فلسطين… حان وقت الردّ… وقت الخلاص دنا
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لم تعد أزمات المنطقة والحقبة الحرجة التي يعيشها العالم بأبعاده الكلية قابلة للاستمرار على ما كانته، فكل شيء في التوازنات والأوضاع مرتبك وقلق، والقديم لم يعد قادراً على الاستمرار كما كانت تجري أموره .
فتوازنات القوى بين الإيراني والامريكي والتي فرضتها المقاومة منذ غزو بغداد والقضاء على الارهاب، يحاول الأمريكي نسفها ولم يعد من قابلية لاستمرارها أو إعادة تنظيمها على توازنات قلقة لم تستقر عواملها وعناصرها، وحالات الاستعصاء تترسخ في شتى الازمات المتفجرة… ففي لبنان توازنٌ واستعصاءٌ، وفي العراق وفي اليمن وكلها ساحات اشتباكات متصلة ولم تنجلِ نتائجها لترسي معادلات جديدة لتستقر على تفاهمات إقليمية ودولية جديدة.
فلسطين في قلب التفاهمات والصراعات والحروب وفي تقرير ما يجب أن يكون وليس من استقرار في أي ساحة ما لم ترسو توازنات مديدة في الصراع العربي الاسرائيلي الملتهب أصلا والتهابه تسبّب بشكلٍ أو بآخر بكل ما جرى ويجري في مختلف الدوائر.
فلسطين حاضرةٌ، وهي أساس كل التطورات… فلبنان ينفجر بضغط أمريكي بسبب السلاح الذي هزم “إسرائيل” والعراق بسبب السلاح الذي ساند سوريا التي تلتزم قضية فلسطين واليمن لأن أنصار الله مع فلسطين وتحريرها من البحر للنهر…
ولأن الصراع العربي الإسرائيلي هو الأصل وكل الأزمات والفوضى الجارية إنما هي فروع ومن نتائج وحوائج الصراع العربي الإسرائيلي، تقدمت أمس الاول مؤشرات على احتمالات ان يقع الانفجار الشامل لختم أحزان الامة على مدى قرن ونيف من وعد بلفور.
أمس الأول تجرأت “إسرائيل” على تصعيد خطير بالتوازي الزمني بين دمشق باستهداف منزل القائد في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري، وفي غزة باستهداف القائد الميداني الفذ الشهيد بهاء أبو العطا، وللتزامن والجهة المستهدفة مؤشرات ونتائج يبدو أنها لن تكون تقليدية.
استهداف “الجهاد” حصراً وبمبادرة من حكومة إسرائيلية مستقيلة وفي واقع الازمة السياسية، يعني أنّ نتنياهو قرّر التضحية “بإسرائيل” على مذبح مصالحه ودفع الأمور إلى جولة عنف فاصلة، وربما افترض أن حلف المقاومة مشغول عن غزة وفلسطين بالأزمات اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية، وبهذه يكون قد وقع وأوقع “إسرائيل” في شرّ أعماله.
ردّ الفصائل حتى الان لا يزال تقليدياً ولم يرتقِ إلى الردّ اللاجم والصادم المنتظر، وجهود التهدئة وفرقاؤها المتعاونون مع “إسرائيل” تبذل بأقصى ما يمكن، والفصائل فوّضت “الجهاد” – صاحبة الدم – التي قالت: لا تهدئة ولا قبول بالتغيير الجوهري في قواعد الاشتباك قبل تنفيذ ضربة ميدانية مؤلمة للعدو الصهيوني ترجح كفة المقاومة وهو ما سيتم باذن الله، على أن تقوم بدراسة كل الخيارات.
الفوضى جارية والتوازات القديمة سقطت وتفاهمات غزة سقطت بانقلاب نتنياهو وغدره المعتاد، فهل يكون الردّ زلزاليا؟ والرد الزلزالي في فلسطين يحسم قواعد الاشتباك في الاقليم وفي لبنان والعراق واليمن وباكستان…
الساحات ملتهبة والشوارع في حالة فلتان ونتنياهو ارتكب الحماقة…
فإلى أين وكيف سترسو المعادلات الجديدة الواجب تحقيقها لينسجم زمن اليوم مع حقيقة الانتصارات واختلال ميزان القوى الذي ترجح كفته لصالح محور المقاومة في المنطقة.