السعودية تنحسر من بيروت الى كوالالمبور… ماذا بعد؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
أحداث متتالية تتراصف لتؤدي رسالة واضحة مفادها أن امريكا والكيان الصهيوني وحلفه من ممالك الرمال ومدن الزجاج الى انحسار متسارع وخسارة المزيد من الساحات وافتقادها لعناصر القوة والثبات، وهزيمة للمخططات والادوات التقليدية والمستحدثة…
بيروت على عهدها عاصمة المقاومة واول من هزم “إسرائيل” ولقّن “الأطلسي” درسا دمويا قاسيا عام ١٩٨٤، اضطرت بوش الاب ان يهرول اليها ليلملم اشلاء جنوده ويخرجهم على عجل من اول مهمة للأطلسي خارج حدوده ومهامه آنذاك، وأتمت انتصاراتها بهزيمة “إسرائيل” وإنهاء دورها الوظيفي ومعها نظم سايكس – بيكو…
ودأبت على هزيمة ادوات وحلفاء امريكا المحليين واعجزتهم عن تحقيق مكاسب تغير في التوازنات، وكانت جولة ايار ٢٠٠٨ حاسمة وما زالت حاكمة الى اليوم..
حاولوا إفقارها وسرقة أموال المودعين وتأزيم الاوضاع الاجتماعية وكسرت أمريكا بالضغوط على الحريري وإلزامه فكّ تفاهماته الرئاسية والانقلاب عليها في محاولةٍ لحشر المقاومة وحلفها وبوهم القدرة على إسقاط العهد وتجويع شعب المقاومة… وجاء هيل ومعه ترسيمه حكومية تابعة لواشنطن بالتمام والكمال، فكانت بيروت كعادتها اذكى واعرف بشعابها، وقبل أن تطأ اقدامه مطارها جرت الاستشارات وطارت مشاريعه لتسمية نواف سلام مكلفا، وتبخرت اوهامه واوهام أدواته بإمكان انجاز انقلاب دستوري… وسمّت بيروت رئيسا مكلفا للحكومة يتقاطع مع مواصفات وطلبات تظاهراتها وحراكها الثوري، ولم تفلح التظاهرات والعربدات وقطع الطرقات من أزلام الحريرية والجنبلاطية والقواتية بخدش الإنجاز، ولو سمي على فريق ٨ آذار واتهم باللاميثاقية عسفا وكذبا.
على ذات النهج، تراجعت وفشلت جهود السعودية في تطيير قمة كوالالمبور وتمردت كبرى الدول الاسلامية على الهيمنة الوهابية ولا يبدو ان بغداد المنتفضة على الفساد وعسف وتدمير وتحكم الاحتلال ونتائجه الكارثية ستحيد عن طريق النصر للمقاومة ومحورها والهزيمة لأمريكا وأدواتها المحلية والمزيد من الانحسار للوهابية وقدراتها…
هكذا تتغير الايام وتتجدد على قياس الانتصارات المتراكمة وفي شتى الساحات .