فرع التجمع في القاهرة يقيم ندوة بعنوان “تطورات الأزمة الليبية وسيناريوهات الحل”
عقد التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة – فرع مصر، ندوة بعنوان تطورات الأزمة الليبية وسيناريوهات الحل…
استهل د. جمال زهران (الأمين العام المساعد للتجمع ومنسق عام القاهرة)، استهل الندوة بالقول: إن الأزمة الليبية في منعطف خطير الآن، وتحتاج إلى جهود كبيرة من جميع الأطراف الدولية والاقليمية، بهدف تحقيق التسوية السلمية، وتجنب العنف والحرب، ومكافحة الارهاب.
وأشار الى ان تركيا قد دخلت على الخط بمناصرة السراج أحد طرفي النزاع الليبي، مما أسهم في تغذية الصراع وتأجيج الخلافات واشعال الفتن وإهدار ثروات البلاد. فأردوغان اقترف جرائم حرب في سوريا، ونهب مواردها، وأتاح الفرصة للإرهابيين بالدخول اليها والانتشار فيها، وكان جسرا لدعمهم بالمال والسلاح ووسيطا للرجعية العربية المضادة لسوريا والفكر القومي تنفيذا للمشروع الصهيو أمريكي من أجل تفتيت المنطقة وتدميرها وتخريبها.
وأكد أن أمام مصر مسؤولية كبيرة في معالجة الأزمة الليبية بضرورة التواصل مع كل الأطراف، حرصا على أمنها القومي، مقدرا جهودها في هذا السياق ومرحبا بوزير خارجية ليبيا الأسبق (السفير محمد الدايري) وكذلك الباحث الليبي أ. أحمد القلعاوي.
ثم تحدث أ. فاروق العشري (عضو مجلس أمناء التجمع بالقاهرة) وقال: في المرحلة الراهنة للوضع في ليبيا، ترتبط ليبيا بالخطر الداهم على الوطن العربي كله، وما يجري فيها أيضا هو ترجمة للمخطط التآمري الصهيوني الأمريكي، وفقا لحديث برنارد لويس، ومشروع الشرق الأوسط الجديد (لشيمون بيريز)، ثم الشرق الأوسط الموسع ليشمل شمال أفريقيا عام 2004 م، وفي هذا النطاق تقع الأزمة الليبية حيث المخطط هو تدميرها وتقسيمها وتفتيتها… فالهدف هو السيطرة على الموارد ونهب الثروات ومصادرة الأموال العربية وفي مقدمتها الليبية في المصارف الغربية.
كما أشار العشري الى أن ترامب يعلن علنا أنه يسعى للسيطرة على البترول في المنطقة، وآلياته في ذلك السيطرة المباشرة أو فرض العقوبات على الدول الفاعلة المعادية للمشروع الصهيو أمريكي، مثل إيران والعراق وليبيا.
ثم تحدث الوزير/ محمد الدايري (وزير خارجية ليبيا 2014- 2018م) وقال: إن القضية الليبية ليست شأنا للشعب الليبي، بل هي شأن عربي وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. ويمكن تناول الأزمة الليبية في ثلاثة أبعاد (أمنية – سياسية – اقتصادية) … فلقد تجاوزنا الآن مرحلة البدايات في 17 فبراير 2011 م، إلى مرحلة جديدة.
وأشار الى ان جرائم لا حصر لها قد ارتكبت بعد 17 فبراير أكثر مما ارتكبت قبلها. ونحن في مرحلة جديدة تجاوزت الانقسام الليبي ما بين مناصري ما قبل 17 فبراير، ومناصري ما بعد 17 فبراير… فالقضية الأهم الآن في ليبيا كيفية تفادي الانقسام ومخاطره. (لا.. لمجلس عسكري.. لا لانقسام ليبيا.. لا لانقلاب عسكري)… وهذه هي اللاءات الثلاث بلا منازع.
وأشار الى ان هناك مخططا من قطر منذ عام 2011 م، حيث جاء رئيس الأركان القطري الى ليبيا، وأصر على عدم حل الميليشيات الليبية، حيث لا يوجد جيش ليبي موحد. في حين لم يكن هناك الجيش الوطني الليبي المجهز ولا توجد نية واستعداد لإعادة تنظيم الجيش الوطني. أي أن المؤامرة هي الحيلولة دون تنظيم الجيش أو حل الميليشيات ليصبح الوضع ملائما لإعلان أي جماعة مسلحة كثوار، ولكن دور هؤلاء لم يكن سوى تهديد الدولة الليبية وتهديد الشخصيات العامة وتهديد أفراد الشعب، وتنصيب أنفسهم كمسؤولين عن الأمن في مقابل المصالح والمنافع الشخصية، فأصبحت هذه المجموعات ارهابية واجرامية، وتعددت لتتمدد وتقوم بأعمال إرهابية. وهؤلاء هم الذين قتلوا السفير الأمريكي، وهم الذين قتلوا السيد/ عبد الفتاح يونس، ومثلوا بجثته. فالمؤامرة الارهابية التي قادتها قطر وتركيا، بدأت مبكرا في أعقاب أحداث 17 فبراير 2011م.
وأكد أن المؤامرة امتدت إلى سوريا عن طريق هؤلاء الاجراميين عام 2014م، كما أن هناك جماعة اسلامية ليبية قادمة من أفغانستان مع أسامة بن لادن، وهؤلاء قاموا ايضا بأعمال اجرامية – والآن فأردوغان تركيا، يتدخل بقوة لتفعيل المؤامرة ضد ليبيا والشعب الليبي والأمن القومي الليبي.
كما لفت الى ان هذه الجماعات الاجرامية قد قامت باغتيال شخصيات ليبية ونشطاء شباب ونساء وخاصة من قبل جماعة أنصار الاسلام. أما عن مؤتمر برلين المقرر عقده، فهو حلقة من حلقات الاجتماعات المتكررة لحل الأزمة الليبية في ضوء الثوابت المقررة، وحتى آخر المعلومات، فان فايز السراج، علق حضوره، وكلف وفداً للحضور، بينما وافق حفتر، وذهب الرئيس السيسي، مؤكدا ان العبرة في النتائج وآليات التنفيذ، وان هناك تهديدات كبيرة للأمن القومي الليبي، وهناك مخاطر تواجه ليبيا، حاضرا ومستقبلا تتطلب البحث عن حل شامل للأزمة الليبية وبالطرق السلمية تفاديا لعنف يشعله أطراف خارجية خاصة تركيا.
وفي كلمة للأستاذ أحمد القلعاوي (الباحث السياسي الليبي) أشار الى ان ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة، كانت تعيش في أمان واستقرار، وكانت داعمة لحركات التحرر في العالم، وخاصة العالمين العربي والأفريقي…
الآن تم نهب ليبيا (بترولها وغازها ومعادنها)، وتم افقار الشعب وزرع الفتنة بين قبائل الشعب الليبي، كما أن أمن ليبيا يواجه مخاطراً كبيرة، في مقدمتها خطر التهميش، فالاستعمار يصرّ على تفتيت المنطقة العربية وإبعاد شبح الوحدة ليحل محلّه التقسيم على خلفية الربيع العبري.
وأكد القلعاوي ضرورة لم الشمل، وإعادة بناء الدولة من جديد، وان يصبح الشعب يدا واحدة، ويتم ضرب الفتنة، وتوحيد كل الجهود من أجل العودة مرة أخرى لتكوين ليبيا الواحدة الموحدة المستقبلية، والغاء كل ما من شأنه بث الفتنة والانقسام… فليبيا الآن شهدت انتشار الارهابيين من أنحاء العالم وخاصة الدول المحيطة ومن سوريا وغيرها، وهناك اخوان متأسلمون، وتجار الأزمات، إضافة الى حالة الانقسام السياسي والقبلي وغيره، الأمر الذي يحتاج إلى جهود كبيرة لاستعادة ليبيا، وأن الجيش الوطني الليبي ضرورة كبيرة لاستعادة وحفظ أمن ليبيا القومي.
ثم تحدث كل من :
- أ.محمد الدشناوي (عضو مجلس أمناء التجمع بالقاهرة )
- مجدي طلبة (خبيرا اقتصادي )
- بسمة صلاح (عضو مجلس أمناء التجمع )
- م.أمينة حسنين (عضو مجلس أمناء التجمع)
- سارة حجار (صحفية)
- أ.ثناء الأسيوطي (اعلامية ).