التجمع يستضيف د. جمال زهران في لقاء بعنوان “مقاومة التطبيع وحرب الغاز في المنطقة”
عقد التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة لقاء سياسيا مع سعادة النائب السابق في البرلمان المصري الدكتور جمال زهران – الأمين العام المساعد للتجمع ومنسق فرع مصر – رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية.
وبحضور حشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والثقافية اللبنانية والعربية والإسلامية، وتحت عنوان “مقاومة التطبيع وحرب الغاز في المنطقة” ناقش المجتمعون التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، ومسارعة الأنظمة العميلة والرجعية لإعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني دون خجل أو وجل…
استهل اللقاء الدكتور يحيى غدار أمين عام التجمع بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الأمة الأبرار، معتبراً أن ما نشهده اليوم محاولات مروّجي التطبيع بأشكاله المختلفة لتزيين السقطات الخيانية لنظمٍ وحكامٍ عرب بذريعة الاقتصاد والتبادلات السلعية وقوانين العولمة، وكل ذلك بهدف التضليل وإبراء الأفعال الخيانية والتدميرية لقدرات الأمة وحقوقها التاريخية وأوّلها عودة فلسطين عربيّةً حرّةً وسيّدة، لافتاً إلى أن لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بنتنياهو في أوغندا مؤخراً يعتبر طعنة في الظهر لحراك الشعب السوداني ووطنيته ووفائه لقضية فلسطين، مؤكدا أن هذا الشعب الأبي لن يسكت عن العمالة والخيانة والتطبيع، وسيستعيد زمام الثورة في أقرب فرصة.
وأكد د. غدار أن خيار أمّتنا المقاومة كان ولا يزال مطابقاً لتاريخها المشرف الرافض للخضوع والذل وعار الخيانة. واليوم يمتلك محور المقاومة كل الإمكانات القادرة على إنهاء الوجود الأمريكي في الإقليم، وهو في طور الاستعداد لإلحاق هزيمة مذلة برأس الارهاب العالمي أمريكا وحاكمها ترامب الذي أطلق خطته التصفوية تحت مسمى “صفقة القرن” بهدف انهاء القضية الفلسطينية والسيطرة على ما تبقى من مقدرات للأمة.
ورأى د. غدار أنّ توقيع النظامين الأردنيّ والمصريّ لعقود توريد الغاز الفلسطينيّ المنهوب يمثّل أكبر وأخطر خيانةٍ للعروبة ولفلسطين وللشعب العربي، معتبراً أن ذلك يندرج في اطار الأفعال التآمريّة الغادرة التي تستوجب كلّ أشكال المقاومة والرفض والمواجهة، فإسقاط عقود الغاز والتبادلات والصفقات مع الكيان الصهيونيّ من شأنه أن يستعجل سقوط الكيان وتحرير فلسطين وإسقاط نظم العمالة والخيانة السافرة.
وأكد أن ما يحدث في سوريا هو مفتاح الحل للخروج من أزمات المنطقة واستعادة الدور والمكانة، معتبراً أن القوى الحية من أبناء الشعب العربي وخصوصا في مصر، تستطيع ان تتحرك بعد تحرر سوريا الكامل وخروجها منتصرة، لتكون قاعدة حقيقية لكل الشرفاء لانطلاق عمل حقيقي قادر على النهوض بالواقع العربي وتحرير الأرض واستعادة الكرامة والمقدسات.
بدوره، عبر د. جمال زهران عن ثقته بأن ثورة الشعب السوداني، ذلك الشعب العروبي الوطني القومي الواقف الى جانب القضية الفلسطينية، يرفض ما صدر عن البرهان من تطبيع وخيانة وعمالة، مؤكداً أن حراكا حقيقيا رافضا للتطبيع سيتصاعد وصولا لإسقاط هذا الشخص المنبوذ.
وبالحديث عن مسألة الغاز، لفت زهران الى اننا نعيش اليوم مرحلة تخلي مصر عن دورها الريادي العربي القومي، الأمر الذي أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم… معربا عن يقينه بأن القضية الكاشفة اليوم هي اتفاقية الغاز وهو الموضوع الذي يشكل ميزانا حقيقيا لمواقف الدول والشعوب.
كما أكد أن ما تعيشه لبنان اليوم يأتي من تداعيات أزمة الغاز في المنطقة، حيث أن لبنان يدفع اليوم ثمن الموقف المقاوم، وثمن رفض ترسيم الحدود مع العدو الصهيوني، مشيرا الى ان مجرد التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود يعتبر بحد ذاته اعترافا بدولة الكيان الغاصب، مشيدا بموقف حزب الله المشرف من القضية، والذي أعلن صراحة أنه لن يتوانى عن الدفاع عن حقوق لبنان ضد أي اختراق للحدود وخاصة بموضوع الغاز.
ولفت زهران الى ان الصراع على الغاز اهم صراع استراتيجي في العالم اليوم. فالغاز بات يحل محل النفط واسعاره ترتفع، وهو يتماشى مع الوضع العالمي الداعي الى طاقة نظيفة اقل تلوثا من المصادر التقليدية… كما أن السيطرة الروسية على معظم الاحتياطي العالمي تشكل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة الامريكية التي تتخبط إثر سياسات ترامب الغير متزنة والغير منطقية.
وجدد د. زهران التأكيد على ان بيروت اليوم وبرغم كل الجراح تبقى ساحة قومية يعتبرها القوميون مساحة حرية للتعبير عن مواقفهم وآمالهم وممارسة قناعاتهم.
وبالحديث عن الشأن السوري، أكد زهران أن من له موطئ قدم في سوريا يستطيع ان يتحكم بالعالم، وهو ما حدا بعشرات الدول للتهافت على محاولة ضرب سوريا وزعزعة أمنها واستقرارها، الا أن صمودها بوجه كل تلك الرياح العاتية بفضل التفاف الشعب حول حكمة قائده وبسالة جيشه، أنقذها من كل تلك الموجة وجعل منها أسطورة عصية على السقوط دون أن ننسى دعم المقاومة والحلفاء.
وأشار د. زهران الى ان شكل العالم سيتغير على خلفية صراع الغاز بما يتطلب إعادة النظر في طبيعة علاقاتنا، فالعالم يتغير، و”إسرائيل” الى زوال، والأنظمة العميلة التي تعطي الكيان الصهيوني اكسير الحياة باتت قاب قوسين او أدنى من الزوال، معتبرا ان الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك تبدأ من خيار المقاومة الذي يجب يكون سيد الموقف في الأراضي المحتلة ليكون الشرارة التي تعلن إزالة كيان الاحتلال الى الابد واستعادة الأرض والمقدسات.
وفي الختام شهد اللقاء مداخلات لعدد من الشخصيات منهم:
العميد مصطفى حمدان – أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون
الإعلامي عمرو ناصف – قناة المنار
الأستاذ رضا يونس – التنظيم الشعبي الناصري
كما شهد اللقاء حوارا بناء بين المشاركين أجمعوا فيه على أن الخيار الأوحد لمواجهة التطبيع والخيانة والصفقات هو خيار المقاومة الذي يحقق عزة وكرامة الأمة.