برلمان أردوغان …. تمرين على الحرب الأهلية في تركيا
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
شهد البرلمان التركي أمس جولة عنف بين أعضائه شارك فيها الجميع ضربا وركلاً وشتماً، وتحوّلت قبته الى ما يشبه عراك الساحات بين شباب البلدة وقبائلها، ولو تسنى لأحدهم سلاح حربي او سلاح ابيض لاستخدمه لشدة ما جرى من توتر ووقائع لكمٍ ولبطٍ وتهجّمٍ بأقذع الاوصاف والكلمات.
المعركة بين نواب الامة التركية بدأت عندما انتصر لأردوغان أحد أعضاء كتلة حزب العدالة رداً على كلامٍ لمعارضٍ يسأل عن أسباب ودوافع توريط تركيا بحربٍ في سوريا لا ناقة لها فيها ولا جمل، فسارع نواب حزب العدالة الى التلاسن ثم الهجوم على النواب المعارضين وكأنهم مستعدون وساعون الى الاشتباك بكل الوسائط والوسائل.
ما جرى في البرلمان التركي وبإزاء سوريا والحرب عليها وخسائر أردوغان وفشل جيشه ومسلحيه العثمانيين بحسب الكتاب والباحثين الاتراك الحصيفين، إرهاصاتٌ لما سترسو عليه معادلة الازمة الداخلية التركية التي بلغت ذروتها من الشحن في كل الاتجاهات وجاءت ورطة أردوغان وهزيمته في إدلب لتشعل عود الثقاب بالقرب من برميل البارود.
بعد عراك البرلمان ومع عودة أردوغان من موسكو خائبا وذليلا فقد أعدّ له بوتين استقبالاً جافاً وعصيباً، ولن يراعيه بعد الان بل سيفرض عليه التزامات جدية وعملية ومباشرة، فسيعود وقد بلع لسانه الطويل وحنى ظهره منكسر المعنويات ومفعماً بروحٍ إحباطية هزائمية، ومن المتوقع ان يرافق عودته مزيد من انهيار القدرة الشرائية لليرة التركية ومزيد من خسائر البورصة التركية وتزايد حالة الاحتقان الاجتماعية والشعبية وبأبعاد سياسية تمسّ سياسات أردوغان وإخفاقاته وهزائمه، فلم تعد تركيا وكتلها الاساسية ودولتها العميقة وجيشها قادرة على تحمل مغامرات وحماقات السلطان أردوغان وقد جاءت كل التطورات منذ تدخله في سوريا وليبيا بغير ما خطّط واشتهى… والأنكى أن ليبيا وسوريا قررتا استعادة العلاقات الدبلوماسية وافتتاح السفارات إشارة الى ان المعركة واحدة والعدو واحد والمسرح واحد والامة واحدة وهدفها يتوحد وتتوحد قوى العدوان وتنكشف ادواتها من “إسرائيل” الى تركيا وحلفها وأطلسيها وامريكا وادواتها المتأسلمة.
قالها السيد حسن نصر الله: عندما ينسحب الامريكي من العراق وسوريا يصبح تحرير القدس أيسر وأسهل، فسوف يفرّ الصهاينة من فلسطين… ويقولها الجيش العربي السوري: عندما يهزم أردوغان في ادلب تصبح مهمة تحرير لواء اسكندرون والارض العربية السورية التي اغتصبت بتفاهمات تركية فرنسية عام 1939 ستعود أيضا، والجزم جاء من رئيس الحزب القومي التركي – حليف أردوغان- الذي جاهر بأنّ انسحاب تركيا من ادلب يقدم لواء اسكندرون على طبق من ذهب لأمّه الأصل سوريا وسيعود.