كيف ستغير كورونا انماط حياتنا واولوياتها.
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
لاتكرهوا شيئا لعله خير لكم ولن يصيبكم الا ما كتب لكم …
هكذا يستدعي كورونا الكثير من الاقوال المأثورة والحكم والاحاديث الشريفه والايات الكريمه فقد اراد منها الخالق ان يطمئن الخائفين وان يدل البشر على ما يجب ان يتعاملوا به مع المصائب والجوائح والتطورات المفاجئة وغير المتوقعه في الحياة العادية.
والانسان منذ خلق وهو في صراع ابدي يدوم لتدوم الحياة فالصراع بين الخير والشر وبين الحياة والموت وبين الاكتفاء والعوز وبين الفقر والغنى وبين الهدوء والحركة وبين الامل والاحباط وبين الاخذ والعطاء كما بين الراحة والاستكانه والعمل بدأب.
اذن هي الحياة الفردية والجمعية للبشر في حرب دائمة وفي مواجهة التحديات ومع كل بزوغ شمس تكتب للشعوب حياة جديدة وتنتصب تحديات من طابع يختلف عن تلك التي كانت في الامس..
كورونا فيروس لم يثبت بعد من اين وكيف يجتاح ايامنا وليالينا واقعدنا عنوة في المنازل على انقطاع في الاتصال والتواصل الجسدي مع الاخرين فماذا سيغير فينا.
يقول المختصون والمؤرخون ونتلمس نحن ان الجائحة ستترك اثار نوعية في كل شيء بنا بدءا من طريقة تعامل الفرد مع نفسه وهواجسه وسعيه وكيف صاغتنا الحاجات المادية واللهاث خلف العمل والحاجات الى مجرد الات تركض وتقتل الوقت ولاتعيش الا لتحقيق غاياتها المادية الفانية فجاء كورونا ليقول لنا اهدأوا وانتبهوا الى انفسكم والى عوائلكم وعيشوا ايام سكينه وهدوء واكثروا النوم والتفكير والتامل فكل ما عليها فان ولن ياخذ احدا معه الى قبره الاموال والسيارات والجواهر والعقارات انما سيعود اليها كما اتى عاريا الا من حسناته وما ترك من سمعة …
والحجر الصحي خوفا من كورونا يعلمنا ان الحياة وحقائقها غير التي كنا نعيشها او نعرفها وبينما كنا نلهث خلف المنجمين ونتسمر امام الشاشات لمعرفة الطالع وما تقوله النجوم والكواكب وبينما كنا نستفتي المفتين ونصغي ونتبرع للدعاة ورجال الدين ونبني دور العبادة باكلاف فلكيه ونقدم الاصغاء والعطاء للدعاة والواعظين ونحجب عن العلماء والباحثين والجامعات والمدارس ونلهوا في مشاهدة المباريات الرياضة ونتحمس لهذا الفريق او اللاعب ويصبح سعر قدم لاعب مئات ملايين الدولارات بينما تحجب الاموال والامكانات والشهرة عن الممرضين والممرضات وعن الاطباء والباحثين في العلوم التطبيقه وعلم الجراثيم والاوبئة وجدنا انفسنا فجأة امام واقع واولويات جديدة فالعلماء والاطباء والممرضين والعاملين في المشافي والقطاع الصحي العام هم حماة الحياة وخط الدفاع الاول في الحرب مع كورونا التي تقدم نفسها اخطر من كل الحروب العالمية ولو اجتمعت نتائجها.
علينا ان نتكيف وان نعيد صياغة ثقافاتنا واولوياتنا وان ندرك ان الحياة حرب وصراع مستمر للبقاء وفي كل زمن لها قادة ورجال وابطال واختصاصات ووسائل وادوات مختلفة ولكن يجمعهم هو ثقافة وخيار المقاومة، يسخرون انفسهم بالتضحيات بأثمن ما لديهم لخدمة اوطانهم وشعوبهم ولخدمة البشرية والانسانية.