بيان فرع التجمع في الأردن بشأن اغتيال القائدين سليماني والمهندس ورفاقهما
يعتبر فرع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في الأردن أن ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من قصفٍ لموكب الشهيد الحي الجنرال قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس في مطار بغداد، هو إرهاب دولة، بل فعل عصابة إرهابية مع سبق العمد والقصد والإصرار.
لقد مارس هذه الفعلة النكراء أحد طرفي الدولة الأمريكية العميقة، ولو لم يقم بها هذا الطرف لقام بها الطرف الآخر بطريقة أو بأخرى.
إننا نشجب وندين تصرفات أمريكا الإمبريالية، التي تشعل حروباً إقليمية وأهلية وفتناً؛ وتحرّك انقلاباتٍ عسكريةً “وثوراتٍ” مخملية، و”ربيع” فوضى خلاقة بحسب كونداليزا؛ سمراء بوش…
إن أمريكا مبرمجة ومفصّلة عقول وعقائد على مقاساتها، وماسحة أدمغة وتاجرة رقيق وسجون طيارة، كما انها تعمل ضد مصالح الأمم والشعوب والدول والحضارات السوية؛ وتحولها إلى سلوكيات شاذة حيوانية منحرفة، هدفها سرقة الثروات واجهاض الثورات الحقيقية، ومصادرة الحريات باسم الحرية وحقوق الإنسان والنساء والأطفال، وهي القاتلة للأطفال والنساء والشيوخ والرجال، ومصادرة الحريات ومعهرة القيم.
إذ ذاك، فلا غرابة إذا ورّط العهر الأمريكي ذاته، فعمد إلى اغتيال الشهيد الحي سليماني ورفاقه، ولم يستوعب أن هذه الجريمة الموصوفة الخرقاء، هي كمن (يلعب بدمه)، وليس الفعل الآتي كالكلام، مهما اشتدت العبارات… ورغم فداحة الألم لدى محور المقاومة؛ إلا أن حماقة إرهاب الدولة الأمريكية العميقة، بغض النظر عن الطرف المنفّذ الأكثر حمقاً، قدّمت لإيران ولمحور المقاومة هدية قيّمة، للردّ خارج قواعد الاشتباك، فلا من يلوم ولا من يحزنون، والمتشفّون أو الفرحون سيبوؤون بخسران عظيم.
إن الفعلة الأمريكية الحمقاء ليست مسؤولية ترامب وحده ليتلقى منفرداً العقاب المناسب، بل هي مسؤولية النظام الأمريكي العدواني الذي نشأ وكبر على الطغيان، لكنه الآن وهو يتباهى بأفعاله المشينة، فإنه يعجل نهايته وسقوطه الذي بات وشيكا.
كما نتمنى على العراق ان يتخذ كل ما ينبغي لحمايةِ من حمى الدولة والشعب العراقي من الإرهاب والاغتصاب والفتن، وحال دون ان تستباح بغداد وحرر شمالي العراق وغربه… وعليهم أن يغلقوا سفارة وقنصليات العدوان الأمريكي، ويسقطوا كل الاتفاقيات المعقودة مع التحالف الدولي الامريكي ويستعيدوا آبار نفطهم ويؤمموها، ويراقبوا سفارات الجاسوسية الغربية في العراق وعملاءها في الداخل العراقي.
كما عليهم أن يُتبعوا ذلك بإصلاحات سياسية واجتماعية عميقة ومحاسبة الفاسدين وإلغاء الطائفية والمذهبية والاثنية بمفاهيمها التقسيمية التدميرية المتعصّبة الظلامية… وهي التوجهات التي أقر أغلبها مجلس النواب العراقي في الخامس من كانون ثاني ٢٠٢٠.
ونحن في التجمع نرى أن محور المقاومة بعد اغتيال الشهيد الحي سليماني ورفاقه، بات اكثر من أي وقت مضى قربا وقدرة على تجاوز الحالة الراهنة، والتوجه نحو التوازن في بناء علاقاته الداخلية والإقليمية، والتأكيد على عروبته الصافية من العرج أو الحول أو غياب البصيرة أو التوهان، وعدم الدخول في عداوات مع احد دون مبررات حقيقية غير مفتعلة؛ ولا استثمارات أجنبية تابعة لمؤسسات رأس المال العالمي.
إن مصلحة العراق تكمن في التصالح مع الذات بالداخل والدخول في حوار عميق مع محور المقاومة وفي المقدمة سوريا، ومع أصدقاء المحور، وصولاً إلى أن يستعيد وجوده وسيطرته على ثرواته ويعيد بناء جيشه الوطني القومي المقاوم.
محمد شريف الجيوسي عضو الامانة العامة للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في الأردن