فلسطين تنتصر في تونس
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
تبقى تونس مبهرة، وتستمرّ نموذجاً تنويريّاً ومولّدةً لإشاراتٍ دالّةٍ على ما يجب أن تكون عليه الأمور… فكما كانت شرارتها حارقةً وتعمّمت، كذلك مفاجآتها في جولة الانتخابات الرئاسية الأولى وفي الانتخابات البرلمانية، وما قرّرته من دروسٍ في أوّلها تراجع جماعات الإسلام السياسيّ و”الأوربة” و”اللبرلة” واتّباع وصفات صندوق النقد الدولي والإجراءات التي تعيث الخراب والفساد وتبني منصات الافقار والتخريب.
وفي انتخاباتها الرئاسية للجولة الثانية حسمت خياراتها الوطنية والقومية فأطلقت حقبة جديدة تعود فيها فلسطين القبلة ووجهة البوصلة والاهتمام المحوري، وأعرب الرئيس الفائز بأغلبية طاغية أنّ التطبيع مع “إسرائيل” خيانة وليست وجهة نظر …
أن يأتي هذا الكلام من تونس يعني الكثير، فسبق أن جاءت أولى إشارات الاعتراف بالكيان الصهيوني على لسان بو رقيبة بدعوته للاعتراف بقرار التقسيم وكانت أواصر العلاقة بين سلطة بن علي وأجهزتها قوية مع الأمن الصهيوني وعلى أرضها اغتيل قادة فلسطينيون، وعندما سيطر الاخوان المسلمون بشخوص حزب النهضة حاولوا أن يوسعوا للتطبيع لولا المقاومة في البرلمان والشارع… واليوم يمثل تصريح الرئيس المنتخب صفعة قوية للإخوان وقطيعة مع سوابق تونس، وبهذا تطلق تونس الموجة الثالثة من الحراك الشعبي العربي تحت عنوان التحرر الاجتماعي والخلاص من قوى الفساد والإفساد وتطبيق القانون والدستور، كما تنهي حضور الخونة والتطبيعيين كمؤشرٍ أكيدٍ على انهيار حقبة الخيانة وتجدّد الوعد بأن تحرير فلسطين أصبح أمراً راهناً…
تحية لتونس وشعبها الأبيّ والحرّ….