السيد اللواء غسان خليل محافظ الحسكة يستقبل الباحث الاسترالي البروفيسور تيم أندرسون
استقبل السيد اللواء غسان خليل محافظ الحسكة الباحث الاسترالي البروفيسور تيم أندرسون أمين عام المساعد للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة الذي زار المحافظة للإطلاع ميدانياً على واقعها وإعداد بحث استقصائي ليكون إضافة إلى بحثيه السابقين عن سورية وهما “محور المقاومة” و “الحرب القذرة على سورية”.
وقدم السيد المحافظ شرحاً مفصّلاً عن مسارات الأزمة في سورية وبيّن للسيد أندرسون أن الحرب على سورية ليست بالجديدة، وإنما هي مفروضة عليها منذ خمسين عاماً لكنها صمدت وانتصرت في جميع محطات الصراع منذ عام 1970 وأصبحت دولة ذات قرار عربي وإقليمي ودولي وازن، وذلك بفضل حكمة قيادتها ووعي شعبها.
وبيَّن السيد المحافظ أن ما سُمي بالربيع العربي كان خطة مدبرة من الدول الاستعمارية التي بدأت بالأنظمة الموالية لها في تونس المرتهنة للغرب، ومصر المرتبطة بمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني وعلاقات اقتصادية من بينها ضمان تدفق الغاز إليه، وتالياً ليبيا واليمن، وذلك في إطار تهيئة الشعب السوري للانخراط في هذا الحراك لتدمير بلده بيده تحت شعار الحرية والديمقراطية، وهذا يعني أن الحراك لم يكن عفوياً وإنما كان مدبراً في سياق مؤامرة محبوكة لتدمير الدولة السورية.
*وأضاف السيد المحافظ أن مخططي المؤامرة حرّكوا أكثر من 100 وسيلة إعلامية بهدف التجييش والتضليل، كما تحالفت أكثر من 83 دولة في سياق الحرب المركبة التي قادت إلى توظيف الإرهاب الذي بدأ بالعمل العسكري مستهدفاً في البداية الضباط ومن بينهم الطيّارون ومنظومات الدفاع الجوي والرادارات، و هذا الاستهداف كان مطلباً إسرائيلياً لأنه لا علاقة له بالحراك الشعبي. *
وتابع السيد المحافظ أن قوى التآمر عَمِلت على فتح الحدود واستقدام الإرهابيين من كل أصقاع الارض وإدخالهم إلى سورية.
وقد سبق ذلك إعداد مخيمات على حدود تركيا والأردن ولبنان، وكانت ترِد معلومات أن هذه المخيمات لإيواء السوريين في الوقت الذي كان فيه الوضع الأمني في سورية مستقراً.
وبفعل بطش الإرهاب حدثت حركة تهجير مقصودة حيث جرت المتاجرة بموضوع اللاجئين والاستثمار فيه اقتصادياً وسياسياً.
و أوضح السيد المحافظ أنه مع اتساع تمدد الإرهاب وفتح جبهات عديدة على كامل الجغرافيا السورية، اعتمدت الدوله على تشكيل قوات دفاع شعبية رديفة للجيش أُوكِلت إليها مهمة الدفاع عن المدن و حماية المؤسسات والمواطنين من سطوة الإرهابيين، وقد تم تسليح هذه القوات الشعبية في جميع المحافظات ومنها محافظة الحسكة، لكن هذه المجموعات التي شُكِّلت في الحسكة أدارت سلاحها نحو الجيش العربي السوري والقوى الامنية فارتقى عشرات الشهداء وأصيب مئات الجرحى، وقد استقوت هذه المجموعات بعد إدخالها المحتل الأمريكي عام 2014 و وضعت نفسها في خدمة أجنداته، وقامت ضمن خطة ممنهجة بالاستيلاء على مؤسسات الدولة وإغلاق المدارس لتجهيل الجيل والسيطرة عليه، وفرض منهاج مغاير للمنهاج الحكومي المعتمد، ونفّذت العديد من الجرائم والمجازر والانتهاكات ومنها عمليات التهجير ومصادرة الأملاك وتجنيد الأطفال والاختطاف والتغييب القسري، حيث لا يُعرَف إلى اليوم مصير المئات من المفقودين.
وشرح السيد المحافظ للسيد أندرسون ممارسات المحتل الأمريكي وأعوانه والمتمثلة في سرقة النفط، ونهب القمح، وإحراق المحاصيل، وتنفيذ قانون قيصر.
*كما شرح ممارسات المحتل التركي التي تتشابه مع ممارسات المحتل الأمريكي مضافاً إليها جريمة قطع مياه الشرب عن مليون مواطن من أبناء الحسكة. *
وفي معرِض رده على سؤال طرحه السيد أندرسون حول مستقبل المنطقة، أجاب السيد المحافظ أن المستقبل لسورية وأبنائها السوريين وأن المحتل الأمريكي لا يمكن أن يستمر في البقاء على الأرض السورية لأن حجة وجوده انتفت كون “داعش” لم تعد قائمة، كما أن وجوده غير شرعي لأنه ليس بدعوة من الحكومة السورية، وهو ما يعطي أبناء المنطقة الحق في إطلاق المقاومة الشعبية التي انطلقت عملياً، لكن المحتل الأمريكي يعمل كي يحل محله المحتل التركي وذلك في سياق بحثه عن الفرصة المتاحة لتحقيق ذلك.
وفي ختام الزيارة شَكرَ البروفيسور تيم أندرسون السيد محافظ الحسكة على ما قدم من معلومات رأى أنها تشكل مفاتيح وعناوين هامة للبحث الذي سيعده عن المنطقة قريباً.