وأخيراً سوتشي تقرر أنّ شرق الفرات سوريّة ولا اتفاقية مع تركيا إلّا اتفاقية أضنة
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
أخيراً أفضت جهود بوتين وإيران وتكتيكات حلف المقاومة الإبداعية في إدارة أطول وأعقد حرب وأكثرها تأثيراً في إعادة هيكلة القوى وموازينها الإقليمية والعالمية، إلى اتفاق بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي أردوغان، على حلٍّ فيما يخص شرق الفرات والمنطقة التركية الآمنة، ولجم أوهام الكرد بالانفصال والاستقلال أو إقامة كانتونهم في سوريا، كما كشفت أمريكا على غدرٍ بحلفائها ومن يفترض أنّه حليف لأمريكا على أنّه مجرد خادم تعامله أمريكا ككلب حراسة لمصالحها وإنفاذها لا أكثر ولا أقل.
ترامب في إدارته مأزوم ومتصادم وقراره إنفاذ وعوده الانتخابية وتحصيل ولاية ثانية بأيّ ثمن، وأردوغان مبتلٍ بأوهامٍ طالما روّجها لاستعادة عثمانيةٍ مندثرةٍ وقد خسر كل رهاناته وورّط تركيا بكل الازمات والهزائم التاريخية وأهّلها للانفجارات العامودية العاتية والتفكيكية.
وكلما حاول ترامب تنفيذ قراراته بما يخصّ الانسحاب من سوريا والاقليم، تهب عاصفة البنتاغون ودولة الامن القومي ولوبياتها في كل مكان، ما يفرض عليه المناورة ومحاولة تقطيع الوقت، فيعود إلى إعلان إمكانية بقاء بعض الجنود لحماية مصالح أمريكا بالنفط السوري ولحماية “إسرائيل”، وهكذا وكل مرة تعود المعزوفة ذاتها، لكنه أخيرا فعل فعلته وأشعل الخلافات وهدد أردوغان بعد أن أعطاه حرية أن يفعل ما يشاء في شرق الفرات وتخلى عن الكرد وأمرهم بالانسحاب 30 كليو مترا، وأرفقها بتهديدات لسحق تركيا اقتصاديا إن هي جاوزت ما اتفق عليه، ومع هذا لم ينجح لا ترامب ولا أردوغان في الاستثمار في الاتفاقات وذلك لان كليهما بات مهزوما وعاجزا عن فرض ما يريد وفرض ما يتفقان عليه.
بوتين بالمرصاد وسوريا وإيران حلفاء مقاتلون بعضهم مع بعض في صف مرصوص وقوة صلبة متماسكة، والهدف تأمين انحسار أمريكا وانسحابها بأقل الأكلاف ووراثة ما يمكن وراثته من عملائها ومناطق سيطرتها ونفوذها السابق، هكذا تصرفت روسيا في السعودية والخليج والآن في أفريقيا وأزماتها بما في ذلك أزمة سد النهضة، وتتقدم حيث ظهرت أزمات أمريكا وحلفها والمنطقي أن تفعلها بتقانة وقوة في سوريا ولها جيش مقاتل وحليف متين وينتصر.
بضربة معلم كسر بوتين كل مخططات أردوغان وترامب وأعجز لوبي العولمة والحرب في أمريكا، فالاتفاق الذي تم بين أردوغان وترامب ورثه وفرض حقائقه وسلطته الجيش والدولة العربية السورية، ومن يحفظ الاتفاق الشرطة الروسية في دوريات مشتركة مع الاتراك بعمق 5 كليو متر، ذاتها المنطقة التي نصت عليها اتفاقات أضنة.
هكذا تدار الحروب والتكتيكات وتنجز الانتصارات بأقل ما يمكن من خسائر وبيسر وبالاستثمار في تباينات وصراعات الاعداء وضعفهم وهزائمهم.
لا حلّ للعلاقات التركية السورية برعاية روسية وإيرانية إلا اتفاق أضنة، واتفاق أضنة في شرق الفرات سيكون ساريا في محافظة ادلب وعلى طول الحدود.
وتنتصر سوريا وتستعيد سلطتها في كل مكان ويهزم الامريكان وكرد الانفصال وعثمانية أردوغان.