ونقول للزمن قف وإلى دمشق سر..
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
على وعدها وعهدها لم تخلف كما لم ترفع رايةً بيضاء في تاريخها قط…
أرادوا هزيمتها وتقسيمها والعبث باستقرارها وفرزها طوائف ومذاهب وإثنيّات لتحترب، فصارت كلمتها هي العليا وكلهم يبتلعون السمّ ويذهبون إلى ما أرادوه للشام، وهي شامخةٌ كالطود لا تهتزّ.
أرادوا لقائدها أن يرحل، فرحلوا جميعاً، ويتقدّم لقيادة العرب والإقليم كصانعٍ للتاريخ ومغيّرٍ في رياح الأرض الأربعة، قابضٍ على ناصية الأزمنة.
افترضوها رخوةً يمكن عصرها أو قطعة جبنٍ تتقاسمها القطط ويحظى بالكبيرة القرد، فأصبحت ساحة تمريغ أنوفهم جميعاً بالأوحال وجعلت من القرد أرنباً يفرّ من شرق فراتها..
من جنوبها وغربها توهّموا إقامة مناطق آمنة وشرائط حدودية لتحمي نظمهم الاغتصابية والمرتهبة المأزومة، فردّت بأن قطعت أذرعهم وأعادتهم يعانون من أمراض ومن رهاب ارتداد إرهابهم وعملائهم خناجر مسمومة في رقابهم.
نشروا القواعد الأمريكية والأوروبية، وزجّوا بمئات الآلاف من شذّاذ الآفاق من كل أركان الدنيا فيها، فأعادتهم لهم وحوشاً منفردةً تقضّ مضاجعهم وتؤزّم أوطانهم واتحاداتهم.
استمالوا ضعاف نفوس، وطارئين على طبيعتها وروحها، وأغروهم بالانفصال والكيانية والسيطرة على ثرواتها، فعاملتهم بالحسنى واستمرت تتعامل مع أبنائها بصدرها المفتوح وتدعوهم للعودة الى حضنها الدافئ ولم تتردد أو ترتهب.
طردوها من الجامعة فقالت كلمتها: جامعتكم بلا روح وبلا عروبة، فبلا الشام أنتم مستعربون وخونة وطارئون. أما الشام فأبديةٌ كانت والى أبد الأزمنة باقية قلب العروبة وبيتها وأصبحت بجيشها الأسطوري قبضتها المرفوعة أبدا تخفق رايتها على ما خلقت لإنجازه ولن تتأخر عن مهمتها.
توهّم لصّ حلب أنّه قادرٌ على ليّ ذراعها والغدر بها، فقالت له “أنت أزعر وليس من مكان للزعران واللصوص في زمن الشام الجاري…” والآتي أعظم…
ترددوا في العودة الى بيتهم العتيق وحاضنتهم فلم تستعجلهم ولا طالبتهم بأن يعودوا، ورهانها إما تأتون إليّ صاغرين معتذرين أو تذهبون مع الريح غير مأسوفٍ على أحدٍ منكم، وأما أنا فباقيةٌ ما بقي الإنسان حيّاً وينبض…
من حلب قالها القائد الإبداعي: “هنا ينتهي الزمن ويبدأ التاريخ”، وردّدها في الغوطة الشرقية أمام ضباطه وجنده، “كلّ مترٍ تتقدمون إليه تغيّرون في العالم وليس فقط في سوريا والعرب”…
أزمنتها تسود كلما تفاعلت عبقريّاتها الثلاث: الجغرافيا والزمان والإنسان وتنضبط الأمم والقارات على عقاربها، ومن لا ينضبط سيأخذه الزمن إلى النسيان…
هي هكذا وكما خلقت تستمرّ وتعود ولّادةً وخلّاقةً وقائدةً واسمةً لكلّ جديد…
واليوم تنبئ أردوغان أنّهم ذهبوا جميعاً إلى الجحيم وبقي القائد وجاء دورك فارحل باكراً كي لا تأخذ تركيا إلى ما حاولته في سوريا.
لترامب قالتها: “من هنا عليك أن تبدأ بإعادة هيكلة أمريكا وطرد لصوصها ومن هنا عليك أن تعود بجيوشك وعساكرك فلا سلاحك فاعل ولا جندك مقاتلون وهذه أرض الرسالات والحضارات لا تقبل ضيماً أو احتلالا أو هزيمة، فارحل ولا بأس أن تأخذ معك كلّ أدوات وعملاء ونظم سايكس بيكو ووعد بلفور، وتجدد وعدها أن فلسطين جنوب سوريا تبقى وتعود والقدس عربية وستكون …
رسالتها اليوم للمستعربين: إن جئتم فأهلا لكن لستم عندي كما كنتم، وإن لم تأتوا فخير على خير.
ولكل من تورط فيها فعلى وعدها هزمتهم ولن تقوم لهم بعد اليوم قائمة..
هكذا نقول للزمان قف وانعطف، فمن دمشق الباديات وفيها تعود الأزمنة جارية على هواها كقصة الخلق، وإليها يعود الزمن، فكل الجداول تصبّ في بردى ليرقص قاسيون مزهوّاً برجاله الأساطير وبشعبه الأبديّ..
سوريا تنتصر وتنسج أسطورتها من جديد…