ملحق الوثيقة الاستراتيجة للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيارالمقاومة
ملحق الوثيقة الاستراتيجة للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيارالمقاومة
والتجمع العالمي لدعم خيارالمقاومة .
خلاصة تداعيات الأحداث بين ايلول ٢٠٢٠ حتي حزيران ٢٠٢١.
بيروت ٢٩-٦-٢٠٢١
اكدت الاحداث والتطورات النوعية التي شهدتها سنة ٢٠٢٠ والنصف الاول من ٢٠٢١ ما ذهبت اليه الوثيقة الإستراتيجية من تحليل ومعطيات صلبة وثابتة عالجت الواقع وتحولاته بمنهجيات علمية موضوعية دقيقة وتثبتت خلاصاتها ورؤيتها للتحولات الجارية والمستقبلية وما فصلت به من ضبط للتحولات والمتغيرات العالمية والإقليمية والتحولات ذات الطبيعة النوعية والتأسيسية لعالم جديد متعدد الاقطاب.
بدأت شهرها الاول سنة ٢٠٢٠ بعدوان امريكي سافر حاولت عبره إدارة ترامب وتجرأت على إغتيال قائد قوة القدس بسفور وعلنية في مطار بغداد، الفعلة الشنيعة التي إستوجبت ردا إيرانيا وتشددا وإستوجبت نقلة نوعية لمحور المقاومة من إستراتيجيات الدفاع الإستراتيجي وفعلت موازين القوى العملانية وقررت المقاومة وحلفها المواجهة والشروع بتنسيق الهجمات وأعلنت فصائل المقاومة أن ردها سيقرر إنسحاب أمريكا من سورية والعراق كتوطئة للإنسحاب من المنطقة ليعاد هيكلته على جغرافية ونظم جديدة تنهي نتائج ونظم وجغرافية نتائج الحرب العالمية الأولى.
شهد العام المنصرم جولات مواجهة قاسية فأسقطت إيران طائرة تجسس أمريكية هي الأغلى والأهم والأكثر تطورا في الترسانة الأمريكية وإنتصرت في حروب الممرات والناقلات واتبعتها في حرب السفن مع الكيان الصهيوني وحروب الحرائق والسيبرانية،
على وقع هزائم أمريكا وتكبيدها خسائر مهولة جرت الإنتخابات الأمريكية عاصفة ومتوترة كشفت تفاصيلها ما بلغته أمريكا من شيخوخة وعجز وأزمات بنيوية فتصاعدت التناقضات الإجتماعية والطبيقة والعنصرية الى ذروتها وإستوجبت محاولات إنقلابية وإستيلاء على مبنى الكونغرس وعنف دموي وتصاعد التصادمات العنصرية ومازالت جارية مع تحولات جوهرية في البنية الإجتماعية الأمريكية وزيادة مناسيب الأزمات والتوترات جعلت كثير من الخبراء والباحثين يتوقعون تشظي الولايات نفسها وإنهيار نموذجها وقد أكد ذلك بوتين قب لقائه بايدن بقوله؛ أمريكا تسير على ذات خطى الإتحاد السوفيتي عشية إنهياره.
صعدت أوراسيا سريعا وتشكلت روسيا والصين ندا دوليا كامل الأوصاف في وجه أمريكا والأطلسي وحققت قفزات نوعية إقتصادية وسياسية وفي السلاح وتفوقت أشواط على أمريكا والغرب، ما سعر الحرب الأمريكية الإقتصادية والدبلوماسية والسيبرانية مع الصين وروسيا وأعلن بايدن انهما العدو الأول لأمريكا وهيمنتها فردت الدولتان بجدية وهجومية وزادت من عناصر قوتها وحضورها وأعلنتا الإستعداد لأي مواجهة ومن أي مستوى .
حاولت إدارة بايدن الضغط على روسيا في قره باخ والقرم ومع أوكرانيا وبلاروسيا وفي بنيتها الداخلية مع نفالني، فحشدت روسيا وإستعرضت قوتها وأفشلت المحاولات ما إضطر بايدن للإعتذار عن كلام مسيء لبوتين ثم طلب قمة معه إنجلت صورتها وقرارتها عن تثبيت وقائع إختلال موازين القوى لصالح أوراسيا.
إنفجرت الأزمة اللبنانية عاصفة في ١٧ تشرين ٢٠١٩ كاشفة عن سقوط وإفلاس النظام وعن أزمة حكم وأزمة كيانية وفشلت جهود أمريكا والغرب في إستثمارها لمحاصرة المقاومة وخيارها وأضاف إنفجار مرفأ بيروت وإنهيار القطاع المصرفي وقائع ومعطيات جديدة تؤكد ما ذهبت اليه الوثيقة باكرا من إن لبنان الى الفوضى وجغرافية العرب الى إعادة التشكل مع نظم جديدة.
أنجزت سورية إستحقاقها الدستوري بكفأة وإنتظام وفرح غامر وطوبت الرئيس الأسد قائدا لحقبة الخلاص الوطني والنهوض وقيادة العرب الى تجديد مشروعهم القومي وعصرنته لقيامة الأمة وعودتها الى التاريخ والجغرافية كمؤسسة في المنطقة والعالم الجديد لها الأفضال في توفير شروطه الموضوعية وتوازناته فقد جرت الحروب الكبرى والمغيرة في أحوال العالم منذحرب تشرين ١٩٧٣ لغاية اليوم في جغرافيا العرب والمسلمين ومعهم لإسقاط الهيمنة والتفرد الأمريكي وتظفر أمتنا وشعوب المنطقة بالنصر لتنهض وتقود وتسود.
أخضعت إيران أمريكا وإدارة بايدن والزمتها العودة الى التفاوض النووي بشروطها وقواعدها ولم تقبل إملاء حرفا واحدا عليها وأتمت إنتصاراتها وتفوقها مع حلفها في التوجه شرقا وإسقاط حرب الحصارات وبلغت سفنها ومدمراتها سواحل فنزويلا في الأطلسي وأمريكا الجنوبية وأنجزت إستحقاقها الرئاسي بأفضل ما يمكن وأمنت سيطرة الوطنيين الإيرانيين على مفاصل الدولة وكسرت الفريق الإصلاحي ومشاريعه للبرلة إيران فأمنت نفسها وتجدد في مشروعها وجمهوريتها الإسلامية.
أبدع أنصار الله في اليمن وخاضوا معركة الصبر والصمود والدفاعية وإنتقلوا للهجوم وحققوا إنتصارات في كل الحروب وأهمها التفوق النوعي في سلاح الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية فألزمت محمد بن سلمان التفاوض مع إيران تحت النار والإستنزاف الحاد وعلى وعد إنتصارات بوقف الحرب وفك الحصار وإنكسار قوى ودول البغي والعدوان ليكتب تاريخ مستقبل جديد لليمن ومكة والحجاز والخليج والأمر جار على نحو متقن وإبداعي.
فاجأت فلسطين العالم وغيرت في قواعد إرتكاز توازن القوى في الصراع العربي الصهيوني عندما إمتشق فتيان وفتيات فلسطين ٤٨ القيادة وفرضوا أجندتها ومنطق المواجهة من باب العامود وحي الجراح وسلوان والقدس وأستدرج صمودهم ومقاومتهم الأسطورية مواجهات مسلحة دخلتها غزة في معركة سيف القدس وإنتفضت الضفة الغربية فتوحدت فلسطين بالمقاومة ومسحت عار ٧٢ عاما من التآمر والخيانة والتفريط والتسويات والتطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني وأسقطت “صفقة القرن”وأعادت القضية الى جوهرها قضية شعب موحد وقضية وطنية قومية تحررية إنسانية وعادت محور وجوهر صراع القرون بين الغرب والشرق وينتصر الشرق ويستعد لتحرير فلسطين من البحر الى النهر وإعادة صياغة النظم والجغرافية لكنس مؤامرات سايكس بيكو ووعد بلفور والتعاقد بين البريطانين والأسرتين الوهابية والسعودية.
وبرغم أن إدارة بايدن إنتدبها لوبي العولمة لوقف مشروعات ترامب ممثل لوبي الأمركة للإنسحابية الأمريكية من الإقليم والعالم إلا أن الوقائع الصلبة والحاكمة والمتغيرات النوعية التي إستولدتها مقاومات العرب والمسلمين فقد إضطر لإعتماد خيارات ترامب وأعلن تسريع الإنسحاب من أفغانستان وسحب بطاريات ثاد وباتريوت وقوات عسكرية من العراق والكويت والسعودية والأردن وسبق أن سحب ١٢٠ من الضباط والخبراء من الكيان الصهيوني أثناء جولة سيف القدس والتي أسقطت نتنياهو وتعيد هيكلة الكيان الصهيوني على غير عادات وإلتزامات أمريكا من إسناد الكيان بالرجال والجسر الجوي للسلاح والذخائر وأطقم الدبابات والطائرات.
بإختصار شديد كل ما عالجته الوثيقة الإستراتيجية وتوقعته وخلصت اليه تتقدم الأحداث والمعطيات لتؤكده وتبصم عليه بما في ذلك أثر ونتائج والتحولات التي ترسمها جائحة كورونا وتثبت أن أمريكا وغربها وليبراليتها المتوحشة الى زوال وكانت من أسوء وأقذر ما شهده العالم من عدوانية ولصوصية وسرقة ثروات الأمم والشعوب بينما تفوق نموذج آسيا والدول الإجتماعية التي لم تستجيب لضغوط اللبرلة والعولمة المتوحشة والتبعية للإمبريالية الأمريكية العدوانية والعنجهية وقاومت مشاريعها وأسقطتها بالنار والدماء.
ختاما
تنبؤات التجمع العربي والإسلامي أكدتها الأحداث العالمية: محور العالم يميل نحو الشرق ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وذلك بكل وضوح.
.
لقد أصبحت نهاية الهيمنة الإمبريالية للغرب بقيادة الولايات المتحدة حقيقة واقعة ، ولو كان لا يزال يتم التعبير عن غطرستها ، فإنها لا تمثل سوى الاضطرابات الأخيرة لقوة تنهار ساعية إلى إدامة تفوقها وهيمنتها بطريقة عبثية استمرت عشر سنوات فقط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. بالإضافة إلى ذلك ، يقوضها من الداخل نوبات الانقسام التي تهددهم بالانفجار – العنصرية المتفاقمة ، وإفلاس إدارتها ونظامها الانتخابي ، والمجتمع المنقسم بشدة ، والديون الهائلة – الولايات المتحدة ، إذا كانت لا تزال قوة اقتصادية ومالية وتكنولوجية وقوة العسكرية ، يجب أن يقبلوا الآن المشاركة مع دول قوية أخرى مثل الصين وروسيا وحلفائهم في إدارة الشؤون العالمية خاصة وأنهم تجاوزوهم في العديد من المجالات وخاصة التكنولوجية.
ان الحرب الشاملة لمحاولة منع هذه النتيجة مستحيلة بسبب الحقيقة النووية ،وسيتعين عليهم الموافقة على إنهاء سياسة الضغط والقمع والعقوبات اللاإنسانية ضد الشعوب التي تقاومهم بنجاح في أماكن أخرى. إن الاتحاد الأوروبي في بروكسل ، رأس جسر إستراتيجية الولايات المتحدة في القارة ، يظهر بدوره بوادر واضحة على تمرد الشعوب ضد هذه التبعية التي حالت دون إنشاء قوة أوروبية مستقلة ، والتي يشير كل شيء إلى أن مستقبلها يكمن في التفاهم والتعاون مع جارتها الأوروبية والآسيوية الهائلة: روسيا.
لقد أدى قلب القيم الخاصة بهذه الإمبريالية إلى تدمير العديد من دول العالم الأوروبي والآسيوي بإسم المشاعر الطيبة مثل حقوق الإنسان ، أو واجب الحماية ، أو الديمقراطية ، وتنظيم الثورات الملونة والتدخلات العسكرية ضد الدول الرافضة لهذه التبعية.
لقد أثبتت المقاومة ليس فقط مرونتها ، ولكن قدرتها على فرض هزيمة الإمبريالية ، وتعزيز التعاون بين جميع دول العالم التي تريد أن تقرر مصيرها.
ان هذا التعاون يتجاوز الأجناس والأديان والحدود لفرض نظام عالمي جديد يحترم الشعوب وثقافاتهم وسيادتهم ويسعى للشراكة والتشبيك وليس للهيمنة والمواجهة.
أمين عام التجمع
د.يحيى غدار