ازرع ولا تقطع… بين زرع الشتلات وزرع العبوات القدس في حدقات العيون..
-✒️ هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
ازرع ولا تقطع… بين زرع الشتلات وزرع العبوات القدس في حدقات العيون..
اوصانا الاجداد والاباء: ازرع ولاتقطع . فان تزرع خيرا من ان تقطع، وان تستثمر في الزرع يعني انك تبغي مستقبلا مشرقا وانك تترك اثرا لابنائك واحفادك يذكرونك مع كل فجر وكلما امتدت يدهم لقطف ثمرة ناضجة طيبة المذاق ومفيده، وان تقطع فيعني انك تعيش على ماضي اجدادك وتاكل مما زرعوا، وتعيش لساعتك وايامك تعيسه لا امل في غدك.
فالزرع من سنن الحياة التي مهما تقدمت وسائلها ووسائطها وارتقت الى العوالم الافتراضية واقتصاديات العقول والمعرفة لا تحفظ تقدمها الا بالزرع فلا السلاح ولا التقدم التقني يؤمن الديمومة والمكانة والمستقبل. وهذه امريكا وازمتها شاهد ناطق اضافي، فلم ترتقي امه ما لم تزرع لنفسها وتفيض بنتاجها لاطعام الاخرين، والفوائض بالزراعة فرضت تطور وارتقاء واستوجبت الصناعة ومنها جرى التحول الى اقتصاد المعرفة وما بعده ولم يفقد الاقتصاد الزراعي- الصناعي اهميته الجوهرية فالعقول والاجساد تحتاج الى الغذاء واللباس من منتجات الزراعة والصناعة، وبرغم جائحة السيطرة الامريكية المتفردة والهمجيه وتعميم النموذج الاستهلاكي وسيادة قطاعات المال والسياحة والريع والخدمات قدمت الصين تجربة اكدت المؤكد فتمكن الصين من الزراعة مكنها من الصناعة ومن خلالهما تبوأت الصدارة كدولة اولى عالمية وفي انتاج المعرفة واقتصادها والابداع وبزت الغرب مجتمعا في الابتكار.
فان يعود لبنان الى الزراعة وان يعلن السيد حسن نصرالله جهاد الزارعة والصناعة كاستراتيجة متكاملة مع استراتيجيات المقاومة، ولو تحت ضغط جائحة الجوع والانهيار والحصار الظالم لتكون استراتيجية الاقتصاد المنتج كجزء اصيل في استراتيجات المقاومة التي حققت فتوحات في الحروب واتقنتها وارهبت امريكا واسرائيل، وتقدمت لتصون السيادة والحدود والثروات المائية والنفطية فتكتمل عدتها ومنظومتها في ثلاثية المقاومة؛ بالسلاح والمنجل والمطرقة.
ويتقاطع مع حقيقة لبنان الذي اتقن الزراعة وتميز بفرادته وكان بقاعه اهراءات روما، وجبله منتج الحرير وصناعته ” نفط القرون السالفة” ولم يبخل اللبنانيون في العطاء وتطويع الطبيعة لادامة حياتهم وتميزهم وركبوا البحر في صولات وجولات وجابوا الارجاء وبعثوا فيها العمران، ولانهم زارعون بارعون تميزت مقاومتهم بتصنيع وزرع العبوات في حرب التحرير وانجزوا التحريرين حيث اخفقت جيوش واسلحة متطورة وامكانات هائلة ويستمرون في تصدير وتعليم المقاومات على تصنيع العبوات والصواريخ الدقيقة وزرعها حيث يثمر الزرع…
علينا ان نزرع الشتلات وان نبذر البذور وان نربي الماشية وان نتفاخر بعزتنا وكرامتنا وصيانتها بالمزيد من العمل والانتاج والعودة الى الطبيعة وتطويعها فقد علمتنا المقاومة ان لا نقبل الذل والاستكانة.
واان نختارالعزة على الذل بما صنعته المقاومة وزرعته في النفوس وانتزعت انتصارات كانت تعتبر من رابع المستحيلات ومازالت تناطح السحاب وتبز اعتى القوى الكونية.
فاستراتيجية المقاومة التي تاسست على زرع العبوات في انطلاقتها وتزيدها اليوم بالدعوة لزرع النباتات تسير استراتيجيتها على قدمين ثابتتين كثبات جبال لبنان؛ فزرع العبوات يعزز نتاج زرع الغرسات، وإن اوفت امريكا بوعدها العدواني وحاولت منع البواخر الايرانية من ايصال المؤن والنفط الى لبنان فلن يكون امام المقاومة الا زرع العبوات والصواريخ وتهديد الاساطيل وفرض الحصار على الكيان الصهيوني فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم.
هكذا تتكامل استراتيجة المقاومة وتتكامل بالزرع والصناعة…
ازرع ولا تقطع…. فزرع العبوات يحمي زرع الشتلات، وكلاهما يرسمان الطريق الى القدس وموعدها بات قريبا.