بغداد قالت كلمتها… ماذا بعد هزيمة أمريكا المذلة ؟…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
قالت بغداد كلمتها المدوية في تظاهرة الأمس التي فاجأت منظّميها لجهة الحشد والتنظيم وتجسيد الوحدة الوطنية والامتناع عن رفع أيّة أعلامٍ أو هتافاتٍ إلّا العلم العراقي، وهتاف “بغداد حرة حرة أمريكا برا برا”. والأهمّ تجسّد في تفويض فصائل المقاومة والقوى السياسية العراقية مقتدى الصدر، الذي تقدّم أيضاً الى المهمة بوعيٍ واقتدارٍ ونضجٍ نوعيٍّ صادمٍ لمن كان يتطاول عليه ويصفه بأنّه أداة أمريكية سعودية، ويصفه بأنّه متحالف مع الاحتلال ضدّ إيران ووجودها وتحالفاتها في العراق… فأثبت الرجل مرجعيّته وحنكته بأن وحّد الجميع تحت راية العراق الوطن الواحد والحر والسيد المستقل، وقالها وردّدت بعده الجماهير: “العراقي واحد فلا تقسيم ولن تمر ألاعيب أمريكا وغدرها ولن تنجح في سعيها لإذكاء الفتن بعد اليوم، وسقطت محاولاتها تأليب العراقيين والشيعة ضد إيران وحلفها”.
لماذا سلّمت إيران وفوّضت القوى العراقية الصدر؟ وهل يستطيع أن يلعب دور المحرّر وجامع كلمة العراقيين بعد أن تفرّقوا أيدي سبأ…؟
تكتسب الصدرية في العراق صفة المرجعية الدينية والسياسية التاريخية وواسعة التمثيل، وبرغم ما نالها من تفكّكٍ وارتباكات وبرغم ما خسرته من كوادرها ورجالها وخسائرها التي تفوق عشرات آلاف المجاهدين في مقاومة الاحتلال منذ غزو بغداد وفي هبّاتها وقتالها البطولي “جيش المهدي” نصرةً للفلوجا (عاصمة السنية السياسية العراقية) عندما شنّت أمريكا ومرتزقتها الحرب لتدميرها وتشريدها لأنّها تجرّأت في وضح النهار وقتلت وأذلّت الأمريكي ومرتزقته، ثم في الانتفاضات الدورية لمدينة الصدر في بغداد واستهدافها بالمفخخات وبمقاومة الصدريين الحازمة لإجراءات تفكيك العراق وتطييفه وابتلائه بالحروب المذهبية، دفع التيار الكثير من التضحيات ولم يغير او يتغير، وأسند الحراك الشعبي المطالب بحقوق العراقيين وباستعادة أموالهم وإسقاط طغمة الفساد المتحالفة مع الأمريكي وأدواته في نهب وتدمير العراق، ولم يسجل على ممثلي الصدريين الفساد والتآمر، ومن ظهرت عليه التباساتٌ كان السيد مقتدى يبادر الى فصله…
هذه من العناصر والاسباب التي جعلت من التيار الصدري ومن السيد مقتدى قادرا على جمع كلمة العراقيين بدءا بالكتل الشيعية التي احتربت فيما بينها وتصاعدت تناقضاتها وولدت ممارساتها نزعةً وحراكاً استهدف إيران ومرجعيّاتها خلال السنوات المنصرمة.
ذلك أيضا يؤكد جدية إيران والمرجعية والحرس الثوري وفصائل المقاومة بالحزم والجدية في قرار ترحيل الأمريكي مهزوما وذليلا من العراق، فتفويض إيران وفصائل المقاومة مقتدى الصدر يؤشر الى درجة العقلانية ودقة المعرفة في تفاصيل العراق والرغبة في تأسيس عراق جديد بعد ترحيل المحتل، فالصدرية تجمع اطياف العراق وتستعيد السنّة ولا تعادي الكرد فتحرجهم جميعا وتكشف المحتل عاريا.
بغداد قالت كلمتها وأبطلت مؤامرات الأمريكي، ووجّهت البوصلة بالاتجاه الصحيح بما في ذلك الحراك الشعبي ضد الفساد والنهب، فالأمر كلّه من مسؤولية الاحتلال ومن صنعه، والاولوية المطلقة لطرده من العراق واستعادة العراق لوحدته وسيادته ووقف التدخلات الخارجية من أيّة جهة كانت.
بغداد تفي بوعدها وامريكا ستنسحب مهزومة وذليلة وطريق التفاهمات العميقة بين بغداد ودمشق تتقدم ومعها سيكون للعرب والاقليم شان كبير …
اما بعد، فهزيمة امريكا وانسحابها ذليلة من سوريا والعراق، ستطلق حقبة انهيار أحجار الدومينو وستسقط النظم والمشيخات والدول الوظيفة، فبغداد تعود قبة السماء ودمشق عمودها ودماء القادة سبب في إطلاق حقبة المقاومة وسيادتها…
شكرا بغداد…