شهادة عسكرية وانسانية لأحد من واكبوا القائد الشهيد سليماني في سورية
خليل موسى- دمشق
مزيج من الفخر والرثاء، يشكله الحديث عن القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، الرثاء لرجل عظيم قدم روحه دفاعاً عن شعوب المنطقة في وجه الإرهاب التكفيري والصهيوني والاميركي، وفخر كبير لمعاصرة هكذا قامة مقاومة في زمن الحرب على سورية.
فمنذ أولى لحظات بدء الحرب والمؤامرة الكونية على سورية، عرفه القادة العسكريون السوريون، عملية عقربا باتجاه طريق مطار دمشق الدولي كانت أولى المحطات التي جمعت القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني بالجيش العربي السوري، حينها تم تأمين الطريق بنجاح، وهنا بدأت تُسطر واضحة حكايات النصر السوري.
شهادات كبيرة يحتفظ بها قادة من مختلف تشكيلات الجيش العربي السوري، ذكريات كثيرة تحفظها طرقات معارك التحرير، وبصمات الانتصارات بسبابة سيد شهداء محور المقاومة لها وضوح الشمس في صفحات الخلود التاريخي.
العميد علي الصافي قائد مركز الدفاع الوطني بدمشق يشير في حديث لموقع المنار، الى محطات واكب فيها القائد سليماني حيث جمعتهما مجريات المعارك وغرف العمليات في ميادين عدة وصولا إلى أهم وأدق المراحل في الدفاع عن العاصمة دمشق.
يؤكد الصافي عن القائد سليماني، أنه قائد استثنائي من الطراز الرفيع، يملك فراسة عجيبة، خاصة في تقدير المواقف العملياتية والاستراتيجية أثناء المعارك، وهو شخص عظيم ومقاوم من الدرجة الاولى .
هذا القائد يعيش في قلب كل مواطن سوري يمتلك المواطنة الحقيقية، فهذا الرجل جابه التكفيريين في دمشق ودرعا وفي بابا عمرو، والبوكمال، جال مقاتلاً في كافة المسارح القتالية في سورية تاركاً بصمته في صناعة النصر.
وفي كافة المناطق بغض النظر عن التركيبة الديموغرافية للسكان السوريين كان يقاتل التكفيريين، وكأنه مواطن عربي سوري عليه واجب الدفاع عن هذا الوطن.
نعم خسارته كبيرة، ولكن هذا الرجل خلفه قيادة في مؤسسة عريقة ضاربة جذورها في الأرض وعميقة في الوطن، هذه القيادة تتبعه وتتلمذت على يديه، وقد تكون اكثر ضراوة وشراسة من هذا القائد الذي ارتقى إلى العلياء كما يقول العميد علي الصافي من قلب العاصمة السورية دمشق.
لم يكن فقط رجلا من الطراز الرفيع، إنما كان أيضا قائداً انسانياً بكل معنى الكلمة… ويضيف ان القائد المقاتل على الجبهات في مقدمة الصفوف، وضع الشهادة نصب عينيه، ولكن شاء المولى عز وجل أن تكون شهادته بضربة غادرة جبانة قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية.
الحاج قاسم سليماني كما كان أحد مهندسي النصر في جنوب لبنان عام 2006، كان أيضاً أحد أهم مهندسي النصر على داعش في العراق وفي سورية، هذا الرجل كما يؤكد العميد علي الصافي في شهادته عن القائد الحاج سليماني، خسارة لن تعوض ولكن هناك أجيال متعاقبة ومستمرة من هذه المؤسسة المقاومة التي أنجبت هذا القائد، ستكون قادرة على متابعة الاهداف الاستراتيجية التي استشهد في سبيلها القائد العظيم قاسم سليماني، وهذه الأجيال ستكون قادة بكل معنى الكلمة قادرة على إخراج الأمريكيين من المنطقة وأذناب واشنطن والكيان الصهيوني سيدفعون الثمن باهظاً.
المصدر: موقع المنار