إيران تبدأ الردّ وبوتين في دمشق
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
تزامُنُ الحدثين النوعيين زمنياً ربما وقع صدفةً، وأيضا قد يكون منسقاً بتقانة، وأيّاً كانت الأمور، فلتلازمهما دلالات نوعية ويعكسان مؤشرات غير عادية.
أن تبدأ إيران الردّ على استشهاد القادة في ذات لحظة اغتيالهم وبعد الدفن وأن يكون الردّ بصواريخ إيرانية انطلقت من قواعد في إيران وتوزعت على قاعدة عين الأسد في الانبار وفي أربيل، وأن تصيب الصواريخ أهدافها بدقة وتنزل الخسائر بالمعدات والأبنية والجنود الأمريكيين، وأن تعلن إيران رسميا أنّها بدأت العمل، يعني إطلاق صفارة البدء بالعمليات العسكرية لطرد الأمريكيين من العراق كما قررت إيران ومحور المقاومة كثمنٍ لدماء الشهداء والتعامل مع الصلف والعدوانية الامريكية…
وبينما بدأت إيران التعامل مع الوجود الأمريكي في العراق بالنار والصواريخ، فاجأ بوتين العالم بزيارة إلى دمشق ولقاءات بينه والاسد مع القادة العسكريين، وبزيارة الاموي وقبر المعمدان، ومنه الى الكنيسة المريمية بصفتها أقدم الكنائس والبطركيات المسيحية في العالم وبيت الأرثوذكسية العالمية.
زيارة بوتين ليست منقطعة عن التحولات الجارية في الإقليم، ودمشق عاصمتها وبيئتها الاكثر فاعلية وتأثيرا في تطوراتها وأحداثها…
حدثان متزامنان على خط واحد من التطورات، وكلاهما يجزم بأنّ العصر الأمريكي والغربي في العرب وإقليمهم قد أزفت ساعة نهايته لتفتح صفحة في كتاب مستقبل العرب والمسلمين والعالم، فكيف يكون مستقبل الإقليم والعالم بعد تداعي نظم وجغرافيا ما بعد الحرب العالمية الثانية وقد بلغت روسيا والصين والمشروع الأوراسي ذروة في الحضور والسعي لإملاء فراغ انحسار الغرب وانكفائه المتسارع…
لن يكون العراق بعد الآن مقرّاً لأمريكا في خطط إعادة هيكلة سيطرتها في الإقليم، وعبره تقليص قدرات أوراسيا، ولن يبقى “لإسرائيل” سببٌ للاستمرار، وكذلك نظم وأدوات الغرب، فالزمن يشهد على ولادة قوة إقليمية صاعدة لا تقل اهمية في مكانتها ودورها عن روسيا والصين بشهادة المناورات البحرية في بحر العرب والتي سرّعت ارتكاب الحماقة الترامبية باغتيال المهندس وسليماني.