فيلتمان يحاول التدخّل في شؤون لبنان والمتظاهرون يرفضون تصريحاته
السفير الأميركي الأسبق في لبنان يربط الدعم المالي الأميركي للبنان بشكل الحكومة المقبلة والاعتماد على مؤسسات الدولة بدلاً من حزب الله، ومجموعات في الحراك وجّهت دعوة إلى التظاهر أمام السفارة الأميركية في عوكر رداً على كلامه.
فيلتمان يحاول التدخّل في شؤون لبنان والمتظاهرون يصرّون على منعه (أ ف ب).
قال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية والسفير الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان إن قدرة بلاده على حشد الدعم الاقتصادي للبنان، تعتمد على القرارات التي ستتخذ بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.
وأضاف خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، أن الإصلاحات والمحاسبة والإعتماد على مؤسسات الدولة بدلاً من حزب الله ستجذب نوعاً من الدعم الذي يقود إلى وجهة أفضل. ورأى أن صواريخ حزب الله لا تدافع عن لبنان بل تضعه في خطر الحرب، معتبراً أنه سيكون على اللبنانيين اختيار المسار الذي يقود إما إلى الفقر الدائم وإما إلى الإزدهار المحتمل.
وإذ اعتبر أن لبنان بات مساحة للتنافس الاستراتيجي العالمي، أشار فيلتمان إلى إن واشنطن يجب ألاّ تسمح لإيران أو سوريا أو الصين أو روسيا باستغلال غياب بلاده عن لبنان، ملمّحاً أن استغلال روسيا للبنان سيضيف إحساسا للأخيرة بأنها تفوز في شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط على حساب واشنطن.
المسؤول الأميركي رأى أنه مع وجود أكثر من 400 مواطن صيني في اليونيفيل في جنوب لبنان، قد ترى الصين أيضاً إمكانات في موانئ لبنان وموقعه، وقد يجد اللبنانيون صعوبة في مقاومة تقنية 5G في الصين، بالنظر إلى الحالة المؤسفة لشبكات الاتصالات الحالية في لبنان، بحسب قوله.
واتهم موسكو بأنها ترى في لبنان مساحة لمواصلة توسّعها العدائي لدورها الإقليمي، مشيراً بوضوح إلى أن لبنان في البحر الأبيض المتوسط يعتبر مساحة للتنافس الإستراتيجي العالمي.
كلام فيلتمان جاء بعد أكثر من شهر على الحراك الشعبي الأخير في لبنان، والذي أدى إلى إسقاط الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري. ورداً على كلامه، وجّهت مجموعات في الحراك دعوة إلى التظاهر الأحد المقبل أمام السفارة الأميركية في منطقة عوكر بجبل لبنان.
تأتي الدعوة رفضاً للتدخلات الخارجية في لبنان، وأبرزها التدخل الأميركي الذي عبّر عنه فيلتمان، ورفضاً للدور الأميركي الفاعل في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية.
وتصدّر هاشتاغ #فيلتمان_سفير_الفتنه مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، واعتبر المغرّدون أن التدخل الأميركي في شؤون لبنان مرفوض كلياً، مؤكّدين أن أصعب ما قامت به أميركا هو أنها “استخدمت الغطاء المعيشي الصعب لتنفيذ أهدافها خلف المطالب المحقّة”.
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أكّد من جهته أن الفتنة هي الخاسر الأكبر مما جرى في البلاد في الساعات الماضية، في إشارة إلى عدم انعقاد الجلسة التشريعية. مواقف رئيس البرلمان جاءت غداة تعذر عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب بسبب مقاطعة عدد من الكتل، وكذلك منع بعض النواب من الوصول إلى مبنى البرلمان.
وفي ظل أجواء محاربة الفساد المستشري في الحكومة اللبنانية كما يقول المتظاهرون، ادّعى النائب العام المالي في لبنان القاضي علي إبراهيم على وزراء الاتصالات السابقين نقولا صحناوي، وبطرس حرب، وجمال الجراح، وأحالهم إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
كما ادعى ابراهيم على مديري شركتي “ألفا” و”تاتش” والمدير العام لهيئة “أوجيرو” للاتصالات بجرم هدر واختلاس أموال عامة وإثراء غير مشروع. النائب العام المالي استمع أيضا الى المدير العام لوزارة المالية في قضية رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.
وكان السنيورة مثل أمام القاضي المالي في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، للإدلاء بإفادته بشأن قضية صرف 11مليار دولار، وتم التطرق حينها إلى ملفات حسابات الدولة المالية منذ العام 1993.