بول وولفويتز: تخلي واشنطن عن حلفائها خطأ استراتيجي
شبّه نائب وزير الدفاع الأميركي الأسبق بول وولفويتز سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط بتلك التي اتبعها سلفه باراك أوباما، وذلك لجهة الانسحاب من المنطقة.
وفي مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، أشار الكاتب إلى تخلي ترامب عن المقاتلين الأكراد والعرب الذين ساهموا بطرد تنظيم “داعش” من الرقة.
وبينما قال الكاتب إن الشعب الأميركي لا يريد حروبا طويلة الأمد على غرار العراق وأفغانستان، رأى أن “الحد من التورط الأميركي في هذه المنطقة لا يتحقق عبر الانسحاب وترك الفراغ وإنما من خلال تقوية الحلفاء المستعدين للقتال من أجل المصالح التي نتشاركها”، على حد تعبير وولفويتز.
وتابع الكاتب إن حصر مقاربة الشرق الأوسط في حربي العراق وأفغانستان خطأ، والتخلي عن الحلفاء لا يجنب الولايات المتحدة خوض حرب كبيرة جديدة في الشرق الأوسط بل يدفع بها إلى الدخول في حروب جديدة، لكن دون الحلفاء المحليين.
وأضاف وولفويتز أن السبيل لحماية المصالح الحيوية في الشرق الأوسط دون دفع أثمان باهظة وفي الوقت نفسه الحد من المخاطر على أميركا هو من خلال دعم الأطراف المحلية.
وضرب الكاتب مثلا التدخل لدعم أكراد العراق عام 1991 بعد هزيمة صدام حسين في الكويت، وذكّر بأنه تم إرسال قوة برية لحلف “الناتو” مع توفير غطاء جوي وقتها، من أجل منع صدام من مهاجمة الأكراد.
وولفويتز قال إن العراقيين الأكراد استطاعوا حينها إنشاء منطقة حكم ذاتي في شمال العراق نتجية هذه التطورات.
وتحدث الكاتب عن “تداعيات أخلاقية واستراتيجية لعدم دعم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المعارضة السورية”، وقال إن “الكارثة الإنسانية هناك أوجدت الفراغ الإستراتيجي الذي سمح بنشوء “داعش”، وإن نشوء هذه الجماعة أجبر أوباما على إرسال القوات مجددا إلى العراق بعد سحبها من هناك.
وفي السياق نفسه، قال وولفويتز إن “سياسة ترامب في سوريا قد تمكّن روسيا وإيران من السيطرة الفعلية على هذا البلد”، وأضاف أنه كان من الأجدر على ترامب أن يقول لنظيره التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ساهمت في إيجاد “داعش”، ويحذره من إرسال الجيش التركي إلى مناطق شمال سوريا.
عقب ذلك، أشار الكاتب إلى أن ترامب وجّه دعوة لنائب رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الأميركي جاك كين لزيارة البيت الأبيض، ولفت إلى أن الأخير تطرق خلال لقائه ترامب إلى “التداعيات الاستراتيجية الناتجة عن السماح لوكلاء إيران بالسيطرة على موارد النفط في شمال شرق سوريا”، وفق تعبيره، وقال إن “ذلك أعطى ترامب فرصة كي يراجع قراره ويستمر بتقديم بعض الدعم للحلفاء الأكراد والعرب”.