لبنان… وانقلب الحريري على حزب الله والعهد ونفّذ مؤامرة السفارات
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
عندما قال السيد حسن نصر الله إنّ الحراك والناس في الشارع على حقّ، ونبّه إلى وجود تمويلٍ ومموّلين، ودورٍ للسفارات، وخيوط مؤامرةٍ يعرفها بدقّة، لم يكن مخطئاً أو مشتبهاً، وعندما نصح الحراك وأشار إلى خطر الفراغ وما قد يتسبّب به، لم يجافِ الحقيقة المرّة بقدر ما كان يرسم بوضوحٍ أمام الجميع ما يراه من مخاطر وسيناريوهات واحتمالات وخطورة للمرحلة.
ربما فُهِمَ خطاب السيد خطأً، وقد زاد في تعميم الفهم الخاطئ من تنطّح لشرحه وتفسيره، وزاد أنّ السيد بشخصه وبالمقاومة مستهدفٌ وفي عين العاصفة التي تُرسَم للبنان واستقراره …
عندما قال السيد الحكومة لن تسقط ولن يسقط العهد والنظام ناصحاً المحتجين بفهم الأمور والتوازنات، ربما كان يعرف حقيقة الجاري في الغرف المظلمة وأنّها تقع في بيت الوسط وليس في خيم المعتصمين، ومن غير المنطقيّ ألّا يكون السيد مطّلعاً وواثقاً من أنّ عناصر المؤامرة ورجال السفارات وأحزابها هم في الحكومة والسلطة ويرأسهم سعد الحريري وتياره وقد تم توزيع المهام، فالقوات تستقيل وإلى الشارع لقطع الطرقات وتهويل المواطنين، و “التقدميّ” كان يرغب بالاستقالة لولا تهديد السيد حسن بالمحاسبة عن ثلاثين سنة للمشاركة بالسلطة والفساد.
والمؤكد أنّ العهد والكتلة الشيعية حذرون من الصفقات والتسويات التي عقدت مع الحريري وحلفه وهم على اطلاعٍ ومعرفةٍ بما كان من اتصالاتٍ وتنسيقٍ وتكاملٍ مع أمريكا والسفارات وبأنّ الأمر أُعطي للحريري وحلفه في ١٤ آذار للغدر والانقلاب على الصفقات والتسويات ووضع العهد وحزب الله أمام الحائط المسدود… وبالأمس أُعطيَ الحريري إشارة بدء الانقلاب وأخذ البلاد إلى أزمة مفتوحة تستهدف سلاح المقاومة وعهد عون ووعد الانفتاح على سوريا بحثا عن حلول عملية للأزمة الاقتصادية الجامحة التي تضربه بفعل فساد ونهب السلطة بقيادة الحريري و١٤ آذار.
بعد غدر الحريري وانقلابه تنفيذاً لأوامر أمريكا والسفارات ربما تتضح الصورة وتعيد تصويب البوصلة التي أخطأ الكثيرون في قراءتها.
– عملاء السفارات كانوا في الحكومة ويرأسهم الحريري وتياره وهم، وليس الشارع والمنتفضون، من فبرك وأطلق الاشارة عندما أعلن وزير الحريري الضريبة على الواتس آب.
– تثبّت أن حليف المقاومة هو الشارع والشعب وليس الحريري وفريقه من ١٤ آذار، ويجب استعادة ثقة الشارع لأن أهدافه هي نفس أهداف المقاومة والعهد، بعيداً عن الهدف الفتنوي بإيقاع الشرخ بين الشارع والمقاومة، وعليه فان من الضرورة بمكان استيعاب مطالب الشارع الإصلاحية المحقة واحتوائه.
– القوات والتقدمي والمستقبل و”الاخوان المسلمون” الذين نشطوا بعد استقالة الحريري وحاولوا ركوب الشارع هم من يموّلون ويقادون من السفارات، وعلى الشارع التنبه لمآربهم كما يجب عليه عزلهم ورفضهم… ويسجل للوطنيين في الحراك إعلان فتح الطرقات وتعليق الاضراب العام والتمسّك بالساحات، وفي ذلك دلالة على أن الشارع على درجة عالية من الوعي والوطنية والحرص على البلاد ولن يسمح بكون الحراك أداة لتنفيذ انقلاب الحريرية بأوامر أمريكية سعودية… ومن المهم التأكيد على أن أية محاولة جديدة لقطع الطرقات على المواطنين تعتبر دليلا على ارتهان من يقوم بهذه الخطوة وتنفيذه لأجندات خارجية لا تخدم الحراك بل تفشله وتفقده مصداقيته.
الخلاصة؛ لا يصحّ إلّا الصحيح، فالحريري انخرط وحلفه في مؤامرة الفراغ وإشاعة الفوضى ومحاولة ركوب موجة الشارع لتأليبه على المقاومة الأمر الذي فشل حتى الآن وبات على العهد والمقاومة مهمة استيعاب الشارع ودعم مطالبه المحقة والتحالف معه لحماية لبنان وإفشال المؤامرة، فالشعب وحقوقه وحدها البوصلة المحقة التي تدل على طريق المستقبل.