بيان صادر عن التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بسم الله الرحمن الرحيم
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”
صدق الله العظيم
لطالما آثر التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة، عدم الاكتراث لأيّة ادعاءاتٍ واتهاماتٍ باطلةٍ تصدر بحقّه، أو بحقّ أمينه العام د. يحيى غدار، لأنّ الجميع يعلم بأنّ كل مقاومةٍ أو جهة أو حزب وحتى فرد يعمل ويضحّي في سبيل القضية الفلسطينية ومن أجل تحرير فلسطين ودعمها، سيكون عرضةً إمّا للاغتيال الجسديّ أو السياسيّ، وهذا الأسلوب شاهدناه وعشناه طيلة فترة الصراع مع العدو الصهيونيّ وأدواته الإعلامية والاستخباراتية وأتباعه من أبواقٍ ومرتزقة، وسيتسمر حتى تحرير كامل فلسطين وطرد المستوطنين وعودة اللاجئين.
ولكن، بعد أن قام عادل سمارة بنشر أكثر من 237 منشوراً بين “فيس بوك” ومقال على أكثر من عشرين موقعاً الكترونياً، يتجنّى بها على أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار، ارتأى التجمع في اجتماعه الدوري بتاريخ 20/02/2020 برئاسة أمينه العام، ان يوضح للرأي العام الفلسطيني والعربي وكل أحرار العالم، عدداً من النقاط، من أجل معالجة “عقدة” عادل سمارة تجاه التجمع وأمينه العام الدكتور يحيى غدار، علّنا ننجح بتغيير مسار حقده الذي يصبّه على الدكتور غدار فيتحول إلى صبّه على العدو الصهيوني، أو أقلّه أن يهاجم العدو الصهيوني بقدر ما يفتري على التجمع وأمينه العام.
ونحن كتجمع، نضع أمام الرأي العام والقوى الوطنية والقومية والإسلامية وأحرار العالم مجريات ما حدث:
أولاً: أثناء إحدى الاجتماعات التحضيرية لدراسة برنامج مؤتمر التجمع الذي عقد في دمشق بتاريخ 19-20 آذار 2016، تم عرض عدة وثائق لإدراجها ضمن برنامج المؤتمر ومنها (وثيقة الصرخة) على اللجنة التحضيرية للمؤتمر، لضمها إلى الوثائق والأوراق السياسية، وذلك بحضور عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية نذكر منهم منسق الفصائل الفلسطينية في التجمع حينها الأخ خالد عبد المجيد والدكتور ماهر الطاهر مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث تمنت القيادات الفلسطينية على أمين عام التجمع عدم ادراج وثيقة الصرخة ضمن برنامج المؤتمر على أن يتم عقد اجتماع خاص خارج إطار المؤتمر مع الدكتورة آمال وهدان التي طرحت الوثيقة وذلك لمناقشتها؛ فوافق الدكتور غدار، على أساس أن الشأن الفلسطينيٌّ تكون فيه كلمة الفصل واتخاذ القرار هي لقيادات الفصائل أولاً وأخيرا، علماً أن اللجنة السياسية في التجمع لم تكن قد ناقشت الوثيقة، حيث طلب الدكتور غدار عدم ضم هذه الوثيقة الى برنامج عمل المؤتمر كورقة من أوراقه ووثائقه، كما يدعي عادل سمارة.
ثانياً: بناء على الطلب المقدم من الدكتورة وهدان بصفتها عضواً في التجمع، وليست بصفة نائب رئيس التجمع كما يدعي سمارة (حيث أن هذا الموقع التنظيمي غير موجود أساساً)؛ لمناقشة وثيقة “الصرخة” التي لم تناقش خلال المؤتمر ولا من قبل القيادات الفلسطينية، كما تمّ التوافق في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر… لذا، اطّلعت عليها اللجان السياسية والثقافية في التجمع برئاسة الأمين العام الدكتور يحيى غدار بعد انتهاء المؤتمر، ورفضت بعض النقاط التي جاءت في الوثيقة كونها تتعارض مع أهداف التجمع. وعليه، توجه الدكتور غدار بالطلب من الدكتورة وهدان بإعادة النظر فيها.
ثالثاً: أخذت الدكتورة وهدان بالطلب المقدم من قبل الدكتور يحيى غدار أمين عام التجمع، وأعادت تقديم الوثيقة معدّلةً بما يتناسب مع ثوابت وأهداف التجمع. (من يرغب بالاطلاع على محتوى وثيقة “الصرخة” المعدلة، ليس عليه إلا التواصل مع د. آمال وهدان).
رابعاً: يشدد التجمع وأمينه العام على أنه لم ولن يتبنى وثيقة “الصرخة” أو أيّة وثيقة أخرى غير الوثائق الرسمية الصادرة عنه.
خامساً: يؤكد التجمع على أن قبول عضوية أي شخص إليه تتطلب منه التحلي بالأخلاق النضالية العالية والترفع عن الأحقاد الشخصية، والإيمان والعمل بأهداف التجمع العشرة المدرجة في نظامه الأساسي وهي:
- دعم خيار المقاومة ونشر الثقافة المقاومة وترجمة فعلها إلى مشروع متقدم ومتطور في مجالات الفكر والتربية والقانون والإعلام والسياسة والاجتماع والاقتصاد.
- بناء جسور التفاعل والتواصل على مساحة الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، على قاعدة دعم خيار المقاومة بهدف تحرير الأراضي المحتلة وإحداث التغيير النوعي على مستوى الداخل وبناء الدولة الوطنية على أسس الحوار والوعي والمعرفة.
- توحيد الجهود والقدرات وتثمير جميع الإمكانيات لمعركة المواجهة وصراع الوجود والمصير المشترك ضد الإمبريالية المتوحشة والعدو الامريكي الصهيو-تكفيري بشتى وسائل المقاومة.
- التأكيد على أن فلسطين هي القضية المركزية الأولى للعرب والمسلمين وأحرار العالم، وأن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر، والتمسك بحق العودة.
- العمل على إلغاء الاتفاقات المذلة كافةً مع العدو الصهيوني ورفض مبدأ التسويات القائمة على التنازل والتفريط بالثوابت وسياسة التخلي عن الأرض والإنسان والمقدسات والحقوق.
- العمل على تنقية الأجواء وتسوية النزاعات بين مكونات المجتمعات العربية والإسلامية على قاعدة الحوار البنّاء والالتزام بخيار المقاومة واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
- تفعيل الجهود الوطنية والقومية والإسلامية والعالمية لدعم المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن وكافة الساحات في العالم بعيداً عن الطائفية والمذهبية والعصبية والفئوية، والعمل على بلورة برامج تحديثية جامعة تحقيقاً للأهداف المشتركة للأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم.
- دعم الحركات المطلبيّة وإطلاق الحريّات مع الحذر من الوقوع في كمائن الحرب الناعمة و”الفوضى الخلاقة” المدعومة من المشروع الامريكي الصهيوني التكفيري وأدواتها من الرجعية العربية، التي تجنّد المغفلين والموتورين باسم حقوق الإنسان لإنتاج الحروب الطائفية والمذهبية والاثنية وغيرها على حساب وحدة وسيادة واستقلال الأوطان وسلامة الأمة وذلك ضماناً لأمن الكيان الغاصب.
- التصدي للمؤامرات الاستعمارية ضد الامة الاسلامية وأحرار العالم وبخاصة تلك التهديدات الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية المستمرة بالعدوان على إيران الداعمة للمقاومة، ورفض كل محاولات تسويقها كعدو للعرب بدلا عن العدو الصهيوني.
- التنسيق الكامل مع أحرار العالم ومع كل الدول التي تواجه العدوان الامبريالي الامريكي الصهيوني في العالم وخاصة في أمريكا اللاتينية وجنوب افريقيا.
تشكّل هذه الأهداف مظلةً جامعةً لأعضاء التجمع المنتشرين حاليا في اثنتين وسبعين دولةً، والذين ينتمون الى مختلف الأحزاب والمشارب والمدارس الفكرية والسياسية والعقائدية.
أخيراً: إنّ باب التجمع مشرّعٌ لكل من يرغب في التواصل والحوار وإبداء الرأي والانضمام، علاوة على أي شكل آخر من أشكال التعاون البنّاء الذي يخدم مصالح أمتنا ويساهم بتحرير فلسطين التي هي اولويتنا الاولى، ونحن دوماً نرحب بكل الأصدقاء والمناضلين الشرفاء والأوفياء لقضية فلسطين وقضايا الأمة… فقد كنا وسنبقى نستقبل ونتقبل جميع الآراء بصدر رحب مهما حملت من اختلافات أو تباينات طالما توافرت إمكانية اجراء حوار بنّاء نصل من خلاله إلى ثوابتنا القومية والوطنية والنضالية بما يتماشى مع أهدافنا المعلنة وسياستنا الواضحة وخطنا المقاوم، وصولا الى تحرير كل فلسطين من البحر الى النهر وتطهير أرضها من رجس كل الصهاينة المستوطنين الدخلاء، وتحقيق عودة كل أبناء الشعب الفلسطيني من الشتات الى وطنه الأم وبناء الدولة الفلسطينية الواحدة على كل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
بيروت 20 شباط 2020
الأمانة العامة ومجلس أمناء
التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة