نيويورك تايمز: واشنطن تستأنف عملياتها ضد “داعش” في شمال سوريا
بعد هدوء دام أسابيعاً عدة، تقوم القوات الأميركية والمقاتلون الكرد السوريون مرة أخرى بمهام واسعة النطاق لمحاربة “داعش”.
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير مصور لها أنه في زيارة نادرة للقواعد الأميركية في شرق سوريا، رأينا كيف تتم إعادة ترجمة رسالة الرئيس دونالد ترامب على الأرض.
فقد وصلت المركبات القتالية من نوع “برادلي” Bradleys للتو في سوريا. وأظهر العسكريون لمراسلي الصحيفة ذلك.
وقالت الليفتانت كولونيل سينثيا كينغ إن القصة الأكثر أهمية هي مركبات “برادلي” فهي تجلب قوة القتال إلى المعركة.
تسأل الصحيفة: “لكن لماذا أحضرت هذه المركبات الآن؟”.
يقول القائد الأعلى للقوات المسلحة، أي ترامب، شيئاً واحداً: “نحن نحافظ على النفط. لدينا النفط. النفط آمن. تركنا القوات خلف النفط فقط”.
بينما يقول الجيش الأميركي شيئاً آخر.
يقول الضابط في هيئة الأركان الأميركية نائب الأدميرال وليام بيرن: “سأكون حذراً في القول إن المهمة هي مهمة تأمين حقول النفط. المهمة هي هزيمة داعش”.
مركبات برادلي القتالية وصلت إلى شمال شرق سوريا
تقول الصحيفة إن ما رأيناه على الأرض يوضح بعض الالتباس إذ يتدافع الجيش الأميركي لإنقاذ مهمة ألقاها ترامب في حالة من الفوضى. في أوائل تشرين الأول / أكتوبر الماضي، أعلن ترامب إنهاء الوجود الأميركي في شمال شرق سوريا. وهكذا تخلى الجيش عن القواعد والبؤر العسكرية وبدأ في التخلي عن النفوذ هناك، وهو ما سمح لقوات الحكومتين الروسية والسورية بملء الفراغ.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه بينما كانت الولايات المتحدة تنسحب، أقنع القادة العسكريون ترامب بأن بعض القوات يجب أن تبقى. قالوا إنهم بحاجة إلى منع مورد ثمين، النفط، من الوقوع في الأيدي الخطأ. نجحت الخطة. ولكن عندما قمنا بزيارتها، لم يكن النفط يبدو أولوية”.
تنقل الصحيفة عن أحد العسكريين الأميركيين قوله رداً على سؤال “أين هي حقول النفط بالضبط؟”: “أعتقد أنها هناك هناك. لست متأكداً حقًا”.
أما الكابتن جوزيف جولياني فقال للصحيفة: “لا نذهب بدوريات في حقول النفط أو أي شيء من هذا القبيل. لكن أن يكون هناك مروحيات أباتشي هنا هو ردع استراتيجي كبير”.
يضيف مراسل الصحيفة أن الأولويات التي رأيناها؟ هي كما يقول الميجور جنرال إريك هيل في القاعدة الأميركية: “نحن نعلم أن داعش يحاول إعادة تجميع صفوفه. يتواصل القتال ضد داعش وسوف نستمر في ممارسة الضغط على داعش. هذه هي مهمتنا”.
وقالت الصحيفة إن هذا هو السبب الذي جعل متحدثاً باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمدح القوات الكردية أمام الكاميرات، قائلاً: “لن ننسى أبداً التضحية التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية القوية والشجاعة والفخورة”.
وأضافت الصحيفة أنه على مستوى أشمل فلا يزال للولايات المتحدة موطئ قدم هنا، وأن من الواضح أن رسالة الرئيس التي مفادها (إننا نخرج من الحروب التي لا نهاية لها) يتم إعادة تفسيرها على أرض الواقع.
يتابع هيل قوله: “المهمة لا تزال مستمرة. سنكون في قواعد من دير الزور إلى القامشلي إلى ديريك، وفي كل مكان في تلك المنطقة الواسعة”.
وأضافت “نيويورك تايمز”: “ما رأيناه لم يكن جيشاً ينسحب. شاهدنا جيشاً يعرض ترسانته المعززة. توفر مركبات برادلي رادعاً ضد النزاع. الأشرار يرون ذلك ولا يريدون محاربته”.
وختم مراسل الصحيفة قائلاً إن ذلك “دليل على أن الحرب التي لا نهاية لها بالنسبة للولايات المتحدة ستستمر لفترة أطول قليلاً”.