فرع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في الأردن يقيم ورشة عمل بعنوان “كيف نسقط صفقة القرن واتفاقية الغاز”

أكد متحدثون في ورشة عمل أقامها التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة – فرع الأردن، بعنوان (كيف نسقط صفقة القرن واتفاقية الغاز) ـ أكدوا رفضهم للصفقة ولاتفاقية الغاز وشددوا على ضرورة إسقاطهما بكل أشكال المقاومة وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة باعتبار أن ما سلب بالقوة لا يسترد بغير القوة، وأنه لم يسبق تحرير أرض ما بالمفاوضات وإنما بمحصلة القوى على الأرض.

واستمع المشاركون في الورشة إلى كلمتين مسجلتين لنيافة المطران عطا الله حنا وللدكتور يحيى غدار امين عام التجمع، حيّيا فيهما المشاركين في الورشة، وأكدا على معاني الصمود وضرورة مساندة صمود الشعب العربي الفلسطيني بمواجهة آلة المستعمر الصهيوني .

من جهته، لفت نيافة المطران حنا إلى أن هذا الاجتماع يأتي في اطار رفض التجمع والمجتمعين لما يسمى بصفقة القرن ومحاولات هدر حقوق الشعب الفلسطيني. وقال: “من رحاب القدس الشريف عاصمة فلسطين… المدينة المحاصرة التي تسعى قوى الاحتلال لاقتلاعها من الجسد الفلسطيني والوجدان العربي ولطمس معالمها وانتزاعها من أهلها…  أذكر الأحرار من أبناء أمتنا العربية بضرورة الالتفات الى فلسطين والقدس التي تعتبر امانة في اعناق المسلمين والمسيحيين والعرب…” . 

كما أكد نيافته أن المشكلة مع الاحتلال وامريكا التي تدعمه، وان حالة الخلل والوهن العربي يتم استغلالها لضرب القضية الفلسطينية والامعان في شرذمة الأمة، معتبرا ان ما نشهده اليوم هو محاولات اعداء الامة لشرذمتنا الى طوائف ومذاهب متحاربة، مجددا التأكيد على رفضه لكل المؤامرات المشؤومة التي تستهدفنا وليس اخرها صفقة القرن…. (يمكن الاستماع للكلمة كاملة في الفيديو أدناه). 

وتحدث في الورشة المناضل محمد الزرقان عضو لجنة المتابعة في الحملة الوطنية لمناهضة اتفاقية الغاز؛ الكادر في حزب الشعب الديمقراطي الأردني “حشد ” ، الذي ركز على مخاطر الإتفاقية على أمن الطاقة في الأردن ، وعرض لبعض التجارب في مقاومة التطبيع والعقبات التي تواجه مقاومته ، وفي المقابل عرض لبعض المشاريع الإقتصادية التي ولدتها اتفاقية وادي عربة والمناطق الحرة التي لم تجلب للأردن أية فائدة ، بل وقدم الأردن لها الطاقة والمياه والبنى التحتية بالمجان واليد العاملة بأسعار بخسة ، وتطرق إلى مشاريع أخرى كناقل البحرين الأحمر ـ الميت وقضبان السلام وبوابة الأردن وشركة توظيف العاملين الأردنيين في الكيان الصهيوني… ثم قدم  أفكاراً تفصيلية لإسقاط اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني .

كما تحدث في الورشة المناضل الإعلامي حسين عليان ، عضو اللجنة التنفيذية لتجمع إعلاميين ومثقفين أردنيين لأجل سورية المقاوِمة ـ إسناد ـ فأشار إلى أن الفلسطينيين وحدهم لا يستطيعون النصر على العدو الإسرائيلي ، وهذه حقيقة قديمة وليست راهنة فحسب، ما يستدعي بالضرورة العودة للبعد القومي العربي، وأنه لم يحدث أن تم التحرير بالمفاوضات لا في بلادنا ولا في غيرها، فالتحرير تحققه موازين القوى على الأرض، محذرا من محاولات إضفاء طابع ديني على الصراع، ونوه بخطأ الفصل بين أمريكا و”إسرائيل”، ومن فرية التمثيل الفلسطيني المستقل في معزل عن العمق العربي والحاضنة العربية، مشدداً على أن هدف صفقة القرن في النهاية هو حماية الكيان الصهيوني.

وبيّن م. جورج حدادين، أمين عام المبادرة الوطنية الأردنية، أن الصفقة بدأت عندما ذهبت قيادة حركة فتح إلى السعودية، وعندما تمت فلسطنة الثورة فأبعدتها عن حاضنتها العربية، والحقيقة لا يوجد قرار فلسطيني مستقل وقد أصبح ذلك نهجاً.. ففتح وحماس وجهان لعملة واحدة، والنظام الرسمي العربي جزء من المؤامرة.

ولكي تصبح المقاومة حركة تحرر وطني عربية، تحتاج إلى نشوء قوى اجتماعية جديدة وحامل اجتماعي وإرادة…

وذكّر بموقف زعماء عشائر أردنية عام 1928 عندما انتقدوا المعاهدة مع بريطانيا أمام الأمير عبد الله وقتذاك بأنها دون اتفاقية أم قيس .

وشدد حدادين على أن مشروع الدولتين قد انتهى، وأن الصفقة فيما تعني التوطين وشطب حق العودة للشعب الفلسطيني، وهو ما يشكل خطراً على الأمن القومي الأردني.

وأبدى م. حدادين تفاؤله مما يجري في العراق ولبنان من أنها مقدمة لحركة تحرر وطني من الطائفية، ومن النظام الذي لم يعد قادرا على ضبط الإيقاع، مؤكدا على ضرورة كسر التبعية وتحقيق القرار المستقل وإمتلاك الثروات، ومنوهاً بأنه ليس صحيحاً أن الأردن فقير، لكن الاردن ممنوع عليه إستغلال ثرواته الطبيعية وموارده.

وعقّب الأكاديمي د. حسن عليان على الأوراق المقدمة، منتقدا القيادات الفلسطينية، معتبراً ان صفقة القرن بدأ تحقيقها اعتبارا من أيلول 1978 بتوقيع إتفاقية كامب ديفيد، وقال ان أغلب النظام الرسمي العربي لا يمتلك قراره المستقل وليس معنياً بالقضية الفلسطينية.

تبع ذلك حوار مفتوح شارك فيه الحضور.

يذكر ان الورشة أقيمت في منتدى الفكر الاشتراكي وبالاشتراك معه، وقد قدم المتحدثين وأدار الحوار، الكاتب والمحلل السياسي محمد شريف الجيوسي؛ عضو مجلس أمناء التجمع في الأردن.

وفيما يلي كلمة أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار:

الأخوة…. السيدات والسادة الأعزاء…

أيها المناضلون في ساحاتِ الشرفِ والإباءِ والتصدي لمؤامراتِ التطبيعِ وتشريعِ العلاقاتِ الاقتصاديةِ والثقافيةِ مع الكيانِ الغاصبِ وأدواته..
أتقدمُ منكم بأحرِّ التهاني على صلابَتِكُمْ وإِصْرارِكُمْ على إقامةِ هذا اللقاءِ لرفضِ التطبيعِ الاقتصاديِّ ورفضِ صفقاتِ الغازِ وهيَ أخطرُ الصفقاتِ السامة..
باسمِ التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الذي نشأ عام 2011 في ذكرى ثورة يوليو، بدافعِ إسنادِ ودعمِ وتعميمِ ثقافةِ المقاومةِ، ونجحَ في مسيرَتِهِ برغمِ العُصابِ وبرغمِ الحربِ الضروسِ التي شنّتها عليهِ أجهزةٌ امنيةٌ ووسائلُ اعلاميةٌ وكُتّابٌ مُمَوَّلونَ من عملاءِ الموسادِ الاسرائيلي، وبرغمِ التشكيكِ الذي طالَ جهدهُ من يومهِ الأول، وقد زُرِعَت في طريقهِ الصخورُ والاشواك …
التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة يفاخرُ بكم وبكلِ فروعهِ وأُمنائِهِ وأعضائهِ المنتشرين في اثنتين وسبعين دولةً عربيةً وإسلاميةً وعالمية…
من ساعتنا الاولى التي فكرنا بها في انشاءِ التجمعِ كنا على يقينٍ انَّ معركَتَنا في الساحةِ الشعبيةِ والثقافيةِ وسعيَنا لتعميمِ ثقافةِ المقاومةِ والدفاعِ عنها والتصدي لمحاولاتِ التشويهِ وصدِّ الحربِ الإعلاميةِ والثقافيةِ التي تُشَنُّ على المقاومةِ، ومحاولاتُ حرفِها وتصويرِها بالإرهابيةِ أو العمالة لهذه الدولةِ أو تلك، أو محاولاتِ تطييفِها بصفتها حرباً امريكيةً “إسرائيلية” ولو تمّت بأدواتٍ وعبر اسماءٍ وفضائياتٍ تنطقُ بالعربيةِ وهي عبريةٌ “إسرائيلية”، وكنا ندركُ ونستعدُّ لمواجهةِ محاولات الطعنِ من الخلفِ بخناجرَ مسمومةٍ لأشخاصَ يحملونَ اسماءً عربيةً وفلسطينيةً ويدَّعونَ الوطنيةَ، وما هم إلا مستعربونَ خونةٌ مُمَوَّلونَ ومدفوعونَ من نظمٍ ومن اجهزةٍ امنيةٍ تناصبُ المقاومةَ وثقافَتَها والتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة بكونِهِ أحدَ أهمّ المنظماتِ التي نجحت على مدىً زمنيٍّ طويلٍ في البناءِ والعملِ وعقدِ المؤتمراتِ والندواتِ وبذلِ كلِّ الجهودِ والمستطاع، وقاتلنا باللحمِ العاري وبإمكاناتِنا الشخصيةِ والفرديةِ لإتمامِ المهمةِ دأبُنا وشأنُنا شأنُ كلِّ مقاومةٍ ومجاهدٍ وكلِّ مواطنٍ عربيٍّ فلسطينيٍّ في الجليلِ والنقبِ والضفةِ وغزةَ وفي المهاجرِ يحملُ في قلبِهِ جمرةَ الصمودِ والايمانِ بأنَّ التحريرَ آتٍ آتٍ آتٍ وأنَّ ما أُخذَ بالقوةِ لا يُسترَدُّ بغيرِ القوة..
وبِصِفَتِنا تجمّعاً لدعمِ خيارِ المقاومةِ لم يَغِبْ لحظةً عن بالنا أنَّ الخيانةَ والتواطؤَ والغدرَ ومحاولاتِ تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ جهدٌ يُمَارَسُ في كلِّ الميادينِ وأخطرُها على الاطلاق عملياتُ التطبيعِ والتصالحِ مع الكيانِ الغاصبِ والتعاونُ مَعَهُ والترويجُ لبقائِهِ وتخديمه…
وقتالُنا في مواجهةِ الكيانِ وأدواتِهِ الارهابيةِ والدولِ المساندةِ والداعمةِ لا تنفصل عُراهُ عن قتالِ الابطالِ في الثغورِ والساحاتِ وعن مواجهةِ التطبيعِ بكل أشكالهِ وبالتعاملِ مع المطبّعينَ على أنّهم خونةٌ وتصفويون…
إنَّ جهودَكُم ولقائَكُمُ اليومَ لإدانةِ صفقاتِ التعاونِ التجاريِّ والغازيِّ مع العدوِّ الصهيونيِّ هوَ معركةٌ من معاركِ الشرفِ والتأكيدِ على أنَّ أُمَّتَنَا ترفضُ ايَّ تطبيعِ او تعاونِ مع الكيانِ الغاصبِ وقرارها المقاومةُ بكلِّ الاشكالِ حتى النصرِ الناجزِ واستعادةِ فلسطين من البحرِ الى النهرِ بصفتها حقاً قومياً وانسانياً ودينياً لا يجوزُ التفريطُ بهِ وليسَ من أحدٍ مُكَلَّفٌ بالتفاوضِ على ذرّةِ ترابٍ منَ الارضِ المحتلة…
نشدُّ على أيديكُم ونُسانِدُكُم ونستمرُّ معاً في معركةِ الدفاعِ عن الحقِّ والمقاومةِ، وفي ذاتِ الوقتِ تُسَجِّلُ المقاومةُ ومحورُها انتصاراتٍ تاريخيةً متتاليةً تجعلُ مهمةَ التحريرِ أقربَ من الجفنِ الى العين، فهذه فلولُ الارهابيينَ تُسْحَقُ في حلب وحماه وادلب، وعنتريّاتُ قادَتِهِمْ من الدولِ وحكامها تذهبُ في الهواءِ هباءً منثورا.
وها هم ابطالُ اليمنِ يسطِّرون أروعَ آياتِ النصرِ والانجازاتِ العبقريةِ ويحققونَ تقدُّماً في كلِّ الميادين، وها هو شعبنا في الضفةِ وغزةَ والجليل يُمارِسُ انتفاضَتَهُ ومقاوَمَتَهُ بشتّى السبلِ والوسائلِ لإسقاطِ صفقةِ العار.
وأنتم في لقائِكُمُ اليومَ لرفضِ التطبيعِ الاقتصاديِّ إنَّما تُقاتلونَ وتُعبِّرونَ عن طموحاتِ وتطلعاتِ أمتِنا بِرُمَّتها وتؤكِّدونَ أنَّ وعدَ التحريرِ حقٌّ وقريب..
مرةً أُخرى باسم التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة المنتشرِ في اثنتين وسبعين دولةً عربيةً واسلاميةً وعالميةً، نُؤَكِّدُ أنَّنَا معكُم سنبقى على خطِّ المقاومةِ ودعمِها والتعريفِ بها ولن يثنينا بعضُ المستعربينَ الذينَ ينبحونَ كالكلابِ على قافلةِ المقاومةِ والتحريرِ المستمرّةِ لا تُعيرُ انتباهاً لنبّاحٍ ولو كان النبّاحونَ يزعمونَ أنَّهم عربٌ وفلسطينيونَ وفي حقيقتِهِمْ صهاينةٌ ومتأمركون…
ليبقى شعارنا الى الامام…. سننتصر

فيما يلي كلمة نيافة المطران عطالله حنا في اللقاء:

فيما يلي كلمة الدكتور يحيى غدار في اللقاء: