ترامب يهرب من مسؤولياته ويقطع تمويل منظمة الصحة العالمية
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لا يدخر جهدا او فرصة كيفما جاءته وسنحت له الا ويسارع الى وضع مشروعه موضع التنفيذ غير ابه باية اعتراضات داخلية او خارجية فقرر ان يحكم في سنته الاخيرة من ولايته الاولى كحاكم فرد مطلق ولا يتردد في قراره هذا وهدفه الاول والاخير هو استمرار امساكه بالبيت الابيض ولو على جثة الملايين بل ولو على جثة امريكا نفسها وهو كان مرارا وتكرارا قد هدد بالحرب الاهلية وبقلب واشنطن راسا على عقب ان حاول احد اخراجه من البيت الابيض، وسيفعلها.
تاخر كثيرا في الاستجابة لتحذيرات البنتاغون واجهزة الامن الامريكية والصحية التي انذرته باكرا بان كورونا سيكون وباء وجائحة وسيضرب في امريكا لينهكها ويكشفها على حقائقها المتوحشة في بنيتها ونظامها وفي نظامها الصحي والاجتماعي.
لم يبادر وتاخر وتصرف بصبيانيه وارتجالية وبدل ان يسارع الى جمع ادارته واتخاذ قرارات سريعة للمواجهة وتامين شروطها ترك الامور تاخذ مجراها بينما هو انشغل بمؤتمرات صفحية يومية لصب جام الغضب على الصين واتهامها وتحميلها مسؤولية ما الت اليه الامور وحاول تسميه كورونا بالفيروس الصيني الامر الذي استوجب ردود قاطعة من القيادة الصينية لجمته….
في مواجهة امريكا للزلزال الذي يتهئ للضرب عنيفا في البنية الامريكية وفي بنيه الاتحاد والتي يرى فيه المراقبون احتمالات انفكاك ولايات او اضطرابتها وتحول امريكا الى مسرح فوضى قد تستدعي اعلان حالة الطوارئ بعد اعلان حالة الكارثة العظمى لاول مرة في تاريخيها، قرر حرف الانظار وافتعال معركة مع منظمة الصحة العالمية وقرر قطع تمويلها ووقف التعامل معها وذريعته انها مسؤولة وانها اخفت حقائق وانها تتعامل مع الصين وتقبل معلوماتها…
ترامب في ضربته الاخيرة لم يفعل جديدا، وتصرفه غير مفاجئ، ونتائجه على قدرة الولايات المتحدة في مواجهة كورونا صفرية بلا اي اثر، فكل ما اراده استثمار ازمة كورونا وفبركت ذرائع لتصعيد التعارض مع الصين الصاعدة صاروخيا لادارة العالم وتقرير نظامه الجديد مع روسيا واوراسيا، والتخلص من عبء منظمة الصحة العالمية وفك علاقة امريكا بها كما فعل من قبل مع اتفاق كيوتو للمناخ واوقف تمويل الانروا وعلق اتفاقات الاسواق الاقليمية وهز علاقة امريكا باوروبا وامر ادارته واجهزته بان تتحول الى لصوص وقراصنه لقرصنة الاجهزة الطبية والكمامات والادوية والمعدات وسرقتها وهي في طريقها الى ايطاليا واسبانيا وفرنسا المازومين من الفيروس.
ترامب مازال ترامب ومع كورونا يتحول الى دكتاتور يضرب بكل الاتجاهات وهدفه الاول والاخير الامساك بالبيت الابيض مهما كانت المخاطر واحتمالات النتائج فخطوة وقف تمويل امريكا لمنظمة الصحة العالمية لايغير بشيء سوى الاقرار بان كل المنظمات والاطر العالمية التي ظهرت بنتيجة الحرب العالمية الثانية بهمينة امريكا لم تعد لها قابلية الحياة وتحتاج الى تغيرات جوهرية وفي الاساس توازن القوى والسيادة على قراراتها، فترامب قال ويتصرف على انها لم تعد مفيدة لامريكا ومن يرغب بها فليمولها ويرثها وقد شاخت وتآكلت.