طالبان تسقط طائرة تجسّس أمريكية مأهولة وترامب يطلق “بصقة” القرن…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
أفغانستان لم تهدأ يوماً وأنهكت المحتلّ الأمريكيّ وأعيته وكبّدته خسائر كبيرة كشقيقاتها بغداد وغزة وبيروت، وسبق أن هزمت الأمريكي كبغداد، لكن القوى الإقليمية وصاحبة التأثير أمّنت إعادة انتشار القوات الغازية وأمّنت لإدارة أوباما ما يحفظ ماء وجهها… غير أنّ الأمريكي غادرٌ ومتسلطٌ وفاجر، فأعاد تأمين سيطرته المحكمة عبر الحكومات والإدارات والقواعد والجيش وأجهزة الدولة، تماماً كما فعل في العراق.
لكنّ الزمن تغيّر، وترامب “عنتر” أمريكا الجديد و”الكاوبوي” الذي امتطى حصانه شاهراً مسدسه ومطلقاً النار في كل الاتجاهات، والملتزم الانسحاب من ساحات التوتر، لم ينجح في تطويع حزب الحرب ولوبي العولمة في واشنطن، وبرغم أنّه فاوض طالبان لتأمين الانسحاب إلّا أنّ الأمور لم تجرِ على مزاجه.
وجاءت شروط طالبان مصمّمةً على إلحاق هزيمةٍ نكراء وفرض الانسحاب الذليل كي لا تعود أمريكا مرّة ثانية من النافذة كما فعلت سابقا… واستمرت المقاومة واستنزاف أمريكا وأدواتها وآخر الضربات المحكمة إسقاط طائرة تجسّسٍ عسكريةٍ مأهولة وقتل من كان فيها وجلّهم من كبار التقنيين والضباط المتخصصين، ولا يعوز المرء الكثير من التفكير ليربط بين إسقاط طائرة تجسسٍ على هذه الدرجة من التقانة والتطور ووعد الثائر لاغتيال المهندس وسليماني… ويدور السؤال: من سلّح طالبان بصواريخ دفاعٍ جويٍّ قادرةٍ على التعامل مع هذا النوع من الطائرات؟ والسابقة الدالّة أنّ إيران أسقطت أفضل أنواع الطائرات المسيرة في الخليج!
فكيفما حسبت عملية إسقاط الطائرة الامريكية، وبافتراض أنّها سقطت نتيجة خطأٍ أو عطلٍ تقنيّ، إلّا أنّ مسرح العملية وزمانها يوظّفها في استراتيجية الردّ على الأمريكي ووعد هزيمته ودفعه للانسحاب الذليل من الاقليم.
ولأنّ ترامب يدرك أن لا مستقبل للبقاء الأمريكي في المنطقة، تجده يستعجل عمل ما عليه لتأمين الكيان الصهيوني وإهدائه كلّ الأوراق والقصاصات الورقية والنصوص التي يطلبها نتنياهو المأزوم أيضا في الانتخابات الإسرائيلية، وشأنه مع ترامب كالمتعوس وخائب الرجاء… أعرجان يتساندان بغية تأمين انتخاباتهما.
إنّه زمن المقاومة وحقائقها، باتت هي سيدة الاقليم ومسارح الحرب، فانتصاراتٌ تسجّل في اليمن وفي سوريا، وانتفاضة في بغداد وإسقاط طائرة في أفغانستان… فمن أين لترامب ونتنياهو أن يغتصبا الزمن ليمرّرا صفقة القرن والتي ستجعل منها المقاومة “بصقة” القرن في وجه ترامب ونتنياهو وأدواتهما في العرب والمسلمين…