هل من استهدافٍ لسوريا في الأزمة اللبنانية؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
ليس اللبنانيون وحدهم من يدفع ثمناً هائلاً لممارسات لوبيّات ومافيات المصارف اللبنانية والطبقة السياسية الأكثر لصوصيةً وفساداً في العالم، فليس من واقعةٍ تاريخيةٍ تلامس ما فعله تحالف المافيات الاقتصادية وطبقة سياسية كالتي انكشفت فصولها في الأزمة اللبنانية.
فجأةً استفاق اللبنانيون على إجراءات اعتمدتها جمعية المصارف متفرّدةً ومتعجرفةً وبلا غطاءٍ أو سندٍ قانونيّ أو دستوريّ، فوجد اللبنانيون أنفسهم أمام احتمال وقوعهم ضحية ثاني أكبر عملية نصبٍ في التاريخ… فبعد الاستيلاء على أملاك اللبنانيين في أسواق بيروت لصالح إنشاء شركة سوليدير ووضع اليد على الأملاك البحرية والنهرية، يجد اللبنانيون أنفسهم اليوم أمام خطر نهب ودائعهم وجنى أعمارهم في الخارج والداخل، بل والرواتب والتقاعد أيضا، فقد وضعت المصارف يدها عليها وبات موظف المصرف من يقرّر للأسر كم تنفق على حاجاتها وأين تنفقها، فيما تحجب المصارف على المودعين سحوبات أموالهم وتقنّنها ما أدى إلى حالات إفقار وطرد طلاب العلم في الجامعات العالمية، حتى التحويلات الطبية تمنّعت عنها المصارف وترفض تغطية اعتمادات شراء القمح والمحروقات والادوية وووو….
الكارثة كبيرة كعملية لصوصية غير مسبوقةٍ، وتستمر الطبقة السياسية في التناحر وتغطية لصوص المصارف والنفط والدواء والتعليم وغيرها..
وقد بدأت آثار الازمة اللبنانية تطال سوريا بعمق وتؤدي الى ارتفاع فلكي لسعر الدولار، أو الأصح لتهاوي الليرة السورية، ولم تفهم بعد الأسباب ولم يجب أحد على سؤال هل تتعرض الليرة السورية والاقتصاد السوري لمؤامرة من لبنان ….
لا شيء يمنع القول إنّ مؤامرة خطيرة أعدّت لسوريا وللمقاومة من لبنان. فـ (١٤ آذار) حاولت تعطيل تشكيل حكومة الأزمة، وأحزابها في الشارع عملت على تقطيع الطرقات وإثارة الضجيج، والدور الأمريكي كان ظاهرا مباشرة ويدير الازمة مع لصوص المصارف والتفاوض لتشكيل الحكومة ومع زعران قطع الطرقات غبّ الطلب… وذات الفريق كان منخرطا في تأمين السلاح والارهابيين واسنادهم في سوريا وتأمينهم في الجرود وعرسال، واليوم يدير حربا اقتصادية عاتية ضد المقاومة ومحورها في بيروت وبغداد ويستهدف الاقتصاد السوري بابتلاع ونهب أموال السوريين المودعة في المصارف اللبنانية والتي كانت تؤمّن سيولة دولارية للاقتصاد السوري، وكانت تحويلات المغتربين السوريين تحول عبر الاسواق اللبنانية وقد تراجعت او انقطعت… وكذلك فتح الاعتمادات وتيسيرها…
حدود المؤامرة او نتائجها تصيب سوريا أيضا، ونهب الودائع طال السوريين كما المودعين اللبنانيين، غير أنّ سؤالا واحدا يفرض نفسه بقوة: إذا كان المودع اللبناني لا خيار له إلا المصارف اللبنانية اللصوصية.
هكذا تفهم عناصر المؤامرة واللصوصية واستهدافاتها في تخليق الازمة الكارثة في لبنان وتستهدف نهب ودائع السوريين وتحويلاتهم أيضا ..