القوى رئيس امريكا وفي ولايته الاولى ويستعد للثانية فهذا امر مختلف وله كل المصداقية، ولا يأتي قوله بصفته هجوماً على الديمقراطيين أعدائه الاشداء في الانتخابات وفي السياسات بل يقولها في توصيف حزبه الحزب الجمهوري وصقور الإدارة الامريكية وأدوات الليكود في واشنطن.
وسبق أن قال: إن هيلاري كلينتون واوباما هما من أعدّا داعش وسلحاها وأطلقاها كما كل الجماعات الإرهابية تحت مسمى الاسلامية…
ترامب في قوله وممارساته على عكس ما يفترضه البعض بأنّه يسعى لتدمير سمعة أمريكا ويذل البنتاغون ويكشف الحلفاء على العراء بقراراته الانسحابية بل هو في توصيفه يتحدث عن حقيقة واقعة ويعيد صياغة البيت الامريكي نفسه وعلى قاعدة قناعاته ومشروعه لإعادة إنهاض أمريكا بالتركيز على حاجاتها والكفّ عن إنفاق المال والرجال والسمعة في حروب سخيفة ومكلفة وقال: لقد تكلّفنا ثمانية تريليون دولار في حروب بلا طائل وبلا مصلحةٍ أمريكية حقيقة.
صدق ترامب فهذه هي أمريكا وهكذا كانت بدايتها بالدم والنار والارهاب والابادة ومن شبّ على شيء شاب عليه.
أهم ما في توصيف ترامب لأمريكا كدولة مارقة يمثّل صفعة و”بصقة” قوية في وجه كل من حاول ويحاول تسويق أمريكا ونموذجها وقيمها، والشهادة من بيت أبي أمريكا ومن رأس قمتها.