بريطانيا تهدد بقاء الاتحاد الأوروبي… فهل تعصف بوحداته الوطنية؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
انهيار الليبرالية كنظامٍ عالميٍّ اقتصاديٍّ وسياسيٍّ عمّمته أمريكا على نموذجها تحت مسمى العولمة، والأدقّ “الأمركة” بات يلفظ أنفاسه الأخيرة ….
خروج الأمم الأوروبية من قوميّاتها المتعصّبة والعنصريّة بعد سلسلة حروبٍ وحروبٍ عالميةٍ إلى رحاب الوحدة الإنسانية لمجاوزة الجغرافيا والسيادات الوطنية، مثّل ظاهرةً كونيّةً قاطرةً في سلّم ارتقاء البشرية في تشكيلاتها الاجتماعية الجمعية. غير أنّ هيمنة النموذج العدواني الأمريكي وقيمه الاستهلاكية والاحتكارية وغزوها للنخب الأوروبية، وسيطرة عملاء لوبي العولمة الأمريكية على السلطات في الدول الأوروبية والاتحاد، وما خلفّته سياسات الليبرالية من تمركز الثروات بيد حفنةٍ على حساب الأمم والشعوب ونجاح اللصوص من لوبيات المال والحروب باغتصاب الثروات وتهميش القيم الدستورية وتطاولها على الحريات والحقّ بالثروة والعدالة للجميع وفرض ممثلي روتشيلد وترامب في الرئاسات ومؤسسات السلطة في الدول المحورية كفرنسا وبريطانيا… كلها دفعت بالناخب البريطاني لتقرير الانسحاب من الاتحاد بالاستفتاء، ثم في الانتخابات أمس، وقررت تفويض صنو ترامب الانكليزي جونسون بالخروج من الاتحاد الأوروبي بإسناد صناديق الاقتراع، وأصبح مفوّضا من الصناديق بوضع خطته موضع التنفيذ بموعدها ولم يعد من إعاقات… وفرنسا منذ أسبوع في إضرابٍ عام هو الأول منذ عام ١٩٩٥، ولن يفكّ دون كسر مشروع روتشيلد بشخص مندوبه ماكرون لإعادة هيكلة منظومات التقاعد والعمل بسرقة أعمار وتعويضات الفرنسيين لتخديم الدائنين استجابة لصندوق النقد وشروطه الإذلالية …
بين نتائج الانتخابات البريطانية والاضراب الفرنسي ترتسم خارطة مستقبل الاتحاد الأوروبي، والدلائل تشير إلى انهيار الاتحاد وتفككه كنتيجةٍ لخروج بريطانيا بلا اتفاق، والمنطقيّ الاستنتاج أنّ وحدة بريطانيا الوطنية نفسها باتت مهددةً بالانفراط، وتلك إن حصلت في واقع أزمة الاتحاد والنظم الليبرالية فيه تدخل الوحدات الوطنية في حقبة السعي للاستقلال وتصاعد التوترات القومية والإثنيّة وصعود اليمين المتطرف لتعزّزها عواصف الازمات الاقتصادية التي أرستها النظم والفلسفات الليبرالية.