مملكة الرمال ومدن الزجاج على عتبة الإفلاس
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
تقريرٌ أعدّه وأعلنه مدير الـ “سي آي إيه” الأسبق ديفيد بترايوس، وأذاعه من دبي في مناسباتٍ عدة وحيث تعقد مؤتمرات ولقاءات لدراسة الأحوال والآفاق السياسية والاقتصادية التنموية.
بترايوس ليس خبيراً عادياً ولا هو باحثٌ متمرنٌ أو شخصٌ ساعٍ إلى الشهرة من خلال تناول مسائل وقضايا حساسة، وليس بساعٍ إلى بؤر الضوء الإعلامية، فهو رجلٌ مشهودٌ له بالعقلانية وعمق المعرفة وبكونه ركناً في الدولة الامريكية وشغل الكثير من المناصب وما زال مرشحا لمواقع حاكمة في البيت الأبيض وله باعٌ في الجرأة وتوصيف الأمور على ما هي عليه وإن خالف الرأي السائد… وهو من قدّم شهادةً أمام الكونجرس الأمريكي ٢٠٠٩ قال فيها “إسرائيل” كانت كنزاً ثميناً وأصبحت عبئا ثقيلا… وبسبب شهادته أطاحته التسريبات والفبركات من مسؤولياته في السي اي ايه، واستهدفته حملة الايباك واللوبيات الليكودية في الادارة الامريكية وتيارات الدولة العميقة وتبايناتها.
بترايوس قالها؛ السعودية على عتبة إفلاسٍ ماليّ وقد نضبت أموالها وبُدّدت ولم يعد للأمير الساعي إلى الملك إلا بيع أرامكو، وأرامكو لم تلبِّ طموحاته، ففي عرض أسهمها وبرغم الدعاية الكثيفة لم تجد من اللاهثين لشرائها إلّا من ضغطت عليهم أدوات الأمير وهددتهم بمصادرة ثرواتهم وبإعادتهم الى “الريتز كارلتون”، وبرغم ذلك انهارت قيمتها المقدرة بتريليوني دولار الى اقل من تريليون واحد، وبات مشكوكا بقدرة الأمير على تسويق أسهمها التي لم تتأكد جاذبيتها لأسباب عملانية واقتصادية بعد ان قصفتها أسراب الصواريخ والطائرات المسيرة لأنصار الله .
والى جانب تحذيرات بترايوس وتأكيداته بأنّ مملكة الرمال والمدن الزجاجية تقف على حافة الانهيار وتموّل عجوزات موازناتها من بيع الأصول وتتعثر، ومن بيع السندات السيادية، وتتراجع قيمها وحوافزها، فهي أيضاً تعاني من توترات اجتماعية وقبلية وصراعات في عوائلها ومكونات دولها الهشة التي شيدت كقصورهم على كثبان الرمال….
والفوضى التي وصفها ابن خلدون أنّها الممر الضروري للانتقال من حقبة ترهلت وشاخت الى حقبة جديدة تستعجل ولادتها، تقدم مؤشراتها الكثيفة في الممالك والامارات، وتجعلها في مهبّ ريح التطورات المحتمل أن تعصف قريبا لأسباب ذاتية في أزماتها أو لأسباب عالمية يحذر الخبراء ودور الدراسات الاستراتيجية وبيوتات المال وحكام المصارف الكبرى ويكررون القول؛ بأنّ زلزال انهيار الاقتصاد الليبرالي قد أزفت ساعته وليس من فرصٍ أو قدراتٍ لاحتوائه، بل تسعّر نيرانه الحرب الاقتصادية العالمية التي يطلقها ترامب وترتبك أمريكا في إدارتها وخوضها، وتشير كل المعطيات إلى أنها ستهزم فيها كما هزمت في الحروب العسكرية والناعمة واخواتها.