ما الذي سيحقق أردوغان بين ليبيا وسوريا
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
انتقل بوتين من دمشق إلى تركيا ليلتقي أردوغان في محاولةٍ لعلاج الملف الليبيّ، وليس بعيداً عن الأزمة السوريّة وما بلغته من تطوراتٍ وفصولٍ وهي تقارب النهايات السعيدة.
الانسحاب الأمريكي من سوريا والعراق أمرٌ بات حتميّاً، وما إنجازه إلّا مسألة وقت… وبتفكيك القواعد الأمريكية والرحيل ستبدأ مرحلة إعادة تأسيس الإقليم والعرب بما يتناقض مع منتجات الحرب العالمية الأولى وبينها جغرافية ونظام تركيا.
روسيا وتركيا في سوريا، وتطورات الإقليم المتسارعة، دولتان محوريّتان، فلكليهما قوات في الميدان، ومع إيران شركاء بالأستانا، وفي إدلب والارياف لهما قوات ومواقع عسكرية، ولتركيا نقاط مراقبة محاصرة تموّنها الشرطة العسكرية الروسية، وفي ليبيا بدأت أيضا ما يشبه الشراكة في ملفها، فتركيا تسيطر على طرابلس وبعض ليبيا عبر حكومة السراج – حكومة الاخوان المسلمين – وقد وقّعت معها تركيا تفاهمات واستجاب أردوغان لطلبات الدعم والإسناد بإخلاء إدلب وسوريا من المسلحين ونقلهم الى طرابلس الغرب، ولوّح بزجّ قواتٍ تركيةٍ لإسناد حكومة السراج المتداعية…
ولروسيا في ليبيا حلفاء وقوى ومصالح لا تقلّ أهمية عما لها في سوريا، ففيها القبائل و”القذافية” وحفتر، ومصالح مصر الحيوية، وهؤلاء حلفاء لموسكو… ولروسيا مصالح نفطية وغازية تنافس هيمنة روسيا على أسواق أوروبا وتزاحمها.
والجدير ذكره وتأكيده مرة بعد مرة، أنّ السيطرة على القسطنطينية كانت من أولى وصايا القيصر بطرس الأكبر، ويوصف بوتين بأنّه وريثه الأكثر نباهة وحضوراً …
في سوريا أدار بوتين الحروب والمساومات والهدن، ولم يبخل بكلّ دعمٍ لسوريا وجيشها ولم يسجل على روسيا أنّها فرّطت أبدا بمصالح سوريا، وكذلك هي في ليبيا، ولها مع الغرب وأدواته ما يجاوز ما لها منه في سوريا.
أردوغان يتخبط في كل مكان وبوتين يتقدم في كل الساحات والأزمات ويقلب أردوغان على صفيح ساخن من طرابلس الغرب إلى إدلب وأريافها ….