أردوغان يعبث بليبيا وتوازنات المتوسط!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لا يكفّ الرئيس التركي المفعم بوهم استعادة العثمانية البائدة، عن إثارة القلاقل والمتاعب للجميع. وما زال يراهن على إمكانية إنعاش مشروعه الإخواني مفترضا نفسه ما زال قادرا على التحكم بمسارات أزمات الإقليم. وآخر إبداعاته توقيع اتفاق تقاسم حدودٍ بحريّةٍ مع حكومة السراج الإخوانية التي تقوم سلطتها على طرابلس وبعض ليبيا.
الاتفاق أثار اليونان وقبرص ومصر، كما أثار غضباً جامحاً في الاتحاد الأوروبي كاد يهدد تفاهمات وخطط الناتو في البلقان والمتوسط، وأزّم العلاقة بين الناتو وتركيا ثاني أكبر دوله لجهة عدد السكان والجيوش.
فالاتفاق لا يكتسب صفة قانونية باعتبار أنّ الطرف الليبي الذي وقعه لا يمثل ليبيا ولا أكثريتها، وحكومة السراج مغتصبةٌ للسلطة والثروة وقد بددتها وتبددها على إسناد قوى الارهاب الاخوانية في مصر والسودان والجزائر وأفريقيا وسوريا، وتعمل تحت أوامر سلطة حركة الاخوان المسلمين العالمية التي تعتبر خلافتها المنكسرة وأوهامها المدمرة تجد بقاياها في أردوغان وسلطته المهزوزة في تركيا.
ماذا تحقق الاتفاقية لتركيا ولليبيا، وهل ستجد لها طريقاً للتنفيذ؟ أسئلة برسم الجميع، فالإجابات العملية عليها تحدّد مسارات الازمة الليبية ومستقبلها، وأغلب الظنّ أنّ القوى الفاعلة في ليبيا ومحيطها لن تسمح لحكومة قاصرة اخوانية ان تغيّر في التوازنات وأن تؤمن أردوغان وتمنحه السيطرة على حقوق ليبيا الغازية في المتوسط بعد أن أهدته أموال ونفط ليبيا عبر السراج والاخوان، ولن تمنحه القوة في داخل تركيا المأزومة ولا في وجه الجميع، والكلام الفصل ستقوله معارك الميدان التي لا بدّ أن تستعر على نحوٍ عاصفٍ وبتوازنات مختلفة، وربما نكتشف مرة أخرى الاخطاء القاتلة التي دأب أردوغان على ارتكابها بسبب عيشه في الأوهام والافتراضات.