نشاطات التجمع المركزية

الوقفة التضامنية مع الأسير المحرر من سجون الاحتلال المناضل ماهر الأخرس ومع جميع المناضلين

بسم الله الرحمن الرحيم

الوقفة التضامنية مع الأسير المحرر من سجون الاحتلال المناضل ماهر الأخرس ومع جميع المناضلين الذين اعتقلتهم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المنسقة مع الاحتلال

البيان الختامي
بدعوة من التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، انعقدت الوقفة التضامنية في تمام الساعة التاسعة، بتوقيت القدس من مساء يوم الاثنين الموافق للثالث والعشرين من شهر آب 2021 عبر تقنية زوم، والتي استمرت 4 ساعات استنكاراً لاعتقال الأسير المحرر ماهر الأخرس، والاعتداء عليه بالضرب والإهانات من الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية المنسقة مع الاحتلال الصهيوني، الذي اضطرت هذه الأجهزة للإفراج عنه تحت الضغوط الشعبية في الضفة الغربية وفي كل فلسطين.
واستنكاراً وتنديداً باعتقال المناضلين لدى الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، الذين ذنبهم الوحيد هو مقاومة الاحتلال والتصدي لقطعان المستوطنين والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومصادرة المنازل وطرد سكانها منها عنوة، وبما يخالف القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة. 
في الوقفة التضامنية مع الأسير المحرر المناضل ماهر الأخرس ومع جميع الأسرى المحررين المعتقلين لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المنسقة مع الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، حضر وشارك طيف مهم من العلماء ورجال الدين والسياسة والأكاديميين ومناضلي حقوق الإنسان من مختلف البلدان والقارات من أفريقيا الجنوبية ومن أوروبا وأمريكا ومن بلدان الامة العربية والإسلامية.
وبعد عزف نشيد التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، ألقى الدكتور يحيى غدار أمين عام التجمع كلمة رحب فيها بالحضور في هذه الوقفة التضامنية مع مناضلي ومقاومي فلسطين، الذين تعرضوا للأسر والاعتقال والتعذيب والتنكيل المزدوج من طرف الأجهزة الأمنية لسلطة المحتل الصهيوني الغاصب، مرة بل مرات، ومرة أخرى مع الأسف الشديد والمخزي والمعيب من طرف الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية..!
وأهم ما جاء في الكلمة إن التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة إذ يستنكر بأشد العبارات ممارسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبلطجة أجهزتها الأمنية ضد المواطنين والمناضلين وكتمها للحريات السياسية والشخصية.
وإذ يدين التجمع ما تمارسه الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، بنفس الأسلوب الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب، من عمليات اعتقال ودهم وتنكيل واغتيال للمجاهدين والمقاومين الرافضين للاحتلال الصهيوني وأدواته، والساعين لمنع قطعان المستوطنين من الاستيلاء على القدس وطرد أبنائها من بيوتهم في الشيخ جراح والأحياء المقدسية الأخرى.
إن تصرفات السلطة وأجهزتها في قمع الحريات واعتقال وإعدام المجاهدين والمقاومين والتنكيل بذويهم، إنما يصنف في خانة الخيانة الوطنية والتآمر على فلسطين وقضيتها العادلة والمحقة، ويصنف بأنه خدمات مجانية للعدو الغاصب وللمستوطنين والمتطرفين الذين يسومون شعبنا الصابر والصامد المجاهد صنوف التمييز والتعذيب والعدوان.
إن التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة يستنكر أشد الاستنكار إقدام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، باعتقال وتعذيب المناضل الكبير الذي كسر إرادة المحتل والسجان، وانتزع حريته بمعركته التي أبهرت العالم وحققت تضامن شعبي وعالمي واسعة مع قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
إن اعتقال وتعذيب واحتجاز المناضلين الفلسطينيين إنما يمثل بذاته إدانة صارخة للسلطة وبلطجة أجهزتها الأمنية المنسقة مع الاحتلال ويكشف حقيقتها وتحولها إلى أدوات قهر وقمع للشعب الفلسطيني، وتسقط صفتها كسلطة وطنية أو أجهزة دولة لفلسطين وما إلى ذلك من تسميات مخادعة، فهي سلطة أدارت ظهرها للشعب الذي تمثله زوراً، بل صادرت حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. وهي فعلياً تمارس وظيفة حمايته باعتقال مقاومي ومجاهدي فلسطين الأبطال مقابل امتيازات شخصية وفردية لقيادات السلطة المنسقة مع الاحتلال.
وفي هذه الوقفة التضامنية يطالب التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن كافة المجاهدين المعتقلين من مناضلين وأكاديميين ومنهم (عماد البرغوتي وعمر نزال وعمر عساف) وبقية المعتقلات والمعتقلين في أقبية وسجون أجهزة السلطة الفلسطينية، ويهنئ المجاهد الكبير ماهر الأخرس بحريته وبإطلاق سراحه وبالتضامن معه واستنكار ما تعرض له من تعذيب وأعمال بلطجة على أيدي أمن السلطة الفلسطينية.
ومن أهم ما ميز الوقفة التضامنية الكلمة التي ألقتها تذكير ابنة المناضل ماهر الأخرس، التي عبرت عن شكرها لمبادرة التجمع وعلى مواصلة الدرب الكفاحي لوالدها، ثم كلمة المناضل ماهر الأخرس نفسه الذي أكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال مبيناً استياء الشعب الفلسطيني من ممارسات وقمع السلطة الفلسطينية لأبناء شعبها، ومؤكداً على ممارسة دربه الكفاحي ضد المحتل الصهيوني.
وأجمع المتحدثون المشاركون في الوقفة التضامنية عن أدانتهم لممارسات السلطة الفلسطينية، في قمع شعبها وتعاونها مع الاحتلال الصهيوني، وأكدوا على وحدة العمل الفلسطيني لإسقاط هذه السلطة وحلها، وتحميل سلطة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني مسؤولية احتلاله لفلسطين وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل بكل الوسائل دون استثناء  وفقاً للقرارات الدولية، حتى تحرير كل فلسطين  التاريخية من البحر الى النهر  وعاصمتها القدس الشريف. 
ويطالب التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة السلطة الفلسطينية، بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى والمعتقلين السياسيين في سجون السلطة الفلسطينية، كما يطالبها بوقف تعدياتها وقمعها وترويعها لشعبنا الفلسطيني البطل، وبفك علاقتها وارتباطها وتنسيقها مع العدو الصهيوني المحتل وأجهزة كيانه المسخ.
وفي ختام وقفة التنديد والاستنكار للممارسات القمعية لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، والتضامن مع الأسير المحرر ماهر الأخرس وجميع الأسرى المعتقلين الذين يقبعون في سجون سلطة أوسلو المشؤوم، يوصي ويطالب التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة بما يلي:
أولاً: التنديد والاستنكار الشديد لاعتقال المناضلين والمجاهدين من طرف أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وإدانة ممارساتها القمعية لكافة أعمال المقاومة وممارسة الشعب لحقه في مقاومة المحتل، وحقه في التعبير عن رفضه لتمادي أجهزة السلطة واعتداءاتها وتعذيبها وقتلها لأصحاب الرأي المطالبين بوقفها التنسيق الأمني مع أجهزة أمن الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، فهذا التنسيق إنما يهدف لحماية المحتل وإدامة احتلاله للقدس ولكل أرض فلسطين، وتسليم المقاومين إلى المحتل أو احتجازه واعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية، حسب ما يقتضيه التنسيق الأمني بين سلطة فلسطينية فاقدة لشرعيتها الوطنية، وبين محتل لأرض شعبنا في فلسطين.
ثانياً: يتوجه التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة إلى اتحاد المحامين العرب وإلى منظمات حقوق الإنسان وإلى الجامعة العربية، وإلى كل الهيئات والشخصيات الاعتبارية، بالإدانة الشديدة لممارسات السلطة الفلسطينية ورفع الغطاء السياسي عن سلطة تقمع شعبها، وتقتل وتعتقل وتعذب وتنكل بمناضلي الشعب الفلسطيني ومجاهديه، لمنعه من مقاومة الاحتلال الصهيوني لأرضه فلسطين وتحول دون مقاومته للاستيلاء على القدس الشريف.  
ثالثاً: التأكيد على فقدان السلطة الفلسطينية لأهليتها في قيادة الشعب الفلسطيني فضلاً عن فقدانها لشرعيتها الوطنية، فهذه السلطة نفسها تعترف بسقوط اتفاق أوسلو التي نشأت على أساسه، ذلك الاتفاق سيء السمعة والصيت الذي هندسه رئيس السلطة نفسه، وبسبب الوظيفة التي تقوم بها وهي حماية أمن الاحتلال والمستوطنات عبر التنسيق الأمني “المقدس” على حد التعبير والتصريح المعلن لرئيس السلطة نفسه، وكذلك لتمادي السلطة الفلسطينية في الاعتداء على المسيرات الشعبية المنددة بقمع أجهزة أمن السلطة، ولقتلها لأصحاب الرأي ولاعتقالها للمناضلين، ومن بينهم أسرى محررين من سجون الاحتلال الصهيوني..! بينما يجول ويصول الفاسدون وعملاء الاحتلال الصهيوني دون رقيب ولا حسيب، فضلاً عن الانتهاكات المتكررة لسلطة أوسلو وأجهزتها الأمنية لكافة المعايير الوطنية الضابطة للعلاقة مع الشعب وقواه الحية.
رابعاً: أمام الممارسات القمعية للمناضلين والمقاومين الفلسطينيين من طرف أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وعدم تنفيذ السلطة الفلسطينية قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني، وأهمها وقف التنسيق الأمني بناءاً على قرار المجلس المركزي الفلسطيني المنعقد عام 2015 برام الله وبحضور رئيس السلطة، وقرارات المجلس الوطني عام 2018 ومخرجات الأمناء العامين 2020 تفقد السلطة الفلسطينية لأهليتها وشرعيتها، ما يدعو المناضلين الفلسطينيين وقوى المقاومة، إلى النضال الموحد لتشكل بديلاً ميدانياً لهذه السلطة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين.
خامساً: مراكمة الشعب الفلسطيني وقواه الحية للانتصارات الصغيرة في معاركه الموضعية، وصولاً لوحدة العمل في معركة الحسم بإعلان العصيان المدني ضد المحتل في البلاد وكل من يقف بوجه الانتفاضة الشعبية المنظمة في جبهة وطنية موحدة التي تمثل كافة قوى شعبنا الفلسطيني المقاوم ولتصحيح بوصلة منظمة التحرير الفلسطينية الكيان الفلسطيني الحاضن للميثاق الوطني الفلسطيني، وعدم انزلاق المقاومة نحو الفوضى والانفلات الأمني بتأثير الانتهازيين والعبثيين والتيارات المتطرفة والمرتبطة بمشاريع إقليمية ومعادية مستغلة الفراغ الناشئ عن تقهقر واندحار السلطة التدريجي، والنضال لتشكيل إدارة مقاومة ترعى شؤون الشعب وتنظم معركته المفصلية القادمة حول القدس، فالمعركة مع الاحتلال ليست حرباً دينية كما يدعي الصهاينة بل معركة انسانية وتحرير لكل شبر من أرض فلسطين التاريخية من الإحتلال الاستيطاني والاحلالي .
سادساً: يشيد التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة بالأعمال البطولية للإنتفاضيين الفلسطينيين وبالعملية الإستثنائية على الشريط الحدودي غزة مع الأرض المحتلة والتطور النوعي في أشكال المقاومة الموحدة على امتداد فلسطين داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة الغربية وفي غزة وفي كل أماكن التواجد الفلسطيني، ويجدّد استنكاره لممارسات سلطة أوسلو لإعتقال المتظاهرين ضد سياسة التغوّل الأمني بالقتل والتعذيب ضمن مخطط يهدف إلى  التشويش على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة ومقاومة المحتل الصهيوني ونظام الفصل العنصري في التنكيل والاعتقالات ضد شباب القدس الثائر في الشيخ جراح وسلوان. 
سابعاً: يستنكر التجمع تصعيد الاحتلال هجمته الممنهجة في الشيخ جراح وأحياء سلوان ومشروع تسوية الأراضي في ضواحي القدس الشمالية والشرقية، التي تشكل تحدياً كبيراً ونقطة تحول في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني، وفي تاريخ نضال الحركة الوطنية الفلسطينية في عموم البلاد، وتشكل البوصلة الوطنية للمقاومة بكل أشكالها الشعبية القانونية والدولية والسياسية والديبلوماسية والثقافية وتحشيد الجهد العربي والإسلامي واحرار  العالم، في معركة الدفاع عن القدس العربية، عاصمة فلسطين الأبدية. وكما بشّر سيد المقاومة،السيد حسن نصر الله، أن أي اعتداء على القدس سوف يقود إلى حرب إقليمية، وما قام به شعبنا العربي المقاوم في معركة سيف القدس التي شملت كل أرض فلسطين يقطع بأنه شعب قادر على تحرير كامل التراب العربي المحتل. و بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. 
ثامناً: قرر التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة الإستعانة بلجنة من المحامين المؤمنين بحق المعتقلين في الحرية للعمل على الإفراج عنهم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية، والمشاركة في الدفاع عن قضية اغتيال الشهيد نزار بنات وعن كل شهداء حرية الفكر والرأي والتعبير وكرامة الإنسان وتحرير الأرض. 
تاسعاً: مطالبة السلطة الفلسطينية، سلطة أوسلو بإحترام الحريات الخاصة والعامة ووقف التعديات على المتظاهرين واعتقال المناضلين التي طالت شخصيات ورموزاً وطنية وندعوها إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين وأصحاب الرأي الحر، هذه الممارسات غير الوطنية التي لا تخدم سوى الاحتلال الصهيوني وتزيد من حدة الاحتقان الداخلي وتضر بالعلاقات الوطنية وفضح بلطجة وإجرام سلطة تفتقد إلى الشرعية بحق الشرفاء والمقاومين من أبناء شعبنا الفلسطيني عبر وسائل الإعلام.
بيروت في 24 أب 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى