الجيش السوري يقترب من حصار المسلّحين في جبل شحشبو شمال غرب حماه
اقترب الجيش السوري من حصار جبل شحشبو في شمال غرب حماه، والذي يتوسط جبل الزاوية وسهل الغاب، بعد سيطرته على عدد من القرى والبلدات، في حين تشهد جبهة سراقب معارك عنيفة إثر هجمات للفصائل المسلَّحة بمساندة الجيش التركي.
وتابع الجيش السوري عملياته العسكرية في جبل الزاوية جنوب إدلب، مسيطراً على عدد من البلدات والمزارع والتلال الحاكمة، لإطباق الحصار على الجماعات المسلَّحة المتمركزة إلى جانب النقطة التركية في جبل شحشبو؛ الممتد من ريف حماه الشمالي الغربي، الملاصق لجبل الزاوية جنوب إدلب، وسهل الغاب شمال غرب حماه.
ويمتدّ جبل الزاوية على مساحة 34 بلدة وقرية و22 مزرعة، سيطر الجيش السوري على عددٍ منها، ضمن الخطة العسكرية لإحكام الحصار على جبل شحشبو. ومن أهم هذه القرى كفرعويد وسفوهن، اللتان تضمان تلالاً حاكمة تقطع خطوط إمداد المسلَّحين عن بعضها البعض.
وخاض الجيش السوري معارك عنيفة في المنطقة الجبلية مع الجماعات المسلّحة التي تتحصّن في عشرات المغارات المنتشرة في جبل الزاوية، والتي سقطت تباعاً نتيجة الضربات المركّزة للجيش السوري بالأسلحة المناسبة، إلى جانب إصرار قوات المشاة على اقتحام تلك النقاط. وبسقوطها، تُعزز القوة النارية للجيش السوري في كسر خطوط المسلّحين الدفاعية المطلّة على جبل شحشبو.
وقالت مصادر ميدانية للميادين نت إنَّ الجيش السوري بات قريباً من إطباق الحصار على جبل شحشبو الذي تتواجد فيه نقطة تركية في بلدة شير المغار، وذلك بعد السيطرة على أكثر من 30 قرية وبلدة ومزرعة من جبلي الزاوية وشحشبو، إذ باتت القوات ترصد معظم خطوط إمداد المسلّحين، وتستهدف أيّ تحرك فيها.
وقالت مصادر ميدانيّة للميادين نت إنَّ عمليات الجيش السّوري تتركّز على تأمين المنطقة في جبلي الزاوية وشحشبو، لفتح محاور جديدة نحو أوتستراد حلب اللاذقية، باتجاه جسر الشغور وأريحا.
من جهة أخرى، شنَّت الفصائل المسلَّحة، مدعومةً بالسلاح التركيّ، هجوماً واسعاً على نقاط الجيش السوري غرب سراقب، سيطرت خلاله على بلدة آفس بعد سيطرتها على بلدة النيرب، حيث تدور معارك عنيفة يتصدّى خلالها الجيش السّوري لمحاولات المسلّحين المتكررة لتحقيق اختراق على جبهة مدينة سراقب.
وقد وصلت مؤازرات للجيش السوري لتعزيز الخطوط الدفاعية لجبهة سراقب، التي تشهد قصفاً للسلاح التركي بالصّواريخ والمدفعية، تمهيداً للمسلَّحين الذين يهاجمون نقاط الجيش السوري.
وقالت مصادر ميدانية للميادين نت إنَّ طائرات مسيّرة تركية حاولت استهداف نقاط عسكرية للجيش السوري، مشيرةً إلى أنَّ سلاح الطيران، إلى جانب سلاح الصواريخ، يستهدفان بكثافة مواقع انتشار المسلّحين على محوري النيرب وآفس.
وأكَّدت المصادر مشاركةَ الجيش التركي عبر مجموعات من المشاة والقناصة، إلى جانب الجماعات المسلّحة، في الهجوم على مواقع الجيش السوري، وانتشر تسجيل مصوَّر لقناصة أتراك يحاولون استهداف جنود للجيش السوري على محور سراقب.
واستهدف الجيش السّوري مرابض مدفعيّة وصواريخ للفصائل المسلّحة، التي يساندها جنود أتراك يمهدون للهجوم على محور سراقب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم جنود أتراك. وقد أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل اثنين من جنودها وجرح آخرين.
وأفادت المصادر الميدانية بأنَّ الجيش السوري بدأ تمهيداً صاروخياً لاستعادة المبادرة، وشنَّ هجمات معاكسة لطرد الجماعات المسلَّحة من المناطق التي انسحب منها.