التأليف الهادئ.. والأمل بحكومة منقذة متماسكة
ذوالفقار ضاهر
يواصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة في لبنان حسان دياب عمله بصمت بعيدا عن الاعلام في محاولة منه لاتمام عملية التأليف مطلع العام المقبل وهو الذي اعلن بعيد تسميته من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان التشكيلة الحكومية ستحتاج منه لعدة اسابيع، ويبدو ان دياب يعمل بصمت وهدوء لانضاج “الطبخة” التي يراها مناسبة لاخراج لبنان من الازمة.
والحقيقة ان الحكومة العتيدة بحاجة الى اكبر غطاء سياسي في البلد ومن مختلف الافرقاء وهذا بالطبع ما سيحاول الرئيس المكلف فعله على الرغم من ان التوجه العام ان تكون الحكومة هي حكومة اختصاصيين، لانجاز العديد من الملفات التي تبدأ بالازمة المالية والاقتصادية ولا تنتهي بالاصلاح ومحاربة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة بما يخرج اللبناني من الظروف المعيشية غير المسبوقة، والتي تزامنت مع شبه غياب لدور حكومة تصريف الاعمال في الامور الملحّة.
لماذا توتير الاجواء؟!
سعد الحريري-وصحيح ان بعض الجهات التي لم تسم دياب التزمت حتى الساعة الصمت حول موقفها من الحكومة ومنحها الثقة، الا ان البارز كان الهجوم الاستباقي من رئيس حكومة تصريف الاعمال على الحكومة التي سماها حكومة باسيل وقال: “لا أقبل بشيطنة السنة واتهامهم بسرقة البلد، ولم أسم الرئيس المكلف، ولا تغطية له، ولا ثقة اذا اقتضى الأمر..”، مما فاقم الجو التوتيري في البلد وساهم في حملة عرقلة الحكومة قبل ان تولد.
إلا ان هناك من خرج وأعطى اشارات يبنى عليها وتعاكس موقف الحريري، نعني هنا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي قال في احدى المقابلات التلفزيونية ان “الفرصة موجودة إذا عرف الرئيس المكلف كيفية التقاطها..”، هذا الموقف المتباعد عن موقف الحريري يتوضح اكثر فاكثر بقوله “إننا لم نسم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة لأنه لدينا اعتباراتنا وحساباتنا”.
وهذه الحسابات التي أوحى بها جعجع تعود لتؤكد التباعد المتزايد يوما بعد يوم بين معراب و”بيت الوسط”، خاصة ان مواقف جعجع جاءت بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل الى لبنان، فيما تردد ان الاميركيين لا يمانعون بتشكيل الحكومة من شخصية غير الحريري.
لحكومة قادرة..
حسان ديابوالمواقف المتضاربة لفريق ما كان يسمى سابقا بـ”14 آذار” والتي لم تسم دياب، يقابلها المواقف الثابتة والواضحة لفريق “حزب الله وحركة امل والتيار الوطني والحلفاء”، والتي تدفع اكثر نحو حكومة متماسكة وقادرة على الانجاز.
لكن الغريب انه في ظل كل ما يعانيه البلد شاهدنا هذا “الدلع” في مواقف بعض القوى السياسية وكأن الامور بألف خير، فيما الواقع يؤكد اننا بحاجة الى تكاتف حقيقي وفعلي من قبل الجميع ووقف التراشق الاعلامي والسياسي ، وقد كان تمسك من الفرقاء الحريصين على الشراكة والوحدة على تسمية الحريري لكنه تراجع عن القبول لا سيما بعد تبلغه موقف “القوات” بعدم تسميته.
ولا يبقى امامنا إلا ان نتمسك بما قاله رئيس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله القيادات الامنية والعسكرية البلاد بمناسبة الاعياد حيث لفت الى أن “البلاد تمر اليوم بظروف صعبة جدا وأزمة غير مسبوقة في تاريخها، لكننا نأمل مع الحكومة الجديدة ان يبدأ الوضع بالتحسن تدريجا ونتخطى الازمة ويعود لبنان الى ازدهاره..”، واوضح ان “الازمة الاقتصادية والمالية التي نعيشها عمرها 30 سنة وليست وليدة الحاضر.. لذا نعيش اليوم في مرحلة تقشف على المستوى الفردي وعلى مستوى الدولة ومؤسساتها، لكن ذلك مطلوب في الوقت الحاضر للمساعدة على تجاوز الازمة الراهنة”، فكلنا امل ان يحمل العام 2020 للبنان وشعبه بشائر تخطي الازمة الراهنة وتجاوز كل الصعوبات التي تعيق الازدهار في مختلف المجالات.
المصدر: موقع المنار