بيان التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة
لقد كانت أسعد لحظات حياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تلك التي زار فيها دمشق وأعلن مع الرئيس الراحل شكري القوتلي قيام الجمهورية العربية المتحدة… تلك الوحدة التي كانت تنبع من يقين القائدين أن سوريا هي قلب العروبة النابض ومصر أم الدنيا… فدمشق والقاهرة جناحا الامة العربية القادران سويّاً على النهوض بها من كبوتها التي طالت كثيراً…
في الذكرى الثانية والستين للوحدة بين مصر وسوريا، يعزّ علينا أن تلك الوحدة لم يكتب لها الاستمرار، وسرعان ما تمكن أعداء الأمة والعملاء والرجعية العربية من التكالب عليها وحرف المسار الذي رسم لها ليتم الانفصال.
اليوم، نستشعر ألم كل مواطن عربي شريف على تلك الخسارة التي لا تعوض، فلو استمرت الوحدة لتغيرت كل المعادلات الإقليمية والدولية، ولما بقي شبر محتل من الأراضي العربية، ولما استطاع أعداء الأمة وأزلامهم التجرؤ على إعلان صفقة القرن وغيرها…
إن طريق وحدة الأمم يتعمّد بالنضال… وفي ظل هذا الواقع المرير، لا يبقى لدينا سوى رفع الصوت والعمل على توحيد الصفوف والجبهات على درب المقاومة والتحرير والوحدة… لعل التوحد تحت لواء المقاومة يكون حجر الأساس لانطلاقة مشروع عربي وإسلامي وعالمي نهضوي وتحرري، واستكمال تشكّل حقبة المقاومة وخيارها أساسٌ في استعادة الوحدة وفرضها على اعدائها، وبذلك تصبح قادرةً على ردّ كيد الأعداء ودحر الغزاة المحتلين واستعادة كل شبر من الأراضي المحتلة وعودة أصحابها من الشتات، وصولا الى استعادة ألق وعزة وكرامة الأمة التي يستحقها أبناؤها الشرفاء والشجعان…
الأمل اليوم معقود على الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله وكل مكونات محور المقاومة وأحرار العالم، وعلى روحية الانتصارات التي يحققها من سوريا الى اليمن الى العراق وفلسطين ومن كل الساحات. إن هذه القوى الحية تستطيع البناء والتأسيس لاستعادة الدور الذي كان منوطاً بالجمهورية العربية المتحدة والذي خسرته الأمة بجريمة الانفصال، لتقف بمواجهة المشروع الامبريالي الأمريكي الصهيوني والرجعية العربية حتى تستعيد مصر دورها المحوري في الأمة والاقليم.