مواقف التجمع العالمي الداعمة ليوم القدس
يوم القدس
مقالات يوم القدس
- د.يحيى غدار
أمين عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
بسم الله الرحمن الرحيم
“يوم القدس العالمي”
تحرير فلسطين امر راهن ويوم القدس اقرب
ارتهبت القدس واكفهر وجهها تحسبا من ان يخونها العرب والمسلمين بعد ان تخلى عنها العالم وركدت حركاته التحررية، ووقعت الشعوب تحت هيمنة الشيطان الاكبر وتظافرت جهودها مع الشيطان الاصغر “الكيان المؤقت والزائل”، لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس.
وزاد في رهاب القدس وانشغالها على امتها العربية والاسلامية ان كبريات الدول العربية قد خانت ووقعت قيادتها اتفاق الذل والعار في كامب ديفيد وانقلبت مصر على نفسها وعلى عروبتها وعلى ناصرها امل الامه بعد رحيله وخيانة وريثه السادات وغدره بالناصرية والتفريط بدماء الشهداء والتضحيات الجسام.
الا ان كلمة الله اشعت على لسان روح الله الامام اية الله الخميني قدس سره وصحبه النجباء، وصدق وعد الله فانتصرت الثورة الاسلامية في ايران ومن فورها طردت السفير الاسرائيلي ورفعت علم فلسطين على السفارة الاسرائيلية في اولى بشائر النصر تأكيدا لقرار الثورة والتزامها بتصفية اخطر منصات وقواعد اسناد الكيان الغاصب التي مثلها الشاه المقبور. وتصاعدت من طهران الاسلام والثورة مؤشرات قاطعة وهدايا ربانية قدمتها الثورة الاسلامية لتطمئن القدس الى مستقبلها والى كونها ستبقى عاصمة ابدية لفلسطين الحرة ولأهلها الصابرين المقاومين ابدا.
وفي طهران الاسلام القويم وخط الجهاد والالتزام بإعلاء كلمة الله عز وجل، وجد الفلسطينيون شعبا ومنظمات ومنظمة التحرير وقيادات ملاذا آمنا وأخا اكبر وسند لا يلين ولا يستكين ولا تغمض له عين عن القدس.
ولتأكيد وتعميم حقيقة القدس مدينة السلام والأديان والمحبة عربية و إسلاميه صادحة مآذنها بالتكبير على قرع اجراس الكنائس وصلوات المسيحيين، اعلن روح الله اية الله العظمى القائد الخميني العشر الاواخر من شهر الايمان والتعبد شهر رمضان الخير اسبوعا للقدس وقرر ان آخر ايام الجمعات الرمضانية المباركة ستكون يوما للقدس يحتفي بها العالم ويشهد نضالات وتحركات وفاعليات احياء للقدس وتذكيرا بانها مدينة الأديان السماوية وبأنها تئن من ظلم وجبروت ابشع احتلال غاشم عنصري وعدواني.
وللقدس اعلنت ايران واعدت قوة القدس وامنتها بكل ما احتاجت من قدرات وامكانيات وعقول وقادة مؤمنين ومقاومين مبدعين لا يهدؤون حراكا واعمالا وانخراطا بالمقاومة وفي كل ساحات الجهاد تقريبا ليوم التحرير وتقربا من الله طلبا للنصر والشهادة، ولم تبخل ايران القيادة والشعب والجيش والحرس الثوري وبذلت المستطاع وما فوقه من اجل القدس وقدمت الشهداء قوافل تقطر القوافل وقد من الله على القائد الاممي الجهادي الاستثنائي قائد قوة القدس بالشهادة على يد ابناء الشيطان الاكبر في بغداد شقيقة القدس الثكلى والمذبوحة بسكين الإحتلال الأمريكي وقد شحذه من يفترض انهم إخوة بغداد من المستعربين وأسر ممالك وامارات النفط والغاز والرمال. ودم الشهيد قاسم سليماني وروحه تتجلى نجوم تضيء دروب اخوة الجهاد والمقاومة الى طريق القدس لتحريرها وإعلاء كلمة الله بالحق.
وعلى طريق شهيد القدس وفارس المقاومة قاسم سليماني وبقيادة آية الله الخامنئي حفظه الله، وبحكمته أصبح تحرير فلسطين أمرا راهنا وبات يوم اللقاء في القدس أقرب.
——————————————-
- الجمعة 29 نيسان / أبريل 2022
كلمة د. عبد الحميد دشتي في يوم القدس العالمي
النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي
رئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان
الأمين العام المساعد للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
في يوم القدس العالمي الذي يجدد فيه أحرار العالم العهد بأن تبقى فلسطين والقدس في القلب والذاكرة، جزى الله خيراً من أطلق تلك الصرخة في هذا اليوم، ورسخها صدقةً جاريةً، جعلها الله في ميزان أعماله، إنه القائد المؤسس الإمام الخميني قدس سره… ونحن نتابع تصاعد الأحداث الأمنية في فلسطين المحتلة، وتتزايد حالة السعار الإسرائيلي في التعدي على كافة حقوق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الأصيل، الرازح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، وتستمر محاولات قواته منع الشعب الفلسطيني من التمتع بحقوقه الإنسانية المشروعة على أرضه.
حقاً، لقد بلغ السيل الزبى، وها هي قوات الاحتلال الإسرائيلي تمعن في اعتداءاتها على المصلين الآمنين في المسجد الأقصى المبارك، الذي اقتحمته قطعان المستوطنين لعدة مرات منذ بداية الشهر الفضيل تحت حماية أمنية مشددة من الجيش الإسرائيلي وقوات أمن الاحتلال.
إن هذه الممارسات اللاأخلاقية ترسخ تمرد الاحتلال الإسرائيلي على الشرعية والقرارات الدولية، من حيث التمادي في ارتكاب الانتهاكات ضد الإنسانية، والاستمرار بجريمة إبادة الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يؤدي الى تعريض الأمن والسلم الدوليين لخطر إشعال الحروب في المنطقة والعالم نتيجة هذه الغطرسة اللامتناهية التي تأتي كنتيجة طبيعية لحالة التذلل والانحطاط والهرولة نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب المسخ.
وهنا، لا بد من الإشارة الى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الذي صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 1947، والذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، ذلك القرار الذي ظلم فلسطين وشعبها وانحاز الى جانب الاحتلال الإسرائيلي، مقسما ارض فلسطين التاريخية الى دولتين، ومع ذلك، يأبى الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حيثيات هذا القرار والسماح للشعب الفلسطيني بالتمتع بحقوقه المشروعة على ارضه التاريخية.
إن من حق الأجيال وكافة أطياف الشعب الفلسطيني المتطلع لحق العودة، أن يعود إلى أرضه ولو بعد حين. كما أن التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية التي أقرها النظام العالمي يعتبر أمراً حتمياً ولا رجعة عنه. فالعالم مهما طال الزمان لا بد أن يقف الى جانب الحق الفلسطيني في أرضه ومقدساته، وإلا، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. وعندها، تكون إسرائيل هي المتسبب بزوال كيانها الذي خطط لإشعال الفتن وشن الحروب وإبادة الشعب الفلسطيني وتخلف المنطقة وعدم استقرار دول المنطقة من حولها.
إننا في المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الانسان، وفي التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، ندعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني على أرضه التاريخية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الى أبد الآبدين.
—————————————————
- . في ذكرى يوم القدس العالمي الثالث والأربعين
د. جمال زهران
الأمين العام المساعد للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة ومنسق عام فرع التجمع في مصر
يحتفل العالم العربي والإسلامي وكل أحرار العالم باليوم العالمي للقدس الشريف والذي أعلن عنه عقب الثورة الإيرانية في عام 1979 م، واستمرت الاحتفالات سنويا في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام حتى بلغت العام الثالث والأربعين 1979 – 2022 م.
ويؤكد الاحتفال بهذا اليوم على العديد من المعاني لعل في مقدمتها:
1- تذكير الأمة العربية والإسلامية بالقدس الشريف الذي يخضع للاحتلال الصهيوني بعد نكسة 1967م وللآن.
2- أن تظل قضية القدس الشريف حية في نفوس الشعب العربي والإسلامي من انحاء العالم.
3- دعم ومساندة أشقائنا الفلسطينيين المقيمين في القدس تحت الاحتلال الصهيوني.
4- التذكير بالجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني ولا يزال يرتكبها بتدنيس المستوطنين الصهاينة وجنود الاحتلال ساحة المسجد الأقصى بل وداخله وما يقومون به من حفريات تحت سمع وبصر العالم كله وسط صمت غريب وتآمري.
5- أن تحرير بيت المقدس لهو واجب حتمي على كل مسلم ومسلمة من كل أنحاء العالم وأن توحيد العالم على هذا الموعد لهو أكبر تذكير بأهمية القدس في حياة المسلمين وأنهم يجب أن يظلوا في نضالهم على قلب رجل واحد.
أن تحرير القدس الشريف هو المقدمة لتحرير كل فلسطين من النهر الى البحر، وطرد الكيان الغاصب الصهيوني الاستعماري من الأرض المقدسة ومن كل المنطقة العربية خاصة وأننا نعي وندرك أن زرع هذا الكيان في منطقتنا لهو مستهدف للحيلولة دون وحدة العالم العربي والإسلامي ليكون الكيان الصهيوني خنجرا في ظهر هذه الامة.
ومن ثم فان منظومة هذه الاحتفالية تتركب من التذكير والتوحيد والدعم والمؤازرة والمقاومة.
وسنظل نردد شعار جيل وراء جيل حتى رحيل إسرائيل ذلك الكيان الصهيوني الاستعماري. واليوم يسعى الكيان الى استفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين بتدنيس القدس الشريف والاعتداء على المصلين و سحلهم وقتلهم ومع ذلك يظل المقدسيون صامدين حتى يصل المدد من الله سبحانه وتعالى بازاحة هذا الكيان.
وفي العام الماضي لم يكتفي الكيان بالاعتداءات بل سعى الى أزالة البيوت في حي الشيخ جراح الامر الذي أدى الى الانتفاضة واشتعال الحرب بين المقاومة الفلسطينية بكافة صنوفها وبين الكيان الصهيوني وانتهت بعد اكثر من شهر الى انتصار المقاومة وهزيمة الكيان.
وختاما نؤكد ان الاحتفالية بهذا اليوم يعطي لنا روح المقاومة واستمرارها ويمنحنا الامل في حتمية النصر على العدو الصهيوني والله الداعم والناصر لكل قوى المقاومة الشريفة من أجل تحرير القدس الشريف.
——————————————–
- د.مروة عثمان
مستشار الشؤون الدولية للأمين العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة.
يوم القدس العالمي
يقام يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام. إنه يوم يجتمع فيه الناس في جميع أنحاء العالم، المسلمون وغير المسلمين لإظهار دعمهم للمظلومين في العالم، ولا سيما الفلسطينيين المضطهدين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 74 عامًا. لقد انقضت بالضبط 43 سنة على إعلان يوم القدس العالمي. وإلى جانب هذا اليوم يرمز إلى دعم العالم لحرية فلسطين، فإنه يحتوي أيضًا على رسائل مهمة للوحدة الإسلامية والتضامن الدولي ومكافحة الإمبريالية العالمية.
دور الإمام الخميني
في السادس عشر من أغسطس عام 1979، في أول رمضان بعد انتصار الثورة الإسلامية، أعلن الإمام الخميني يوم الجمعة الأخير من الشهر الكريم يومًا للقدس، وهو يوم التضامن مع المظلومين، ولا سيما مع المظلومين في العراق وفلسطين. في مقابلة أجريت في الأول من كانون الأول (ديسمبر) 1978، قبل شهرين من انتصار الثورة الإسلامية، سأل مراسل أمريكي الإمام الخميني عن دعمه للفلسطينيين. أجاب الإمام الخميني: “نحن مع المظلومين. نحن ندعم المظلوم أينما كان، والفلسطينيون مظلومون، والإسرائيليون يضطهدونهم، ولهذا السبب نحن ندعمهم”.
إن المبدأ في يوم القدس ليس نصرة الفلسطينيين لأنهم مسلمون أو مسيحيون أو يهود أو أي شيء آخر. المبدأ هو دعم المظلومين. باقتراحه يوم القدس، أيقظ الإمام الخميني ضمير الإنسانية تجاه قضية فلسطين وجعل الناس يحتجون على الاستبداد الإسرائيلي. وبالتالي، يشهد يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان من كل عام المشاركة الواسعة لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم في التجمعات الضخمة.
إن شهر رمضان المبارك يحيي روح الوحدة والأخوة بين المسلمين، ومن المؤكد أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن يختار الإمام الخميني جمعة خلال هذا الشهر لتكريس هذا الغرض النبيل المتمثل في توحيد أيدينا كأمة موحدة، مهما كان الأمر. مدرسة فكرية ننتمي إليها أو إلى أي أمة نأتي منها. عندما ينقذ العالم الإسلامي معاناة الفقراء والمحتاجين عن طريق الصيام من الطعام والماء طوال هذا الشهر الكريم، يصبح المسلمون بطبيعة الحال أكثر تعاطفًا وتوحيدًا من أجل قضية المظلومين.
ومن ثم، فإن ذروة الاعتراف الروحي في هذا الجانب تصبح أكثر وضوحا في أواخر شهر رمضان، مما يجعل التوقيت مناسبًا لتخصيصه ليوم القدس. نتشارك جميعًا نفس الاهتمام بالقدس وبيت المقدس، وبالتالي، فإن احتجاجنا الجماعي في هذا اليوم المحدد، خاصة وأن العالم يدرك جيدًا احتفال المسلمين بشهر الصيام المقدس، ويحدث تأثيرًا أكبر ويتحدث بصوت أعلى. صوت لقضية الوقوف في وجه الاستبداد.
معضلة القدس
القدس، هي المدينة التي يتعين على المسلمين فيها المرورعبر نقاط تفتيش لجنود إسرائيليين مسلحين إذا كانوا يريدون زيارة الأقصى أو غيرها من المساجد والأماكن المقدسة. إنها مدينة يقتل فيها الجيش الإسرائيلي عامًا بعد عام مدنيين فلسطينيين من النساء وكبار السن والأطفال على حد سواء.
إذا كنت لا تزال تتابع الأخبار المأساوية التي تأتي من فلسطين بشكل يومي، يمكنك أن ترى كيف أن الوضع قاتم ويائس. الفلسطينيون الذين تصورهم وسائل الإعلام كمسلحين ومعتدين في الواقع يؤكدون فقط حقوقهم على الأرض التي فقدوها، مما يفقدهم عشرات الآلاف من الأشخاص في اشتباكات دامية مع أحد أكثر الجيوش تقدمًا في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، يُجبر مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين فقدوا منازلهم بسبب أوامر محكمة غير قانونية على أن يصبحوا لاجئين منتشرين في جميع أنحاء العالم. أما بالنسبة للإسرائيليين، فهم يواصلون الترويج لمطالباتهم غير القانونية من خلال اختلاق حكاية أثرية مروعة. يتم مساعدتهم في مثل هذه الحملة من قبل وسائل الإعلام الموالية للغرب التي تحاول القضاء على الأعمال الوحشية للقيادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ومقدساتهم وأحيائهم.
وبالتالي، فإن المسيرات السنوية الضخمة لإحياء ذكرى يوم القدس الدولي هي فرصة عظيمة لتحطيم الأحكام المسبقة ومشاركة وجهات نظر بعضنا البعض. ترى في تلك التجمعات أن المسلمين ينخرطون مع الحاخامات في محادثة تساعد في تحطيم الأكاذيب الإسرائيلية في مساواة الصهيونية باليهودية التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى إتهامات معاداة السامية. إنها أيضًا فرصة للاشتراكيين وحماة السلام للتواصل مع المسلمين، ولا سيما المسلمين الذين قد يرونهم “أصوليين”، من أجل توضيح سوء الفهم الذي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى الإسلاموفوبيا.
مقاطعة الشركات الإسرائيلية
تتمثل إحدى الطرق المهمة لرفع الصوت الدولي في يوم القدس في إعلان مقاطعة جميع الشركات التي تدعم اقتصاد الفصل العنصري للكيان الإسرائيلي كجزء من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) . من خلال تنفيذ مقاطعة المستهلكين لتلك الشركات التي ترعى احتلال الدولة الفلسطينية، يتم توعية هذه الشركات حول كيفية اعتبار علاقتها الوثيقة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي عبئًا ماليًا.
بدأت حركة المقاطعة BDS عندما أصدر ائتلاف مكون من 170 مجموعة مجتمع مدني فلسطيني دعوة إلى “أصحاب الضمير” حول العالم في 9 يوليو 2005. ويرى أنصار حرية فلسطين أن حركة المواطنين الدولية ضرورية لأنه على الرغم من عقود من “محادثات السلام” تخطف الأنظار، فشل القادة السياسيون في إنهاء الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والتطهير العرقي وممارسات الفصل العنصري. في الواقع، هم مستمرون في تمكين هذه الممارسات. لذلك، الضغط التصاعدي من الناس العاديين فقط هو الذي سيجبر الحكومات على إنهاء نطاق إسرائيل ويساعد في خلق سلام غير متحيز يقوم على الحرية والعدالة.
أهمية مسيرات يوم القدس
هذا العام تمامًا مثل كل عام، تم التخطيط لتظاهرات يوم القدس في معظم المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم. لا يكاد يمر يوم دون توغل إسرائيلي غير قانوني في التقسيم المقدس في القدس. على مدى العقد الماضي، تصاعدت الغارات الإسرائيلية العدوانية. الخطة الإسرائيلية هي ببساطة ضم الحرم الشريف بهدف السيطرة عليه بالكامل. ومن هنا فإن مسؤولية تحرير فلسطين التي تجسدت أولاً في تحرير القدس تقع على عاتق المسلمين في جميع أنحاء العالم فضلاً عن المنصفين والباحثين عن العدالة من غير المسلمين.
لذلك، تحظى مسيرات يوم القدس بأهمية كبيرة في حشد الرأي العام العالمي لهذه الكارثة المستمرة التي تلتزم بسخرية قاسية من “العدالة للمختارين”. إن إبقاء قضية استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس وفلسطين على قيد الحياة واجب ديني على جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم وواجب حقوقي لنشطاء السلام أيضًا.
لم يعد يوم القدس مجرد وحدة للمسلمين، بل احتضن أيضًا وحدة كل من يعارض الظلم ويسعى لتحقيق العدالة. والعدالة تعني رفض ما يسمى بالحلول غير العادلة في جوهرها. تكافئ الظالم على جرائمه، وتعطيها شرعية لرد بعض الفتات مما سرق. يوم القدس يعني الحرية قبل السلام كما قال ماكلوم إكس ذات مرة “لا يمكنك فصل السلام عن الحرية، لأنه لا يمكن لأحد أن يعيش في سلام ما لم يكن يمتلك حريته”.
———————————————–
- د.مخاييل عوض
مسؤول اللجنة الإعلامية في التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
القدس في يومها العالمي اقرب وتحريرها قريبا
ذات صباح مشرق، فاجأت ايران العالم بثورتها الاسلامية الظافرة، وتحققت ارادة الشعب بانتصارها وبقائدها الامام روح الله اية الله الخميني قدس سره، الذي قاد الثورة بوعي وتخطيط وفطنه استثنائية، ولم يكن قد تحسب لنتائج الحدث الجلل وانعكاساته في توازن القوى الإقليمي، والرغبة بتغير اتجاهات التطورات والتحولات، فقد نزلت الثورة وانتصارها وقرار القائد بطرد سفارة الكيان المؤقت من طهران الثورة ورفع علم فلسطين كالصاعقة على رؤوس الساعين الى التفاهمات والتصالح والتعاقد مع الكيان المؤقت لتفويضه في ادارة العرب والمسلمين ولتحقيق غايات الإستعمار وتأبيد هيمنته على العرب والمسلمين ونهب ثرواتهم واستغلال جغرافيتهم الحاكمة والمقررة في توازنات العالم.
خونة القضية الفلسطينية التي دشنها نظام السادات ولهاث المطبعين من اسر وممالك النفط والغاز والرمال وانخراط منظمة التحرير الفلسطينية بالتسويات وباتفاق اوسلو أغرى قوى البغي والعدوان وطمنها الى مستقبل هيمنتها وسيطرتها، وسعيها لتصفية القضية الفلسطينية، الا ان الثورة الإسلامية في إيران غيرت من الإيقاعات والأحداث والتطورات فتظافرت مع سورية الأسد قلب العروبة وراية المقاومة واسندت فصائل المقاومة في كل الساحات، وجعلت من القدس وتحريرها أم المهام وأولويات الجهد والعمل، وبإعلان القائد الخميني أسبوع القدس ويوم القدس العالمي في آخر ايام الجمعات في شهر الخير والتضحيات عادت القدس الى المشهد والإهتمامات، وتصاعدت قوة محور المقاومة وخاض الحروب وراكم الإنتصارات وغير من التوازنات والحق الهزائم بالكيان المؤقت في لبنان وغزة وهزم المؤامرات والغزوات في سورية والعراق واليمن، وأسقط كل وأي من عناصر قوة الكيان التكتيكية والإستراتيجية ليتقرر أن يوم القدس في السنة الجارية سيكون أبرز العلامات والأحداث وأقوى الأدلة والمؤشرات على عودة القدس حرة عربية و إسلامية عاصمة ابدية لفلسطين السيدة والمحررة.
هنيئا لإيران ثورتها وقادتها والرحمة والجنة لشهدائها، والنصر حليف المقاومة والشعب الفلسطيني الثائر بالسلاح والمستند الى دعم عامودي خيار المقاومة؛ ايران الثورة الاسلامية وسورية العربية التي لم تساوم ولا قبلت التطبيع او التعايش مع الكيان الغاصب.
القدس على وعدها ويومها لتكون محررة قريبا بإذن الله وبتضحيات الشعوب والتزامها خيار المقاومة .
————————————————–
- د. حسن جوني
مسؤول لجنة القانون الدولي والعلاقات الدولية في التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة.
إعلان الإمام الحميني يوم القدس العالمي جعل من القدس ليس فقط قضية تحرير بل جعل منها القضية،
القضية التي تجمع كل احرار العالم، قضية اممية قضية الإنسانية جمعاء،
اعلان الإمام الخميني يوم القدس جعل من القدس ليس فقط قضية يجب النضال من أجلها بل أصبحت هي القضية،
يوم القدس العالمي، في آخر جمعة من رمضان المبارك،
ليس فقط زمن انه الزمن وليس فقط تاريخ انه التاريخ ومنه يبدأ ،
يوم القدس العالمي ذكر البشرية بأن
القدس ليست مكان بل انها المكان.
المكان الذي تتجه اليه كل احلام وامال احرار العالم،
و ليست مكان للعبادة فقط بل ان القدس بوصلة الحق من يتجه نحوها يتجه نحو الحق ويقترب من الإنسانية،
القدس هي القبة والقبلة في كل صباح ومساء.،
لا انسانية لانسان بعيدا عن القدس,
منذ اعلان يوم القدس وفلسطين أصبحت أقرب إلى تحريريها،
في يوم القدس هو يوم يحدد فيه كل انسان موقعه،
مع أو ضد لا مكان للحياد فيه،
يوم القدس هو يوم معركة الوعي،
يرتجف العدو الصهيوني خوفا كلما اقترب الموعد مع يوم القدس،
ويذداد قناعة بأنه كيانه مؤقت، ووجوده على أرض فلسطين مؤقت ايضا،
في يوم القدس يعرف العدو ويشعر بأن نهايته لا محالة قد اقتربت،
يوم القدس أكد لكل احرار العالم بأن
تحرير فلسطين أصبح حقيقة
فمع كل يوم للقدس يقترب يوم تحرير فلسطين،
القدس بوصلة الأحرار.
عاش يوم القدس العالمي ،
تحية إلى كل شهداء فلسطين
تحية إلى الأسرى الابطال في سجون الاحتلال الصهيوني.
تحية إلى شعبنا المقاوم.
———————————————————
- ليساندرو بريسكو منسق عام التجمع في الارجنتين
في السابع من آب (أغسطس) 1979، وفي إحدى أولى الإجراءات التي اتخذتها الثورة الإسلامية المنتصرة، دعا الإمام الجميني المسلمين حول العالم لتحديد آخر جمعة من شهر رمضان باعتباره اليوم العالمي للتضامن مع القضية الفلسطينية.
أود أن أؤكد في هذه الفرصة على مساهمتين أعتقد أنهما أساسيتان في قرار الإمام الخميني: من ناحية، الدعوة إلى عدم نسيان أو التخلي عن المطالبات العادلة للشعب الفلسطيني، ومن ناحية أخرى، الحاجة للتغلب على أي نوع من الخطاب الطائفي الذي ينتهك الالتزام الأساسي بالدفاع عن الحقوق المظلومة.
أولاً، دعونا نستذكر السياق الذي تمت فيه دعوة الإمام؛ فبعد الهزيمة العربية الرهيبة عام 1967، وقعت الأرض الفلسطينية بأكملها تحت السيطرة الإسرائيلية وفقدت المقاومة موقعها في مصر والأردن. شرعت أولى هذه الدول في عملية تفاوض مع إسرائيل تراجعت إلى خلفية مزاعم الفلسطينيين، وشنت الدولة الثانية حملة القمع المعروفة باسم أيلول الأسود في عام 1970 المحاصرة في لبنان، حيث سيتم طردها في عام 1982، لقد شوهدت المقاومة الفلسطينية محاطة ليس فقط بلامبالاة الحكومات العربية في تلك الأيام ولكن أيضًا بالخطاب الإسرائيلي الذي كان يهدف باستمرار إلى إنكار شرعية مزاعم الفلسطينيين بإعادة بناء الحساب التاريخي والتلاعب به، بالعودة إلى الفكرة الصهيونية: “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
كان هذا الشعار مقدمة لمشروع يهدف بشكل أساسي إلى محو الذاكرة التاريخية للشعب الفلسطيني، وتقليلها في حساب إسرائيلي رسمي يحول الفلسطينيين إلى مجموعة من الرعاة من الطراز القديم المشتتين في أرض معادية.
سنكون مخطئين إذا أنكرنا قوة هذه الأفكار في خطاب إسرائيل، فليس علينا حتى العودة إلى عام 1963 للاستماع إلى جولدا مئير تقول: “الفلسطينيون غير موجودون” ، يكفي أن نتذكر كلمات حامل نوبل للسلام، شمعون بيريز، الذي علق مع الإفلات من العقاب:
“أتذكر كيف بدأ كل شيء. دولة إسرائيل بأكملها هي مقياس للشرق الأوسط كله. خطأ إحصائي، أرض معقمة ومخيبة للآمال، المستنقعات الشمالية، الصحراء الجنوبية، بحيرتان، موت واحد ونهر مبالغ فيه. بدون موارد طبيعية بالإضافة إلى الملاريا. لم يكن هناك شيء هنا. والآن لدينا أفضل زراعة في العالم. هذه معجزة: أرض بناها أهلها ”.
في الأوقات التي يؤيد فيها بعض المتخصصين أن المطالبات الوطنية الفلسطينية ستنتهي من الانحطاط إلى مجرد دعاوى مدنية في الحياة السياسية الإسرائيلية، عندما يشير آخرون، كما يفعل الفيلسوف الإيطالي دومينيكو لوسوردو ببراعة، إلى أن أحزاب اليسار الإسرائيلي لا تهدف إلى شيء آخر سوى التحول من الاحتلال الاستعماري التقليدي إلى أشكال أخرى من السيطرة الاستعمارية الجديدة ؛ إن ذكرى ادعاءات الفلسطينيين العادلة التي اقتحمت العالم في نفس اليوم ترسخ التعبير الجوهري والضروري للمقاومة أمام الحصانة الإسرائيلية.
العنصر الثاني الذي نعتقد أنه من المهم استرجاعه من دعوة الإمام الخميني هو الحاجة إلى تجاوز الخطاب الطائفي. على وجه التحديد، عندما حاول الغرب تقليص دور الثورة الإسلامية للشيعة فقط، أظهرت الدعوة ليوم القدس الحاجة إلى حشد مجتمع المؤمنين مع المضطهدين في العالم، الذي تعد فلسطين رمزًا لهم، بعيدًا عن نسبهم الديني. وبهذا المعنى قال الإمام:
“يوم القدس هو احتفال عالمي لا يخص فلسطين فقط، بل هو اليوم الذي يحتج فيه مقهورو العالم ضد المستكبرين”.
كانت أهمية هذه الدعوة كبيرة لدرجة أن منظمة التعاون الإسلامي نفسها التي انضمت إلى 57 دولة، أوصت في عام 1988 بالقيام بأنشطة لصالح القضية الفلسطينية في التاريخ الذي اقترحه الإمام الخميني.
بينما نعيد البعد الإنساني الأساسي إلى هذه المعارك التي تفترض توق الضحية للعدالة، بغض النظر عن أي اعتبار، فإننا نعيد بناء الجسر الذي يربطنا كبشر من مقترح أخلاقي عالمي.
نود أن ننتهي ببساطة من ادعاء هذا التاريخ كإعلان صالح دائمًا ضد الخطاب الطائفي قصير النظر وكنداء حقيقي ضد نسيان الأسباب التي تدعي العدالة بطريقة عاجلة.
شكرًا لكم.
————————————————–
- روبرتا ريفولتا منسقة التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في ايطاليا
في 24 فبراير 2022، وجد العالم الغربي نفسه في حالة حرب. مع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، دخل السياسيون الغربيون ووسائل الإعلام، وبالتالي الرأي العام، مرحلة من الهستيريا المحمومة وغير العقلانية، التي تصاعدت بفعل حملة كراهية متواصلة ضد كل شيء وكل ما هو روسي. وكأن التدخل الروسي كسر حقبة طويلة الأمد من السلام والوئام الدولي.
كتب أحدهم في إحدى الصحف: “الحرب الأولى منذ الحرب العالمية الثانية”، على الرغم من أن نفس السياسيين ووسائل الإعلام والرأي العام تحدثوا وكتبوا وعلقوا على الحروب العديدة التي حدثت من قبل – حتى وإن لم يكن بنفس القلق، وليس بتعاطف حقيقي مع معاناة المدنيين المحاصرين من قبل نفس الدول الذين تظاهروا بالحزن على مصيرهم. لم يتم إيلاء أي اهتمام على الإطلاق للحرب المستمرة في اليمن، على سبيل المثال؛ ولم يعد هناك اهتمام بالحرب المستمرة في سوريا. لم يوجه أي اهتمام إلى ما يسمى بالصراعات “المنخفضة الحدة” التي تزعزع استقرار أفريقيا أو أمريكا الجنوبية منذ عقود؛ ولا للعديد من الهجمات الإرهابية وضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تقتل مدنيين أبرياء في إفريقيا وغرب آسيا وجنوب آسيا.
في الواقع ، لم يكن هناك يوم سلام في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ لأنه، في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان الغرب يشن بالفعل حربًا ضد فلسطين. كان السلام قد انكسر بالفعل قبل عام 1948، وانكسر عندما هبطت الدفعة الأولى من الأوروبيين على الساحل الفلسطيني بقصد إنشاء مستعمرة جديدة لخدمة مصالح أوروبا والولايات المتحدة. تأسست الدولة الصهيونية في أعقاب غزو فلسطين، وإبادة قرى فلسطينية بأكملها، والطرد العنيف لما لا يقل عن 700,000 فلسطيني من أراضيهم. ويمثل الاعتراف بها أول إنكار رسمي لنفس مبدأ تقرير المصير الذي يتظاهر ميثاق الأمم المتحدة بدعمه.
منذ ذلك الحين، نمت قائمة الحروب التي شنها الغرب بشكل كبير، ووصلت الجيوش الغربية، أو جيوشها بالوكالة، إلى جميع أنحاء العالم. على عكس تصويرهم لأنفسهم على أنهم أبطال السلام والعدالة والديمقراطية والازدهار ، فإن الدول الغربية لم تنشر إلا الموت والظلم والاستبداد والاستغلال. لقد سعوا وراء طموح هيمنة غير منازعة لا تتسامح مع أقرانهم السياسيين أو الاقتصاديين.
حروبهم حروب لا نهاية لها كما يعلم الفلسطينيون جيدا. هدفهم تدمير، إبادة، سحق أي شيء يقف في طريقهم؛ لمحو الأمم والكيانات السياسية والبنى التحتية والهويات الجماعية والتاريخ.
الحملات العسكرية تدعمها أنواع أخرى من الحروب، تخاض بكل أنواع الأسلحة: الحظر الذي يخنق الاقتصادات، ويجوع الشعوب؛ حملات الدعاية، التي تصور جميع البلدان والقادة المتنافسين على أنهم متخلفون ومستبدون؛ العدوان الأيديولوجي، بقيادة عدد كبير من المنظمات غير الحكومية والجمعيات المكلفة بمهمة قهر سكان البلدان المستهدفة بشكل خفي للفكر الغربي، وتحويل المقاومة إلى إذعان، والاعتزاز الوطني إلى خضوع طوعي.
أصبحت فلسطين ساحة تدريب يقوم فيها الجيش الصهيوني بتجربة الأسلحة والتكتيكات وجميع وسائل الإكراه. وحيث يشن الأوروبيون حربهم الأيديولوجية. لقد تم غزوها حرفياً من قبل جيوش من فعل الخير الأوروبيين الذين يتباهون بتعاطفهم مع القضية الفلسطينية بينما يدينون أي عمل من أعمال المقاومة العسكرية، وأي فاعل سياسي، وأي وجهة نظر أيديولوجية مستقلة. يحاول الغربيون منذ سنوات نزع الطابع السياسي عن القضية الفلسطينية، وعزل فلسطين عن حلفائها الطبيعيين والاستراتيجيين والأيديولوجيين، في محاولة لتحويل الفلسطينيين إلى شعب أعزل ينتظر بشكل سلبي أن ينقذه الأوروبيون أنفسهم.
في غضون ذلك، هاجمت الدول الغربية كل دول غرب آسيا التي قاومت حكمها. وأصبح غرب آسيا مركزًا لحرب عالمية شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
اليوم ، وصل الصراع العالمي إلى أبعاد تجعل من المستحيل أساسًا لأي دولة أن تعيش بسلام خارج سيطرة الغرب. لقد رسم طموح الولايات المتحدة في الحفاظ على أسبقيتها المفترضة، وتثبيط “المنافسين الأقران” من خلال القوة العسكرية، خطاً فاصلاً بين البلدان، واصفة جميع تلك الدول التي لا ترغب في الرضوخ لإرادتها بأنها “أعداء”. لقد أوضحوا أنه لا توجد إمكانية للتعاون أو التسوية مع البلدان التي تزدهر على دماء الشعوب الأخرى، التي تفسد وتضطهد وتقتل.
لكن مع كل عدوان يزداد الغرب عزلة على الصعيد الدولي. إن شبكة العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول الواقعة تحت الحصار الاقتصادي تزداد كثافة يوما بعد يوم. تدفع الإملاءات الأمريكية الدول الحرة إلى توحيد قواها والتنسيق فيما بينها من أجل بناء عالم بديل لا تقوم فيه العلاقات الدولية على العنف. الدول التي اضطرت سابقًا للانضمام إلى السوق العالمية من أجل البقاء – والتي تتعرض الآن لهجوم اقتصادي من أجل استقلالها – تتعاون معًا، وتبدأ في التعاون لبناء علاقات اقتصادية وطرق تجارية جديدة، لدعم بعضها البعض عسكريًا.
لقد خسرت الولايات المتحدة في سوريا، وتخلت عن أفغانستان، وفقدت قبضتها على العراق. يفترض أنهم سيفشلون في خطتهم لدمج أوكرانيا في الناتو. إن فرص استسلام روسيا لأهدافها التوسعية بعيدة المنال، والأكثر ترجيحًا هو أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على التأثير على الصين بشكل كبير.
الإمبراطورية الأمريكية تنهار عسكريا واقتصاديا.
ونأمل أن يولد عالم أكثر توازناً واحتراماً للشعوب من الفوضى التي أطلقها الغرب مع الضراوة المتزايدة.
لقد قاوم الفلسطينيون منذ 90 عامًا نفس القوات التي تقصف اليمن، وتحتل الأراضي السورية بشكل غير قانوني، وتبتز القيادات السياسية في إفريقيا وآسيا.
لقد تم بالفعل تمهيد الطريق. وقد رُصفت من قبل كل دول محور المقاومة التي تعمل معًا منذ عقود على طرد المستعمرة الصهيونية من فلسطين. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من الواضح أنه لا توجد طريقة للتواصل مع العالم الغربي سوى المقاومة والمقاومة معًا. لطالما كان محور المقاومة على حق. إن دول غرب آسيا المعادية للإمبريالية هي الأبطال الحقيقيون للحرية والعدالة، وقد كانوا يقودون هذه المعركة منذ البداية.
لهذا السبب، في هذا الكفاح من أجل الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير المصير، والحرية الاقتصادية، والبقاء على أرضهم، تبرز القدس، وهي الضحية الأولى لـ “السلام” المزعوم، اليوم كرمز لمقاومة توسعية الغرب، إلى نفاق تصريحاتها، إلى تناقض معاييرها الأخلاقية.
وشهدت قوتها الرمزية ليس فقط من خلال عنف الاحتلال ولكن أيضًا من خلال القسوة التي حاولت بها جميع الدول الصهيونية تحييد أهمية نضال الفلسطينيين وتحويله إلى صراع أخلاقي، ونزع الشرعية عن مقاومتهم، وابتزازهم وجعلهم نحو اللاعنف، وحصرهم في الخطاب المزيف للإنسانية.
لكن محاولتهم لا بد أن تفشل. إن محور المقاومة أقوى من أي وقت مضى، وموحد أكثر من أي وقت مضى. والآن بعد أن أصبحت العديد من الدول أهدافًا غربية، نأمل أن تجتمع مع المحور لاحتضان النضال الفلسطيني وتحرير العالم من الاستعمار الغربي العسكري والأيديولوجي.
وسيمثل انهيار العالم الغربي الصهيوني الإمبريالي أولاً وقبل كل شيء انتصاراً للشعب الفلسطيني وعاصمته القدس.
———————————————————-
- محي الدين ابو دقة
عضو القيادة العامة لمنظمة الصاعقة في غزة
عضو مجلس أمناء التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في غزة
يحتفل العالم الاسلامي والعربي بيوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان الذي داعى اليه مرشد الثورة الاسلامية في ايران ايت الله الخميني واستمر على نفس الطريق المرشد ايت الله خامنئي ودعى المسلمين في جميع انحاء العالم ان تكون الجمعة الاخيرة من رمضان تكون يوم القدس العالمي وكانت تهدف الى اعلان التضامن الدولي في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني , وطلب المرشد الخميني من جميع الحكومات الاسلامية في العالم لتحديد واختيار ان يكون يوم القدس في الجمعة الاخيرة من رمضان, وفي السنوات الاخيرة انتشرت هذه المناسبة بين المسلمين وحتى بين البلدان الغير اسلامية , وفي هذا اليوم يعلن العالم الاسلامي والعربي وبعض شعوب العالم تأييدهم وتضامنهم للشعب الفلسطيني .
وفي فلسطين ودول اخرى كاليمن والعراق والبحرين وغيرهما تشهد مسيرات جماهيرية من كل عام حاشدة كما تشهد دول في العالم من أبناء الشعب الفلسطيني والسوري اليمني والعراقي واللبناني وغيرهم من الدول كانت هذه الجموع تهتف لفلسطين ونصرة الشعب الفلسطيني في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام في مناسبة” يوم القدس العالمي” تأكيداً وتضامناً مع القضية الكبرى والأساس القدس ودعماً للقضية العربية والإسلامية المتمثلة في رفض احتلال العدو الصهيوني للأراضي والمقدسات الإسلامية باعتبارها رمزاً من رموز الأمة الإسلامية.
المسيرات الجماهيرية الحاشدة في إحياء يوم القدس العالمي خرجت في كلً العاصم العالمية
في العاصمة الإيرانية طهران وسائر المدن الايرانية الأخرى كانت تنطلق مسيرات جماهيرية حاشدة تشمل الملايين من أبناء الشعب الإيراني بكافة شرائحه والذين خرجوا للمشاركة في هذه المسيرات التي كانت تنطلق في المدن إيرانية، متجهين نحو مراكز إقامة صلاة الجمعة إحياءً ليوم القدس العالمي، وتلبية لنداء مُفجرِ الثورة الاسلامية. ورفع الشعب الإيراني لافتات للتأكيد على أن القضية الفلسطينية لاتزال القضية الأولى في العالم الإسلامي وأن فلسطين والقدس هي بوصلة المسلمين كافة. ورفع الملايين من أبناء إيران في مسيراتهم شعاراً موحداً لهذا العام هو «وحدة الأمة الإسلامية، دعم الانتفاضة الفلسطينية والبراءة من الكيان الصهيوني والإرهاب التكفيري». وندد المشاركون في المسيرات بجرائم كيان الاحتلال بحقِ الشعب الفلسطيني وبالصمت الدولي المستمر عن انتهاكات الاحتلال وتطبيع بعضِ الدول العربية والاسلامية واقامة العلاقات معه، كما أكد المشاركون ضرورة التوحد ولم الشمل بوجه التحديات وإفشال المؤامرات الهادفة للنيل من محور المقاومة.وفي كل السنوات الماضية كانت الهتافات تحيي ايران والدعم الايراني للمقاومة في قطاع غزة وستبقى الشعوب الاسلامية وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية الايرانية تتصدى للمؤامرات التي تحاك ضد الشعوب المضطهدة وستبقى ايران عدوها الاساسي هي الإمبريالية الامريكية التي تدعم الكيان الصهيوني
وفي السنوات الماضية شارك آلاف من اهل عزة في مسيرة جماهيرية حاشدة، جابت شوارع المدينة ، عقب انتهاء صلاة الجمعة، استجابةً لنداء زعيم الثورة الإسلامية الشهيد سيد روح الله الخميني، بنصرة مدينة القدس. المسيرة انطلقت من أمام وسط غزة، وجابت شوارع المدينة، قبل أن تنتهي أمام برج الشوا وحصري؛ حيث أقيم مهرجانٌ خطابي بمناسبة يوم القدس العالمي. وشارك ممثلون عن كافة القوى والفصائل الفلسطينية في المسيرة، التي رفعت خلالها يافطات تطالب بوضع القدس في سلم أولويات العرب والمسلمين، وتوجيه البوصلة لدعم المقاومة الفلسطينية، وانتفاضة القدس ونؤكد ان يوم القدس العالمي يبعث برسائل واضحة الى العدو الصهيوني مفادها بأن المقاومة مستمرة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين واقامة الدولة وعاصمتها القدس التي قدم شعب فلسطين الاف الشهداء من اجل تحريرها وطرد الغزاة الصهاينة وعودة الارض لأصحابها وفي هذه السنة يحضر شعبنا في فلسطين وشعوب العالم ليوم القدس العالمي تحية الى الشعب الايراني وكما نوجه التحية الى القيادة الايرانية وعلى رأسها آية الله خامنئي .
————————————————–
- ابوقاسم دغمش
الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية في فلسطين
عضو مجلس أمناء التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
بسم الله الرحمن الرحيم
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
يوم القدس العالمي ، يوم تجديد العهد مع فلسطين ويوم تصويب البوصلة نحو القدس
إنه لمن عظيم قدر الله تعالى لنا أن نكون من أهل الرباط والجهاد على ارض فلسطين، وأن نكون الشوكة في حلق العدو الصهيوني وحلفاؤه ، وفي شهر الجهاد والصيام والصلاة والقيام، تزداد التضحيات والبذل والعطاء من أجل تحرير الارض المقدسة من الغزاة المجرمين، ومن أجل إحياء قيمة القدس وفلسطين في نفوس الامة، جاء يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من رمضان، كنداء عالمي لايجاد صحوة حقيقية لقضية الأمة المركزية التي غابت عن نصرتها أمتنا العربية والإسلامية لسنوات طوال بفعل الاستعمار والاحتلال للدول.
فجاءت الثورة الإسلامية في إيران لتقلب الواقع وتلغي سفارة العدو الصهيوني لديها وتحولها لسفارة دولة فلسطين ويعلن الامام الخميني رحمه الله عن يوم القدس ليكون يوما لنصرة المستضعفين في العالم ويوما لفلسطين والقدس وتجديد عهد الوفاء والعمل لصالح دعم وإسناد المقاومة والشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال ومغتصبيه.
وشكل يوم القدس منذ ذلك الوقت تحولا كبيرا في واقع الأمة والعالم لما نراه من خروج عشرات الملايين لاحياء هذا اليوم المبارك في الجمعة الأخيرة من رمضان وهم يجددون دعمهم واسنادهم للقدس وفلسطين، و يجددون عهدهم نحو وحدة الأمة من أجل فلسطين ،و يرعبون العدو في مشاهد كبيرة نصرة القضية المركزية للأمة بأسرها .
وإننا من قلب فلسطين ومن غزة الإباء نعتز بهذا اليوم الذي أصبح يوما تتجسد فيه روح المقاومة والتحدي والصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال ومغتصبيه ، يعبر فيه شعبنا كما كل لحظة اروع صفحات العز والبطولة والفداء عبر دماء الشهداء وصمود الأسرى وتحدي المقاومة للٱلة الصهيونية العسكرية والدعم الامريكي والعالمي للكيان الارهابي.
يمثل يوم القدس العالمي، يوم رعب حقيقي للصهاينة واعوانهم ، كما أصبح رسالة نذير لكل متخاذل ومطبع مع العدو بأن هذا الكيان إلى زوال ومن يحالفه إلى زوال.
وسينتصر محور الحق وفي قلبه فلسطين والقدس ويفشل كل المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين وشعبها.
يوم القدس هو يوم الوفاء للشهداء الصادقين العاملين من اجل تحرير فلسطين، ولتؤكد ان القدس هي المحور التي تحتم على الأمة ان تجتمع حولها لنصرتها .
وإذ نوجه التحية من فلسطين والقدس ومن غزة المقاومة، لكل من يحيي هذا اليوم المبارك ويخرج نصرة لفلسطين، تحية للجمهورية الإسلامية في إيران ولجهدهم المؤثر المناصر لفلسطين والقدس ،تحية لكل صادق ومجاهد يعتبر القدس بوصلته وأن لقاءنا في القدس قريب لاشك فيه إن شاء الله ونحن اليوم نقترب من التحرير والنصر وسنصلي جميعا باذن الله في الأقصى مجتمعين .
————————————————–
- محمد ولد فال رئيس حزب الرفاه الموريتاني
ومنسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في موريتانيا.
كان الامام الخميني عليه رحمة الله ورضوانه مدركا لطبيعة الصراع مع الصهاينة واعيا بشكل عميق لابعاد المعركة معؤ هذا الكيان السرطاني البغيض حين ركز بذكائه وبعد نظره- منذو اللحظة الاولى لانتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 – على لب القضية الفلسطينية ومحورها الاساس وهو القدس. تلك المدينة الاسلامية المقدسة التي لا تعني فقط بالنسبة لنا الارض والحجر والشجر وانما تعني روح امة وضمير وعرض وشرف كل انسان مسلم حر تنبض في عروقه دماء العزة والكرامة والايمان.
و نظرا لما تمثله هذه المدينة من محورية في الصراع مع العدو ولكون السيطرة عليها وحسم المعركة بشأنها تعني نهاية الصراع مع هذه الدويلة ومشروعها التوسعي الاستيطاني. لم يدخر العدو الصهيوني ورعاته اي قوة ولا اي جهد ممكن من اجل مصادرة هذه المدينة وطمس هويتهاو السيطرة عليها بكل السبل والوسائل تارة بالابتزاز الرخيص وتارة باستعمال القوة الغاشمة للاعتراف بها عاصمة لدولة الكيان المزعوم، فضلا عن ما تقوم به جحافل العدو من اجرام ضد الفلسطينيين في الداخل لكسر شوكتهم واذلالهم حتى يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا للامر الواقع.
وقد جاءت توصية الامام الخالد الخميني رحمه الله في وقتها المناسب، و كرد طبيعي على الغطرسة والاستكبار العالمي المنحاز للظالم و حتى تبقي جذوة هذه القضية حية تنبض في الوجدان ولتبقي فلسطين وقدسها حاضرة في الميدان تتجدد كل عام مع الجمعة الاخيرة من شهر رمضان عبر مسيرات وانتفاضات شعبية عارمة في كل عواصم العالم لادانة الاحتلال المجرم وتذكير العالم بوحشيته وصلفه.
وبفضل وصية الامام تحولت قضية القدس وفلسطين الى نقطة لالتقاء المسلمين ومصدر وحدتهم وموعدا لتفاعل الشعوب الحرة مع مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والتصفية العنصرية.
وياتي تنظيم فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للقدس هذا العام في ظل المعارك البطولية الشجاعة التي يقودها ابناء مدن الضفة الغربية في فلسطين فمن المرابطة بالقدس الشريف التي ارعبت العدو الى العمليات الفدائية الشجاعة والتي كان آخرها قبل ايام العمليتان الفدائيتان في تل ابيب واللتان هزتا عمق الكيان واخرجت اجهزته العسكرية والامنية عن طورها لقوة هاتين العمليتين ونجاحهما في اختراق امنه الهش.
وبفضل وصية الامام الخميني هاهو الشعب الفلسطيني يخوض معركة التحرير جنبا الى جنب كل الاحرار في العالم وفي المقدمة محور المقاومة الشريف والذي افشل كل المشاريع القذرة التي تعرضت لها الامة طيلة العقد الماضي.
فتحية في هذا اليوم الاغر لكل المقاومين الشرفاء ممن انحازوا للحق ووقفوا الى جانب الضحية، وتحية اجلال واكبار للقائد والمرشد الاعلى الامام الخامنئ قائد الثورة الاسلامية في ايران على وقوفه الدائم والثابت الى جانب الحق الفلسطيني ودعمه له بكل ما يحتاجه رغم الضغط والحصار المشدد والتحية لجماهير الشعب الفلسطيني القابض على جمر القضية والعقيدة والمبدأ.
والحرية كل الحرية لاسرى فلسطين الابطال ممن يتعرضون لكل اشكال التنكيل والاذلال في سجون العار.
والرحمة لشهداء فلسطين القادة البررة وحينما نتذكر شهداء فلسطين و القدس نتذكر تلقائيا شهيدها وقائد طليعة شهدائها الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس وشهيد فلسطين الكبير الذي وهب حياته كلها لفلسطين والقدس حتى وصلت لما وصلت اليه فصائلها المسلحة من قوة الردع وتوازن القوة وتغيير في المعادلات.
وتأكيدا على استمرارية نهج هؤلاء الشهداء اتمنى ان يكون الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للقدس فرصة لدحر العدو واسقاط كل المخططات التأمرية التي تستهدف فلسطين والقدس.
————————————————–
- في يوم القدس العالمي…القدس تناديكم
د.ادريس هاني
منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في المغرب
عند آخر جمعة من رمضان، تحتفي الأمّة بيوم القدس العالمي، تنتعش ذاكرة المكان، ويعبق التّاريخ، ولا نحتاج أن نتذكّر، لأنّ ساكنة بيت المقدس النشامى، كانوا مع الموعد، منذ عقدوا العزم على أن يكونوا بنيانا مرصوصا أمام جيش الاحتلال، الذي أظهر بطشا مفرطا، بعد أن اجتاج المسجد، وعرّض المدنيين العزّل لأقصى أشكال التنكيل والضرب التعسفي، أمام مرأى ومسمع من العالم. هذه المشاهد التي تبدو مؤلمة، تحمل خلفها أملا، لأنّ المحتلّ في تصعيده الأخير يعبّر عن يأس وضعف، بينما كلما انتفض شعب الجبارين، كلمّا خطّأ حسابات المحتلّ.
لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تصفّي القضية الفلسطينية، طالما يوجد شعب حيّ، يعبّر كل آن عن عدالة قضيته، وطالما توجد شعوب عربية وإسلامية وعالمية تعبر عن أقصى التضامن مع هذا الشعب، وطالما بات القضية الفلسطينية أيام وأعياد ومواسم تنعش الذاكرة وتجعل تاريخ الكفاح الموصول حبلا بين الماضي والحاضر والمستقبل . إن انتفاضات واحتجاجات الأهالي في الأراضي المحتلّة، وكل إنجازاتهم البطولية خلال سنة من المواجهة غير المتكافئة، عزّزت مسيرة الكفاح المكللة بالآمال والرغبة في التحرر والتحرير، وقوضت مخططات كبرى آخرها صفقة القرن . ففي كل عام تزداد القضية الفلسطينية حيوية وإلحاحا، بينما تتراجع كلّ مبررات الاحتلال والتسويات غير العادلة، وتحرق طريقها نحو مزبلة التاريخ. لا تحتاج فلسطين إلا إلى قصيدة شعر لتقوم قومة فداء، لكن كم يحتاج الاحتلال من الإمكانات والبطش لكي يستمر في وجود مضطرب، وفي أفق مظلم ومستقبل غامض.
لا يحتاج أي شعب يرزح تحت الاحتلال أن يأتي بإثباتات على حقّه المشروع في مقاومة المحتلّ، بل إن انتفاضة الشعوب الحرّة في وجه الاحتلال، هي مكسب لتلك الشعوب، وتحسيس بعدالة القضية، ومحطّة تفرض تحقيق المزيد من التضامن. فبقدر الانتفاض تنضاف مكتسبات جديدة، وتلوح في الأفق تباشير النصر المؤزّر.
لم تخسر فلسطين شيئا مع تراجع التضامن العربي، وتدهور الصف العربي، وتنامي سياسات التطبيع، وتناقض المصالح العربية، بل لقد كان ذلك منعطفا ضروريا لإعادة ضبط إيقاع جديد للكفاح الفلسطيني، وبروز مشاعر التحدي أكثر لدى الشعب العربي في فلسطين، إدراكا منه بأنّه المعني الأوّل بالنهوض بقضيته، ومن خلال حضوره في مواقع التحدي يفرض على الضمير العربي إعادة فتح الحسابات الصحيحة من جديد، وإحياء مضامين الميثاق العربي، الذي أصبح بمثابة الفريضة الغائبة في سياق إقليمي ودولي صعب.
هناك ما يدعوا للتفاؤل، حيث يتزامن الكفاح الفلسطيني باستحقاقات التحول الدولي نحو نظام عالمي جديد، حتما سيكون في صالح القضية الفلسطينية، هذه الأخيرة باتت في وضعية صعبة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في ذروة التحكم الإمبريالي في المنطقة، وفي سياق محاولات إنشاء شرق أوسط جديد على حساب الحق الفلسطيني والحقوق العربية. وحيث أنّ المقاومة فرضت نفسها كعنصر أساسي في معادلة الصراع، فإنّ ما يبدو للبعض مؤشرا على تصفية القضية الفلسطينية، هو مؤشّر على منعطف قادم، سيحقق فيه الشعب الفلسطيني الكثير من المكتسبات والانتصارات.
وفي يوم القدس العالمي، الذي بات يوما من أيام الله في حياة الأمّة، ومكسب من مكاسب انبعاث عصر مناهضة الاستكبار العالمي، ليس لنا إلاّ أن نحيّي الأحرار في أصقاع العالم كلّه، مؤكدين على أنّ صبح الانتصار قريب، وربيع القدس قادم به ستينع وتنمو زهرة المدائن، لتنتصر إرادة الشعوب في وجه الاحتلال، وتسقط كل المخططات والمشاريع الاستكبارية في المنطقة، وكل عام وأنتم قدس وانتصار.
———————————————-
- حسين الربيعي
التيار القومي العربي في العراق وعضو مجلس أمناء التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
رمضان المبارك 1443
نيسان / ابريل 2022
يوم القدس
ووحدة المعركة
كما في كل عام نلبي دعوة الامام الخميني رضوان الله عليه للاحتفال بيوم القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان والتي جائت لدعم الشعب الفلسطيني والامة العربية واحرارها بتمسكهم بحقوقهم وارضهم ومقدساتهم، وعدم قبولهم التنازل او التفاوض او التصالح او الاعتراف بهذا الكيان الغاصب منذ قيامه عام 1948 وأكده مؤتمر الخرطوم بعد نكسة حزيران 1967.
ولا ننسى هنا ان هذه الذكرى في هذا العام يكون لها شكل اخر من الاحتفال تحت سقف أحداثيات جديدة في الارض المحتلة وفي المنطقة والعالم، احداثيات تعطي ملامح اكيدة عن بدء مرحلة جديدة سوف تؤدي الى استعادة الحقوق ونهاية كيانات الهيمنة والاستكبار، وفي مقدمتها كيان العصابات الصهيونية في فلسطين.
فبينما تتواصل انتفاضة الشعب الفلسطيني، وتتصاعد مقاومته توائما مع تعاظم امكانات المقاومة العربية في لبنان بقيادة حزب الله، وتعزيز انتصارات سورية قلعة المقاومة الاولى في مواجهة المؤامرة الارهابية والاحتلالين الامريكي والتركي، وتمكن اليمن في اجبار انظمة تحالف العدوان على طلب الهدنة عبر قناع الامم المتحدة بعد ان تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من توجيه ضربات ماحقة لمؤسسات واهداف استراتيجية داخل للكيانين السعودي والاماراتي بالاضافة الى تحرير مدن ومناطق متعددة من الاحتلالين السعودي والاماراتي، كما يتزايد رفض الشعب العراقي محاولات التطبيع وتتعاظم مطالبه بطرد القوات الامريكية من قواعدها ومراكزها العسكرية والمخابراتية ليتناغم مع ازيز الصواريخ الاسلامية التي ضربت اوكار مخابرات الكيان في اربيل ومع العديد من عمليات المقاومة العراقية الباسلة.
ان معنى دعوة الامام الخميني قدس سره للاحتفال بيوم القدس كما نفسرها نحن في التيار القومي في العراق، هي دعوة لوحدة المعركة بين فصائل وقوي وحركات التحرر الوطني والمقاومة ضد قوى الهيمنة والاستكبار والاحتلال تحت سقف “ان ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة”، ومن هنا نرى إن واجبنا جميعا ان نقف مع فلسطين ونصطف مع انتفاضتها الشعبية ومع مقاومتها المسلحة، وان هذا الوقوف وهذا الاصطفاف يتجلى باحسن صوره حينما نتصدى كل في ساحته لقوى الاستكبار ومقاومة قوات الاحتلال الامريكية والغربية التي تظم غالبا جنود وضباط من الجيش “الاسرائيلي”، والتي تنتشر في اكثر من ساحة في اقليمنا الذي نعيش فيه، خصوصا تلك التي تحتل العراق وتحتل مناطق في سورية، وتتدخل في اليمن دعما للعدوان الغاشم على شعب اليمن وضد ارادته كما تتدخل في اكثر من مكان في بلادنا العربية والاسلامية، ونذكر هنا ان من اهم اهداف الاحتلال الامريكي للعراق هو حماية امن الكيان الصهيوني.
وللدلالة على صحة هذا الرأي استرشد بمقولة مرشد الثورة الاسلامية الامام السيد علي خامنئي التي جاء فيها:
“إنّ قضیّة القدس و یوم القدس و أحدث فلسطین، هی تلك النقطة التي ينبغي فيها على مستضعفي العالم أن یهتمّوا بتحطيم و سحق ظهور مستكبري العالم الكبار، وعلى رأسهم الإمبريالية الأمريكية وعملائها الصهاينة”.
ان من حقنا جميعا ان نتكاتف ونتعاون، ونتحالف تحت شعار وحدة المعركة، لأن هذه المعركة واحدة .. بل اننا جميعا ملزمون شرعيا وقوميا وإسلاميا وإنسانيا ان نقف مع الشعب الفلسطيني وان تكون القضية الفلسطينية بالقول والفعل قضيتنا الأولى .. وان من حقنا جميعا ان ندعم بعضنا البعض وفي كل الساحات لمواجهة الاخطار معا فان الكيان الصهيوني لم يصنعه غير الاستعمار الغربي، ولم يمكنه من البقاء غير الدعم الامريكي الغربي، لانه كما وصفه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر “مخلب قط للاستعمار” .. ولكي نكسر مخلب القط هذا، علينا بالقط نفسه نلاحقه اينما حل في بلادنا.
واذا اشير في الختام لمسؤولية جمهورية ايران الاسلامية في دعم الشعوب المستضعفة كما اوصى بها إلامام الخميني “(إننا سنمنع بكل وجودنا وطاقاتنا توسع الابتزاز الأميركي وتوسع حصانة عملاء أمريكا، حتى لو اقتضى الأمر منا الكفاح بالقوة”، حيث لم تتوانى القيادة الايرانية في تقديم كل انواع الدعم والتأييد للشعب والمقاومة الفلسطينية … فان يوم القدس يجب ان يكون فعالية مستمرة داعمة لنضالات وجهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته من اجل اقامة استعادة فلسطين واقامة دولتها وعاصمتها القدس .
المجد والخلود لشهداء فلسطين.
———————————————–
- ابراهيم حامد
قيادي في المعارضة الاريترية
منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
فرع إرتيريا
17\4\2022
الموافق 16رمضان ١٤٤٣هجرية
بيان بمناسبة يوم القدس العالمي:
القدس أقرب—القدس تجمعنا:
الحمدالله والصلاة والسلام علي سيد الأنبياء والمرسلين نبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وسلم وعلي آل بيته الاطهار.
في البدء للجميع احر التهاني والتبريكات بشهر الصوم شهر رمضان المعظم.
شهر الجهاد ضد ملذات النفس وشهواتها.شهر الجهاد لاعلاء كلمة الحق ونصرة المستضعفين في كل بقاع الأرض.
إن علاء كلمة الحق تحتاج للتمعن والتدبر وتحتاج للبذل والاستعداد والتضحية لمن له قضية ونحن كمقاومة ضد الظلم والاستكبار لنا قضية مركزية وهي ضحية التأمر والاستكبار ألا وهي القضية الفلسطينية فهي قضية كل إنسان يعيش علي هذه المعمورة فهي قضية شعب يواجه استيطان وتهويد لشخصيته الاسلامية والعربية من قبل عصابات مصنوعة من دوائر استعمارية فما يسمي الكيان الاسرائيلي البغيض هو اداءة من أدوات الصهيونية والدوائر الامبريالية ومشروع الكيان الاسرائيلي هو مشروع قائم علي إغتصاب حقوق الاخر .ولكن ومهما تجبرت الصهيونية ستواجه بمشروع مناهض ومقاوم لاحلامها .فمشروع المقاومة الشريفة هو مشروع ممتد ومتجذر في عقول و فكر واجساد المقاومين. وعندما انتصرت إرادة التحرر وكسر القيود وانتصرت الثورة الاسلامية في الجمهورية الاسلامية الايرانية اسست هذه الثورة مدرسة للمقاومة للاستكبار وكانت دعوة قائد هذه الثورة الإمام الخميني ان تظل القضية الفلسطينية قضية كل حر وشريف ولتجديد هذه المعاني اختار الإمام الخميني ان تكون أخر جمعة لشهر الجهاد شهر الطاعة والصوم لشحذ همم المسلمين والعالم بان هذه الجمعة الأخيرة من رمضان هي جمعة فلسطين وايمانا منا بهذه الدعوة نجدد العهد والولاء لفلسطين فالقضية الفلسطينية هي التي تجمعنا والقدس قبلتنا والاقصي هو محرابنا .
فالقضية الفلسطينية ومهما تكالبت عليها دوائر الشر هنالك عيون تحرسها واجساد تقاوم فداء لمقدساتها.واليوم نرأي بأن تجديد الولاء في هذا اليوم يوم القدس العالمي أخذت تلوح بشائر نصره. فالكيان ا لاسرائيلي البغيض يعيش هذه الأيام لحظات فنائه الحقيقي نتيجة استبسال وتضحيات الشعب الفلسطيني وتقف الي جانبه المقاومة في بقاع الأرض.فهنئيا لفلسطين وشعبها وهنيئا للمقاومة الشريف وهما يحققان الانتصارات وإن ساعة النصر والخلاص آتية لاريب فيها.
النصر لفلسطين.
والهزيمة والعار للصهيونية وعملائها.
—————————————-
- طارق ناصر ابوبسام
منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في الجمهورية التشيكية
براغ، الأربعاء، 20 نيسان، 2022
في يوم القدس العالمي
نحتفل ويحتفل معنا العالم العربي والإسلامي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك في كل عام، في اليوم الذي جاء استجابة لنداء وصرخة زعيم وقائد الثورة الإسلامية في ايران، سماحة أية الله العظمى الإمام الخميني، بعد الاطاحة بنظام شاه ايران، وانتصار الثورة الإسلامية.
هذا النداء الذي دعا فيه سماحته، كافة شعوب العالم والمسلمين في كافة انحاء المعمورة، الى الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم والدفاع عن حقوقه، والى جانب القدس المغتصبة من اجل تحريرها.
ومنذ ذلك الوقت اصبحت الاحتفالات تعم كافة انحاء العالم نصرة للشعب الفلسطيني وتزداد عاما بعد عام.
وفي هذه المناسبة العظيمة، اتوجه بتحية الاكبار والتقدير لروح سماحة الإمام الخميني صاحب هذا النداء، والتحية للجمهورية الإسلامية في ايران، قيادة وشعبا وجيشا وحرسا ثوريا، وفي المقدمة منهم وعلى رأسهم سماحة الإمام علي خامنئي قائد الثورة، الذين وقفوا بصلابة وقوة بالافعال، لا الاقوال، الى جانب الثورة الفلسطينية والدفاع عن سوريا والعراق واليمن ولبنان وعن كافة المظلومين في العالم. حيث قدمت ايران وما زالت تقدم دعمها اللا محدود للمقاومة الفلسطينية وفصائلها المختلفة وامدتها بالسلاح والخبرات، وشعبنا الفلسطيني والعربي مازال يذكر ذلك اليوم العظيم الذي اغلقت فيه ايران السفارة الصهيونية في طهران وطردت الدبلوماسيين الصهاينة واعلنت الموقع سفارة لدولة فلسطين ورفعت العلم الفلسطيني، عليه وقد تم هذا في الوقت الذي توقع فيه اكبر دولة عربيه (مصر) اتفاقيات كامب ديفيد وتفتتح سفارة لدولة الكيان في القاهرة يرتفع عليها العلم الصهيوني نعم انها المفارقة التاريخية.
وفي هذه المناسبة، يوم القدس العالمي، لا بد ان نتوقف بعجالة امام القدس ولماذا تكتسب هذه الأهمية على الصعيد العالمي، خاصة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث.
بالنسبة للمسلمين
القدس هي بوابة الأرض الى السماء، الاسراء والمعراج، وقوله تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).
وهي اولى القبلتين وثالث الحرمين، ولذا تكتسب القدس قيمة رمزية ودينية كبيرة لدى الشعوب المسلمة حباها بها الله عز وجل.
اما اليهود، فيعتبرونها عاصمتهم الدينية واصبحت اقدس المواقع عندهم بعد ان فتحها النبي داوود وجعل منها عاصمة اسرائيل الموحدة في سنة 1000 قبل الميلاد وان ابنه سليمان اقام الهيكل كما تنص التوراة. اليهود يعتبرون انهم عاشوا في هذه المنطقة منذ 3000 عام ويعتبرون أنفسهم اصحاب الأرض بينما الحقيقة تقول ان اصحاب الأرض الحقيقيين هم الفلسطينيون التي تمتد جذورهم الى يابوس وكنعان، وهم من بنوا مدينة القدس في الألف الخامسة قبل الميلاد وسكنوها قبل اكثر من الفي عام من وجود اليهود فيها.
اما بالنسبة للمسيحيين فهي مهد المسيح عليه السلام ومكان ولادته، ولها رمزية ودلالة كبيرة لديهم ويحجون اليها من مختلف انحاء العالم. وفيها كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس، وهي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وتعتبر أقدس الكنائس المسيحية والأكثر أهمية في العالم المسيحي وتحتوي الكنيسة وفق المعتقدات المسيحية على المكان الذي دفن فيه يسوع عليه السلام، واسمه القبر المقدس.
نعم انها المكانة الدينية التي تحظي بها المدينة ولا تحظي بمثلها اية مدينة اخرى في العالم وهذا ما جعلها مركز الاهتمام العالمي من ناحية وصراع القوى من ناحية ثانية.
وتجدر الإشارة إلى أن مساحة القدس القديمة (المركز) اقل من 1كم مربع وهي بحدود 900 متر مربع.
واذا ماقمنا باستعراض تاريخ القدس نستطيع القول بشكل موجز، تعرضت المدينة في تاريخها للتدمير مرتين وتمت اعادة بنائها.
حوصرت المدينة عبر تاريخها 23 مرة، تعرضت للغزو 44 مرة ، تمت مهاجمة المدينة اكثر من 52 مرة.
تعتبر مدينة القدس نقطة محورية وجوهر الصراع الصهيوني العربي في المنطقة.
بعد هزيمة عام 1967 استولت دولة الكيان على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقامت بضمها لدولة الكيان معتبرة إياها جزءا لا يتجزأ منه، رغم عدم اعتراف الأمم المتحدة والكثير من دول العالم بهذا القرار، الا ان دولة الكيان ضربت بكل ذلك عرض الحائط مدعومة في ذلك من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. مما جعلها تتمادى في سياساتها، حيث قامت بتاريخ 31/7/1980 باتخاذ قرار في الكنيست الصهيوني يقضى باعتبار القدس العاصمة الموحدة لدولة الكيان.
ومن المعروف ان اغلبية المؤسسات الرسمية والحكومية لدولة الكيان مثل (الكنيست، مجلس الوزراء، المحكمة العليا وغيرها تقع في القدس الغربية).
يأتي الاحتفال بهذه المناسبة في العام في ظل ظروف وتطورات كبيرة تشهدها المنطقة والعالم اجمع، تطورات على صعيد محور المقاومة من جهة والتطبيع الجاري من جهة أخرى، وتطورات على صعيد الحرب الدائرة في أوكرانيا
وقد تمثلت هذه التطورات على صعيد محور المقاومة بمايلي:
أولا، في فلسطين. لقد شهدت فلسطين في هذا العام تطورات كبيرة وهامة تجاه تصعيد المواجهة مع المشروع الصهيوني من قبل الشعب الفلسطيني وقد تمثل ذلك في هبة جماهيرنا في القدس والشيخ جراح والنقب والمشاركة القوية والفاعلة من جماهير شعبنا في الـ 48 .
كما شهد هذا العام المواجهات الكبيرة في جنين ونابلس والخليل وبيت لحم وقراها، حيث تصاعدت العمليات الكفاحية في العديد من المناطق، وتوجت بمعركة سيف القدس، التي لبت فيها الفصائل المقاومة في قطاع غزة نداء القدس والاقصى وبدأت بقصف دولة الكيان بالصواريخ، وهذا يحصل للمرة الأولى أن تبدأ المقاومة المعركة وتتحكم بمسارها بداية ونهاية، واستطاعت ان تفرض معادلات جديدة على العدو وحققت الكثير من الإنجازات اهمها:
انها اكدت وحدة الشعب والأرض، واثبتت هشاشة الكيان الصهيوني، كما اكدت ان الشعب الفلسطيني يملك من العزيمة والإرادة والصمود ما يمكنه من الانتصار على العدو، واثبتت انه لا أمن ولا إستقرار لدولة العدو، و ادخلت الملايين الى الملاجيء تحت الأرض في سابقة لم تحصل بهذا الحجم من قبل، ومن المعروف أن ابا عبيدة هو من كان يحدد ساعات منع التجول ورفعها. ورسمت علامة استفهام كبرى حول مستقبل دولة الكيان!!!.
نعم انها معركة شكلت فخرا للفلسطينين والوطنين العرب، رغم ما حملته من خسارة تمثلت باستشهاد وجرح العديد من المقاومين الابطال ومن ابناء شعبنا، وتدمير للبيوت والمؤسسات. لكننا نقول ان هذا هو ثمن الحرية وتحرير الوطن.
ولا شك ان عملية نفق الحرية البطولية جاءت، أيضاً، لتسجل نصرا جديدا للمقاومة عندما استطاع 6 من المقاومين الابطال تحرير انفسهم من السجون، وعلى الرغم من اعادة اعتقالهم، الا انها قدمت دلالات كبيرة وحملت معاني كثيرة أصبحت معروفة للجميع. اضافة الى كل هذا، جاء تصاعد العمليات الكفاحية النوعية في القدس والنقب وتل ابيب وبني براك والخضيرة والمقاومة الباسلة في جنين وباقي المدن والقرى الفلسطينية لتؤكد حقيقة واقعة، اننا اليوم اصبحنا اقرب الى تحرير فلسطين ولم يعد ذلك وهما وهذا ما تشير له الكثير من المعطيات.
ثانياً، في سوريا، لقد صمدت سوريا في مواجهة الحرب الكونية ضدها منذ اكثر من 11عاما
ورغم ان الحرب لم تنتهي كليا، الا ان سوريا حققت انتصارا بفعل صمود وتماسك شعبها وجيشها وقيادتها، وما زيارة الرئيس السوري بشار الاسد مؤخراً الى دولة الإمارات والاستقبال الحافل له الا مؤشر واضح على بداية فك الحصار العربي عن سوريا وهذه البداية، ولن يطول الزمن حتى نرى سوريا تعود لتحتل موقعها الطبيعي في الجامعة العربية، وقد يكون ذلك من خلال قمة الجزائر القادمة، والتي تبذل القيادة الجزائرية جهودا جبارة من أجل ذلك وتعلن بوضوح انه لا قمة دون سوريا.
ثالثا، في اليمن، صمد الشعب اليمني وجيشه وقيادته، وقاتل ببسالة وشجاعة قل نظيرها واستطاع ان يحقق المعجزات ويجبر السعودية ومن معها على التراجع واستطاعت الصواريخ اليمنية ان تدك العاصمة السعودية والإماراتية وتطيح بعاصفة الحزم.
رابعا،على الصعيد اللبناني، استطاع حزب الله الصمود وكسر كافة المحاولات التي استهدفت النيل منه وشيطنته، وهاهو يزداد في كل يوم قوة ويفرض معادلاته على العدو، ويكفي الاشارة إلى ماجاء في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله مؤخراً، عندما اعلن امتلاك حزب الله للصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة وتصنيعها محليا والاكتفاء ذاتيا.
خامساً، في العراق، لقد أفشلت قوى المقاومة العراقية المؤامرات السياسية التي استهدفت ولا زالت وحدة العراق وسيادته، وافشلتها، ليس هذا فحسب بل استطاعت ان توجه العديد من الضربات للقواعد والمراكز الامريكية هناك.
سادساً، في ايران، لقد صمدت القيادة والشعب الإيراني في مواجهة الحصار المستمر عليها، واستطاعت ان تفرض على الولايات المتحدة بدء المباحثات من اجل العودة للاتفاق النووي التي انسحبت منه سابقا واصبحنا الآن على ابواب التوقيع رغم بعض الصعوبات.
وليس هذا فقط وهانحن اليوم نرى ايران ترد الصاع صاعين على الاعتداءات على اراضيها وهذا ماحصل مؤخرا في ضرب اوكار التجسس في اربيل. والى جانب ذلك نسمع اليوم تصريحات السيد رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو يقول ان اي اعتداء على ايران سنرد عليه في قلب الكيان في رسالة واضحة لدولة العدو وحماتها في الولايات المتحدة.
واذا كان هذا مايحدث على المستوى العربي والإقليمي، ويؤكد الإنجازات التي حققها محور المقاومة، لابد ان نشير إلى التطورات العالمية وما يجري في أوكرانيا والصراع الدائر الآن بين الولايات المتحدة والناتو ومن معهم من ناحية في مواجهة روسيا ومن معها من ناحية أخرى، حيث تقوم روسيا الان بالدفاع عن وجودها من ناحية وتدافع عن المباديء والقيم في مواجهة الغطرسة والنفاق الأمريكي، وتعيد رسم خرائط العالم الجيوسياسية من جديد.
نعم نحن نمر الآن أمام حرب عالمية ثالثة اشعلتها وحضرت لها منذ سنوات الولايات المتحدة وحلفاءها.
ونحن الآن امام عالم جديد ولن يكون مابعد الحرب كما قبلها .
روسيا خاضت هذه الحرب مجبرة ولم يكن لديها خيار اخر، وسوف تنتصر فيها رغم كل الحشد السياسي والاعلامي والعسكري والعقوبات الغير مسبوقة ضدها
روسيا تعرف ماذا تريد وكيف تخوض هذه الحرب وليس امامها من خيار سوى خيار الإنتصار، وهزيمة الولايات المتحدة كونها لن تكون القطب الأوحد الذي يقود العالم وسنكون امام عالم جديد متعدد الأقطاب، وبعد الإنتصار الروسي ستقوم العديد من الدول بتغيير مواقفها وفي مقدمتها الدول الحليفة، عندما تدرك المتغيرات والحقائق على الأرض وتتخلص من الهيمنة الأمريكية
لا شك اننا امام مرحلة جديدة يتوجب علينا الاستعداد والتعاطي معها حتى لا يفوتنا القطار.
وكما قال بوتين انها معركة تصحيح التاريخ ومعركة انهاء الهيمنة الامريكية على العالم
وعلى الجميع ان يحدد موقفه
اما ان تكون مع امريكا وبطشها ومعاييرها المزدوجة واحتلالها لأراضي الغير واستغلالها لثرواتهم. وإما ان تكون في مواجهتها والتصدي لها
ولم يعد مجالا للموقف الوسط
وفي هذه المناسبة العظيمة ندعوا لوحدة كافة القوى الفلسطينية على اساس برنامج مقاوم يرفض الاستسلام والتنازلات ويقوم على أساس الشراكة.
بالمقاومة والوحدة نحقق الإنتصار.
في الختام
تحية للقدس في يوم القدس
تحية للشعب الفلسطيني المنتفض في القدس والمقاوم في كل مكان
تحية لكل المتضامنين مع شعبنا من أجل نيل حقوقه
والتحية الخاصة في هذا اليوم للجمهورية الإسلامية في ايران وقيادتها وشعبها وجيشها
والرحمة كل الرحمة لروح الإمام الخميني صاحب هذه الصرخة
والحرية لفلسطين والأسرى
والمجد للشهداء.
—————————————-
- الدكتورقيصرمصطفى
أمين سر التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
في يوم القدس العالمي، عن القضية الفلسطينية : ماضيها وآفاقها بين الصديق والعدو
في هذه الأيام، يقف العالم كله ومعه الفلسطينيون وقفة تأمل واعتبار أمام قضية هي الأكثر عدالة في التاريخ والاوضح مظلومية. ونحن جميعا أمام اختبار أخلاقي لنحدد المواقف ونرسم وبجدية خطوطا استراتيجية جديدة تمكننا من أن نخطو خطوات هادئة مطمئنة واثقة، بحيث تمكننا من التطلع إلى نصر مؤزر يمكننا من استرجاع حقوقنا المسلوبة والعودة إلى قرانا ومدننا المسلوبة وطرد العدو الغاصب منها.
علينا أن نفهم أن هذا لن يكون بالمطلق اذا بقينا على مانحن عليه من تفرق وتشرذم وضبابية معتمة مازلنا نضعها على أعيننا لنخفي فيها عجزنا وتقصيرنا.
لا نميز بسببها بين عدو وصديق، ولانفرز قوانا العاملة بأجواء تمنعنا من رؤية الماضي الذي اخترقت فيه صفوفنا وتبددت فيه كل آمالنا بتحقيق اي نصر. واذا ما تحقق هذا النصرفلا نبني عليه، ولا نؤسس من خلاله للانطلاق من جديد.
كنا دائما مخدوعين بحكامنا العرب، ويبدو أننا مازلنا كذلك حتى وقع مالم نتنبه لابعاده واخطاره. وكان التطبيع ذلك الذي ماكان الا تحالفا حقيقيا مع العدو ابتداء من مدريد ومرورا باوسلو حتى انتهينا إلى مانحن فيه من تخبط ارعن متخاذل، وسط رياح عاتية ما أن تلوح فيها بيارق نصر هاتفة عبر بطولات نادرة ابتداء من نفق الأبطال الستة، وصولا إلى بطل يافا، ونحن مازلنا نوظف من حيث ندري ولا ندري الافخاخ الفتنوية التي نصبها لنا العدو، وبأيد عربية متواطئة، وسلطة وقحة تنسق مع العدو جهارا نهاراً.
إذن نحن مازلنا نتخبط، ولابد لنا من وضع حد لهذا التخبط القاتل، حتى نفرز قوانا ونستعد الخونة والمتواطئين ونحدد عدونا من صديقنا، لكي نبني علاقات جديدة.
لا بد من انطلاقنا بها منذ اليوم الأول لنجاح الثورة الإيرانية التي طردت من أرضها السفير الصهيوني الذي انتقل فورا من طهران إلى القاهرة ومكة، ثم إلى عمان والبحرين وقطر، وبعد ذلك استطاعت امريكا التلاعب بنا حتى وصلت بنا إلى تصوير إيران على أنها العدو.
إنحرفنا بالبوصلة لمحاربتها والتآمر عليها، وفي هذه الاثناء انطلقت الصرخة المدوية بتخصيص الاسبوع الاخير من شهر رمضان المعظم للقضية الفلسطينية، حيث نحشد ونجند ونعيد الحسابات وسط عواصف عاتية من الكيد التطبيعي والتآمر العربي السلطوي الغادر.
نعم نحن مازلنا قادرين على تجنيد الجماهير العربية لتلتف حول الثورة، وما زلنا قادرين على ذلك بالتعاون مع الحليف الإيراني والمناضل السوري والبطل اليمني ومجاهدي حزب الله، لنتخلص أولا من السلطة المتآمرة والمتمادية بالتآمر مع العدو، وتلك الحركات المشبوهة التي مازالت تتحدث عما تصفه بحدود ال٦٧ حيناً، وحل ما يوصف بالدولتين حيناً آخر، ثم الترويج له بنذالة، ووقاحة.
نعم علينا أن نبني من جديد وعلى خطى الابطال الستة أصحاب النفق المعجزة، وخطى بطل يافا، ثم التنسيق مع الحلفاء الذين أشرنا اليهم بدون تباطؤ وتردد. تلك هي طريقنا إلى النصر، ولا طريق سواه. الذي أخذ بالقوة لايستعاد ويسترجع الا بالقوة، وتلك هي طريقنا الوحيدة فلنسلكها بشجاعة الابطال الشرفاء وثورة حتى النصر.
—————————————–
- يوم القدس العالمي
أ.قاسم صالح
أمين عام المؤتمر العام للاحزاب العربية
عضو الأمانة العامة للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
القدس في قلوبنا ووجداننا
مقدمة:
يتزامن احياء يوم القدس العالمي هذا العام مع حصول تطورات على المستوى الفلسطيني وإلاقليمي والدولي ، يتمثل أبرزها في تصاعد عمليات المقاومة داخل الأراضي المحتلة ، ونضوج الظروف لانطلاق انتفاضة شعبية ثالثة رغم التشرذم السياسي الفلسطيني, وتغير موازين القوى والردع مع جيش الاحتلال .
كما إنها تتزامن مع اقتراب الجمهورية الإسلامية من انجاز إعادة احياء الاتفاق النووي مع الاوروبين واستتباعا مع الولايات المتحدة الاميركية التي انسحبت بصورة احادية عام 2016.
وخروج سورية من تداعيات الحرب الكونية التي استهدفتها متعافية بعد دحر الجماعات الارهابية. فضلا عما حققته المقاومة اليمنية من انتصارات ملحمية.
بالاضافة الى انهيار الطموحات الصهيونية لتوسيع دائرة الدول المنخرطة في ما عرف باتفاقيات ابراهام, لتكريس وجودها في المنطقة.
في ظل ازدواجية المعايير السياسية والعسكرية والإنسانية التي كشفت ادعاءات الغرب الكاذبة والتي ظهرت في موقفهم من الحرب الروسية الأوكرانية التي تشكل البوابة الأكبر لتغيير النظام العالمي واسقاط الاحادية القطبية وارسائه على اساس تعدد القطبية في العالم .
لكن الأهم ان كل الدعاية الصهيونية االأمريكية والمليارات التي دفعت من أجل تشويه وإلغاء يوم القدس العالمي لم ولن تنجح واستمر إحياء الجمعة المقدسة العظيمة في دول العالم العربي والاسلامي , لأن فلسطين ليست مجرد صورة مشرقة أو خارطة ملونة, أو حفنة من تراب, بل هي متجذرة في قلوبنا ووجداننا . وتحريرها واجب مقدس . وجهاد المؤمنين سيؤدي الى القضاء على الصهاينة الوجه الحقيقي للإرهاب الممنهج.
– لماذا يوم القدس ؟
مثلت القضية الفلسطينية عموماً والقدس بصورة خاصة أبرز اهتمامات القيادة الإيرانية بعد ان انتصرت ثورتها ورأت النور في 11شباط عام 1979, حتى بات الدفاع عن هذه القضية وتبنيها على راس الأولويات الاستراتيجية والسياسة الإيرانية وتم طرحها في كل المحافل الدولية , وبات نجاح الثورة الإسلامية حدثاً لايمس الداخل الوطني الايراني فحسب بل شكلٍ تحولا جيواستراتيجيا أرخى بظلاله وتأثيره اقليمياً ودوليا وفرض نفسه على طبيعة التحالفات التي تبدلت منذ اللحظة الاولى وشكلت القضية الفلسطينية عنوانا رئيسا للصراع.
وتمثل هذا التأثير في صورتين لايمكن وصفهما بالرمزية الشكلية, بقدر مايمكن تصنيفهما كمتغيرين تركا تأثيرهما المباشر على مسار الصراع الفلسطيني الصهيوني .
فشكل إعلان قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام اية الله الخميني “قدس سره” في بيان أعلنه بتاريخ 13 رمضان 1399هـ، الموافق 7 أب 1979م ، داعيا الى تبني آخر جمعة من شهر رمضان لإحياء يوم القدس العالمي ،وتخصيصه لزرع الوعي في ذاكرة المسلمين واحرار العالم .
وإعداد أنفسهم ليكونوا متهيئين لمواجهة أعدائهم حيث أكد في بيانه : “إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
والطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة – إسرائيل – ومؤيديها”.
ويعود السبب في اختيار هذا اليوم, أي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، والتي تسمى بالجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع سابقا، لتذكير المسلمين بعد شهرٍ حافل بالصوم والعبادة وصالح الأعمال بقضية القدس والأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين وفلسطين السليبة، وما يمارسه الصهاينة في هذه البقاع الطاهرة من جرائم إرهابية غير إنسانية تهدف الى تهويد مدينة الأنبياء وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية فيها ، وجعلها عاصمة أبدية لكيانهم المغتصب.
لذلك قرر الإمام الخميني “قدس سره “جعل هذه الجمعة الاخيرة يوما عالميا للقدس الشريف.
ولا بد لنا من الحديث عن العوامل المهمة التي دفعت الإمام لتبني هذه القضية, فمنذ استقباله للزعيم الفلسطيني “ياسر عرفات” في 17 شباط 1979، والذي كان أول ضيف يزور إيران بعد ستة أيام من إعلانه انتصار الثورة الإسلامية من العام ذاته، وقيامه خلال زيارته برفع العلم الفلسطيني على مقر ” البعثة الاسرائيلية” في طهران، بعد أن وجه الإمام بجعلها مكتبا لمنظمة التحرير الفلسطينية .
وبعد اجتماعات مكوكية في طهران واتصالاتها ببعض دول الطوق وفي مقدمتها سورية ابتداء من أيلول 1979, لتنظيم حملة سياسية وإعلامية قادتها إيران لمواجهة اتفاقية كامب ديفيد الخيانية ،منذ ذلك التاريخ أصبحت القضية الفلسطينية الشاغل الأول للجمهورية الإسلامية في إيران، ومحور تحركاتها وسياساتها الإقليمية والدولية، ليؤكد كل ذلك تحول إيران الى حاضن رئيسي ومركزي لمحور المقاومة والممانعة في المشرق العربي، والداعم الفعلي المناوئ لعربدة الكيان الصهيوني وغطرسة الإمبريالية الاميركية.
أما الصورة الثانية التي تظهر التحولات التي افرزتها الثورة في إيران, هو تشكيل فيلق عسكري داخل الحرس الثوري الإيراني, يعرف باسم “فيلق القدس” وتكون مهمته تحرير القدس وتقديم كل مايلزم لدعم الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في مسار صراعها مع الكيان المغتصب ومن خلفه الدول الداعمة له.
فيلق القدس الذي كان له دور كبير في مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين وجنوب لبنان ومواجهة الاحتلال الأمريكي والارهاب التكفيري في سورية والعراق حتى ان قائده الشهيد الكبير قاسم سليماني كان من اوائل من حاربوا الارهاب في سورية وساهم في مواجهة الجيش الصهيوني في حرب تموز 2006التي شنها على لبنان.
فشكل فيلق القدس خطراً وجودياً على لمصالح والاطماع الصهيونية والغربية والامريكية في منطقتنا ووضعت كل الامكانات لمحاربته فاستهدفوا القائد سليماني بعملية اغتيال غادرة فارتقى شهيداً على مذبح فلسطين.
بناء على ماسبق، يمكن القول بأن تبني طهران وقائد ثورتها لجمعة القدس تشكل ترجمة عملية لموقف المظلومين والمقهورين والمستضعفين والمعذبين في الأرض من الظلم والظالمين والطغاة والمتجبرين بمختلف تلاوينهم ومشاربهم، وليس هناك من ظلم أبشع من تشريد شعب من أرضه بدون وجه حق، وتوطين شعب في غير أرضه بقوة وجبروت طغاة الإمبريالية العالمية، لذلك تبرز أهمية يوم القدس في النواحي التالية:
1.على المستوى الديني: إبراز أهمية المنزلة الرفيعة لمدينة القدس لدى المسلمين والمسيحين وكل المؤمنين بمختلف توجهاتهم وطوائفهم ومذاهبهم، والدعوة الى تحرير اراضيها المقدسة التي تعني جميع شعوب العالم كالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وجميع دور العبادة التي تتضمنها وإبقائها في وجدانهم وذاكرتهم، وتوضيح مدى أهمية الحفاظ على هذه الأماكن المقدسة وعدم التفريط فيها، مهما كانت الأسباب والمغريات والضغوطات.
2.على المستوى السياسي: التأكيد على عدم مشروعية الكيان الصهيوني المحتل، ووجوب التحرك الجاد على الأصعدة كافة لفضح جرائمه وتطهير القدس من رجسه . وإيقاف الحفريات الرامية الى هدم المسجد الأقصى وطمس معالمه، وإيقاف مشروع حذف فلسطين من خارطة الجغرافيا العالمية، والمطالبة بالحقوق القانونية المشروعة للشعب الفلسطيني المظلوم.
3.على المستوى الدولي : توحيد كلمة المستضعفين في شتى ارجاء
المعمورة وضرورة التلاحم فيما بينهم لمواجهة مخططات ودسائس القوى الإستكبارية، التي تستهدف تمزيقهم ونهب ثرواتهم واحتلال أرضهم والتحكم بمصيرهم، وهذا يبرز في قول الإمام الخميني: “يوم القدس، يوم يجب أن تتحدد فيه مصائر الشعوب المستضعفة، يوم يجب فيه أن تعلن الشعوب المستضعفة عن وجودها في مقابل المستكبرين، يوم القدس يوم يجب أن نُخلّص فيه كل المستضعفين من مخالب المستكبرين، يوم يجب أن تعلن كل المجتمعات الإسلامية عن وجودها وتطلق التحذيرات الى القوى الكبرى”.
4.فضح الدول والأنظمة المتعاملة مع الكيان الصهيوني المغتصب , وافساح المجال للشعوب كي تعبر عن إرادتها ورأيها تجاه القضية الفلسطينية، وإشعار الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم في ميدان المواجهة مع الكيان الصهيوني، خصوصاً بعد تخلي قادة العرب عن القضية الفلسطينية، وتحويلها الى مجرد مشكلة اقتصادية وحقوقية تخص الفلسطينيين، وفق ماسعت له الماكينة الدعائية السياسية الأمريكية والصهيونية وبتوظيف المال الخليجي لسلب البعد العالمي الذي أكسبها إياه يوم القدس، بالتزامن مع النجاح الذي حققه المفاوض الصهيوني في تفكيك تلازم وتوحد المسارات في أي حل شامل لقضايا الصراع العربي الصهيوني، واستبدالها بمعزوفة المفاوضات الثنائية والحلول والصفقات الأحادية، بالانفراد الصهيوني مع كل دولة من دول الطوق على حدة، ابتداءً باتفاقية كامب ديفيد ومرورا باتفاقيتي اوسلو ووادي عربة وانتهاءً بصفقة القرن الأميركية، وهو ما يهدد بتصفية القضية وسلب الحقوق.
ما يؤكد أهمية يوم القدس الذي يحمل دلالات واعتبارات متعددة في المجالات السياسية والعسكرية والإنسانية التي تتمثل في الاتي :
اولا: التزام إيران ودول محور المقاومة بالقضية الفلسطينية قولا وفعلا، فهي ومنذ اليوم الأول لانتصارها رفعت راية فلسطين في سماء طهران بديلا عن راية الصهاينة التي سقطت مع سقوط نظام الشاه التابع للمستعمرين الأمريكيين والصهاينة.. ويوم القدس هو تجسيد لهذا الالتزام من قبل الجمهورية الإسلامية الايرانية وقيادتها وشعبها وحرس ثورتها، الذي يجسد بدوره هذا الالتزام بدعم مباشر للمقاومة الفلسطينية الشعبية والمسلحة، وتشكيل فرقة القدس المجندة لهذه الغاية.
ثانيا: التأكيد على جذرية الصراع المستمر بين أصحاب الحق سكان فلسطين الأصليين، والمستعمرين والمستوطنين الصهاينة الذين احتلوا فلسطين بقوة الإرهاب والتنكيل والقمع الوحشي، وشردوا القسم الاكبر من ابناء فلسطين من ارضهم وديارهم.. وبالتالي إعادة وضع الصراع في مساره الصحيح باعتباره “صراع وجود وليس صراع حدود”، كما قال الزعيم انطون سعادة ، وان لا صلح ولا اعتراف ولا سلام مع الصهاينة الذين غزوا فلسطين بدعم من الاستعمار البريطاني بداية ومن ثم الدعم الأمريكي المتناهي.
ثالثا: القضية الفلسطينية هي قضية أممية انسانية لا تعني العرب الفلسطينيين والعالم العربي فقط، بل تعني أيضا كل الشعوب الاسلامية والأحرار في العالم، وأن دعم نضال الشعب الفلسطيني إنما هو واجب ديني وانساني وأخلاقي ، يرتكز على انه صراع بين الحق والباطل. بين الشعب المضطهد في أرضه ووطنه، والمستوطنين المحتلين الذين استولوا على الأرض وطردوا سكانها منها.
رابعا: تكريس واقع المقاومة والمطالبة بالحقوق و الاستمرار في تذكير الاجيال من عام لعام بأن هناك أرض محتلة، وأن القدس المقدسة مغتصبة وتتعرض للعدوان المستمر من قبل الصهاينة, وان انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة وانتشار الإرهاب الذي يهدد السلم والامن العالمي إنما سببه استمرار احتلال الصهاينة لفلسطين .
خامسا: إفشال و إحباط المخططات الأمريكية الصهيونية الهادفة إلى تفتيت المنطقة وتمزيقها لطمس قضية فلسطين وتطويبها للصهاينة، والتأكيد بأن الصهاينة يريدون شطب كامل الحقوق العربية الفلسطينية.
سادسا: منح خيار المقاومة والكفاح المسلح الشرعية اللازمة وتأمين الدعم اللازم لاستمراره وتطوير قدراته, وهي المهمة التي أوكلت لفيلق القدس, حيث استطاع إحداث تطور ملموس في الإداء المقاوم تمثل في تقديم الخبرة والمشورة للحركات والفصائل المقاومة في التصدي لإرهاب الكيان الصهيوني وممارساته العدوانية, والانتقال الى ممارسة فعل مقاوم منظم له أجهزته وقياداته وتقسيماته التراتبية, فضلا عن الدعم المادي والمعنوي وتطوير إمكانات الفصائل العسكرية وتدريب عناصرها على صنع الاسلحة واستخدامها وآليات الترك والتكتيكات العسكرية.
في الختام لا بد لنا من توجيه التحايا والتبريكات الى روح الامام الخميني
” قدس سره ” .
والى روح الشهيد قاسم سليماني وارواح جميع الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية ساحات الجهاد فاينعت نصرا وتحريرا .
ونعاهدهم اننا سنبقى امناء على هذه الدماء الطاهرة لاستعادة حقوقنا واراضينا المغتصبة ،
وفي مقدمها فلسطين كل فلسطين وتحرير القدس والمقدسات من رجس العدو الصهيوني الغاصب.
———————————–
- آلان كورفيز
مستشار إستراتيجي دولي
منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في فرنسا.
إعلان بمناسبة يوم القدس العالمي
في نهاية الحرب العالمية الثانية، رفضت الدول الممثلة في الأمم المتحدة المنشأة حديثًا بأغلبية كبيرة متتالية من الأصوات إنشاء دولة إسرائيل التي طالبت بها المنظمات الصهيونية القوية والثرية. بعد ضغوط سياسية ومالية مكثفة، تمكن ترومان والولايات المتحدة من تغيير أصوات المتمردين، بما في ذلك فرنسا، التي كانت من قبل تصوت ضدها، لتبني قرار تقسيم فلسطين رقم 181 في 29 نوفمبر 1947.
في كتاب رائع نُشر في عام 2014، توضح أليسون وير كيف استسلم ترومان لضغوط الصهاينة لكسب دعمهم لإعادة انتخابه المقبلة، ضد نصيحة غالبية مسؤولي الدبلوماسية والدفاع الأمريكيين، بما في ذلك دين أتشسون، كيرميت روزفلت (حفيد ثيودور)، جورج مارشال، جيمس فورستال، جورج كينان، الذين رأوا في هذا الخلق تعريض مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للخطرلإعتبارات داخلية منخفضة.
كما اكد متأسفا الجنرال ديغول في مؤتمره الصحفي الشهير في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967 بأن إنشاء هذه الدولة كان خطأ لأنه تم “على أرض تم الحصول عليها في ظل ظروف تحت الهيمنة الغير مبررة إلى حد ما، وفي وسط الشعوب العربية التي كانت معادية في الأساس لهذا “الكيان” منذ إنشائه.
كما لم تكن هذه الدولة راضية عما قدمته لها الأمم المتحدة وسعت باستمرار لغزو الأراضي بالقوة العسكرية، ثم لمطاردة وإبادة السكان الأصليين، وخاصة المسيحيين والمسلمين، الذين يتصرفون تجاههم كما فعل النازيون ضدهم خلال الحرب.
ولكن شيئًا فشيئًا قامت المقاومة ببناء وتنظيم نفسها، على حساب تضحيات جسيمة والعديد من الشهداء، وهي الآن توجه ضربات قاتلة للكيان الصهيوني الذي لن يكون قادرًا على مواصلة إنكاره لحقوق السكان الفلسطينيين، والمزيد والمزيد من الادعاءات الحقيرة ضدها.
لم يتمكن الكيان الصهيوني إلا من تحرير نفسه من جميع القواعد الإنسانية الأساسية، وانتهاك مئات قرارات الأمم المتحدة والتصرف كقوة نازية، بدعم لا يتزعزع لمدة 74 عامًا من الولايات المتحدة الأمريكية. لأن إسرائيل هي الجناح العسكري للاستراتيجية الأمريكية في العالم التي تستخدم النازيين مثل التكفيريين المتأسلمين، لتدمير الدول التي تعارض أهدافها الاستراتيجية.
العديد من أزمات العالم لها في الخلفية وجود دولة خارجة عن القانون في الشرق الأوسط، تدعمها قوة عظمى خارجة عن القانون على قدم المساواة، والتي لا تزال تؤمن بأنها قادرة على فرض وجهات نظرها المادية المنحرفة للإنسان والأسرة والقيم الأساسية من أي حضارة. لقد فهم هذا الأمر المزيد من اليهود في العالم وهم يثورون على هذه الانحرافات عن القيم الروحية لأديان الكتاب.
تكشف العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا عن هذه التحالفات الدنيئة: تظهر الولايات المتحدة بأنها مستعدة لقتل جميع الأوكرانيين لمنع روسيا من إنهاء تفوقها المنتهي بشكل لا رجوع عنه، حتى لو خضع الأوروبيون والفاسدون منهم، معتقدين بأنهم ما زالوا مركز العالم، بينما تدعم الغالبية العظمى من الكوكب بشكل علني أو سري استعادة روسيا دورها في رسم العلاقات الدولية، والتي شوهت من قبل الولايات المتحدة منذ نهاية الاتحاد السوفياتي، لمنع التفاهم الطبيعي والمنطقي والتعاون بين أوروبا الغربية وأوراسيا الروسية التي يرون أنها منافسة لتفوقهم.
سيكون للنظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، الذي تضعه روسيا من خلال عمليتها في أوكرانيا، عواقب واضحة ومفيدة على مقاومة الشعب الفلسطيني وداعميه الدوليين الأقوياء: إيران أو اليمن والصين وقبل كل شيء الآن روسيا ترفع صوتها ضد إسرائيل بسبب الانتهاكات الأخيرة في فلسطين ودعمها للنازيين الأوكرانيين.
وستكون نتيجة العملية الروسية بمثابة توازنات جديدة في العالم، تقوم على احترام الدول والعدالة في التجارة العالمية، مما يؤدي بحكم الواقع إلى الاعتراف بالقضية النبيلة للشعب الفلسطيني وإقامة سيادته الوطنية على كامل أرض فلسطين المحتلة من قبل الصهاينة النازيين.
في هذا اليوم من الاحتفال بيوم القدس العالمي، يتحد جميع المخلصين من المسلمين والمسيحيين واليهود في جميع أنحاء العالم لتشجيع الفلسطينيين في كفاحهم ضد الاحتلال الذي اقترب انتصار عليه الآن، كجزء من إعادة تنظيم العالم التي نفذتها روسيا: نهاية سيادة قوى الشر، أصبحت الولايات المتحدة قوة من بين الآخرين لتأسيس عالم.
التعاون والعدالة و التخلص من التطرف النازي أو التكفيري التطرف الذي له في نهاية المطاف نفس الأسس ونفس الأساليب. عندها ستضمن فلسطين ذات السيادة تنميتها مقارنة ببقية العالم ، وتقدم ضمانات أمنية لمكوناتها المختلفة.
—————————————-
- د.محمد بوكريطة الحسني
عضو مجلس أمناء التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في الجزائر
الجزائر العاصمة: 21 رمضان 1443- 22 أبريل- نيسان 2022.
بسم الله الرحمن الرحيم
سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
﴿ القرآن الكريم 17-01 ﴾
لا يختلف اثنان من أمة الإسلام على أن القدس الشريف هي البوصلة الحقيقية للأمة، وهي مسؤولية جميع المسلمين عربهم وعجمهم، كما أنها قضية العرب الجامعة والموحدة.
القدس الشريف هي هويةٌ يحملها كل مسلم في هذا الأرض، وهي بكل تأكيد أمانة يتعهدها كل مؤمن بهذه القضية ذات الأولية الأولى، إن القدس لا تعرف جغرافيا رسمها طغيان، وهي البوصلةُ الوحيدة التي تشير نحو الأمةِ وقلبها، تدلّكُ على موضع الضعف في الشعوب وآثارها.
كلما غفت الأمة ارتطم رأسها بأسوار القدس العتيقة، وكلما تاهت الذاكرة قدحها منظر المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكلما ذهب الاحتلال بعيدا في سياسته القمعية وجد من يقف في وجهه، وكلما تعمق الشقاق والفرقة برزت القدس كعنوان للتوحد وكبوصلة للتجميع، وكهدف يلتف على تحقيقه الفرقاء.
إن ما يجري حاليا في أكناف القدس الشريف يوميا تُوجه العصابات الصهيونية رسائل اختبار لجس نبض الرأي العام الفلسطيني، فتُعلن عن اقتحامات وعربدة لساحات الاقصى، لكنها تصطدم بعزيمة الرجال وبحماسة أهل الحق، فيرابطوا، ويعتصموا، ويصدحوا بصوتهم العال، ويخاطروا بحياتهم وبحريتهم من أجل الحفاظ على عروبة واسلامية القدس الشريف حيث نجح النفير العام في وجه الاقتحامات، فكسروا القيد، والحصار، وأبطلوا محاولات هذه الجولة.
صحيح أن القدس الشريف يتعرض لمحاولات متكررة تراكمية لمسح الهوية، وتغيب ملامحها وأصولها، وسكانها يتعرضون للتضييق من أجل الترحيل، وبالتالي التغير الديمغرافي لصالح الوجود اليهودي في المدينة، ومناهج تربية الناشئة والأجيال تتعرض للتزوير وللتحوير وللشطب، إنها القدس التي تُشكل باعث الثورة، ودافع الحراك والانتفاض، وبوصلة الصراع، ومحط انظار كل احرار العالم، إنها مكان الإشغال والتثوير نحو الحملة الفاصلة الحازمة لتطهيرها من دنس الصهاينة.
لله در الإمام الراحل الخميني الذي ألهمه الله تعالى لهذه المبادرة الربانية المتمثلة في إعلانه عن يوم القدس العالمي وذلك مباشرة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتحديدا يوم 07 أغسطس –آب سنة 1979 للميلاد أن يكون يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان الكريم، وقد جاء في ندائه:
“فبدون أدنى شك أن يوم القدس العالمي كشف حقيقة أن لا هدف للمسلمين حاليا إلا القدس، وما عدا هذا الهدف، هو انحراف ودجل وكذب ورياء وخداع، فلن تقوم للمسلمين قائمة، وقدسهم ترزح تحت الاحتلال، والصهيونية تستنزف قواهم وثرواتهم وخيراتهم، فيوم القدس يوم لرفض أهداف الحكومات والأحزاب والتنظيمات والجماعات المسلحة والشخصيات والأفراد، التي لا مكان فيها للقدس، فمثل هذه الأهداف لا ناقة للمسلمين فيها ولا جملا، فهي تصب من الألف إلى الياء في صالح الصهيونية”.
إن يوم القدس العالمي، هو يوم الفصل بين رجال الله من المقاومين المجاهدين الصادقين ، الذين لم تنحرف بوصلتهم قيد أنملة عن العدو الحقيقي للأمة ، رغم كل رياح الفتن الطائفية العاتية ، فلا يرون من عدو أمامهم إلا العدو الصهيوني المغتصب للقدس والمقدسات ، وبين رجال الشيطان من التكفيريين والطائفيين ، و أعراب دول الخليج الفارسي الذين يهرولون “للتطبيع” و الذين لا عدو لهم إلا المسلمين والمسيحيين الآمنين ، ولا هدف لهم إلا زرع الفتن والفوضى والاضطرابات والدمار والخراب ، أما العدو الصهيوني فلا اثر له في تفكيرهم وممارساتهم.
و للأسف الشديد سيحل علينا يوم القدس العالمي هذا العام والأمة الإسلامية لازالت في نوم سبات والعدوان الصهيوني الإجرامي الوحشي لازال يعتدي على أرض فلسطين وكذا سوريا و كذلك أحداث بقية أراضي الأمة من إيران و العراق و اليمن و التواجد العسكري الأمريكي في هذه المنطقة و ما يجري من استنزاف لقدرات الأمة من طرف عصابة جهلة تكفيريين، إن هذه الأحداث وتزامنها مع يوم القدس العالمي، يدفع كل إنسان حر إلى المقارنة بين ما يجري في العراق وسوريا و منذ ثلاث أيام في أفغانستان على يد الخوارج الجدد أو “المجاهدين المزيفين” ، من إجرام وهمجية وعبثية ودمار، حيث العدو هناك مسلمون ومسيحيون تحولوا بفتاوى التكفير إلى “كفار” و”مرتدين” و”مشركين”. وبين ما يجري في جنين وغزة حيث يسطر المجاهدون الحقيقيون ملاحم كبرى من الفداء للدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يتصدون لأشرس عدو عرفته الأمة الإسلامية منذ قرون.
ويبقى يوم القدس العالمي يوما تبلى فيه سرائر الجميع، من يؤمن بالقدس إيمانا صادقا ويناصر المقاومين، ومن لا يؤمن بالقدس ويناصر التكفيريين، فلا يمكن إن تكون ضد الصهيونية وتناصر التكفيريين، كما لا يمكن إن تكون مع القدس وتناصب المقاومين العداء، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
—————————————————
- د محمد النعماني
المنسق العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في المملكة المتحدة
الناطق الرسمي باسم قوي الحراك الثوري التحرري في اليمن.
يوم القدس العالمي يوم لإحياء ثقافة المقاومة ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
اليوم نحن نحتفل بمرور 43 عام من اعلان سماحة الامام الخميني قدس الله سره اخر جمعة من شهر رمضان يوم القدس العالمي، وبهذا الإعلان اليوم ومنذ العام 1979 ونحن نقوم بأحياء يوم القدس العالمي لنذكر العالم بمظلومية اهلنا في فلسطين، و بأن القدس هي عاصمة عربية اسلامية عاصمة الأديان السماوية وليس عاصم للصهيونية العالمية.
43 عاماً، وما زالت إحياء ذكرى يوم القدس العالمي تحتل أهمية كبيرة جدا في قلوب كل شرفاء واحرار العالم، واذكر بانني قد احتفلت بهذا اليوم يوم القدس العالمي وأنا طالب في المرحلة الابتدائية في مدينة عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل وحدة اليمن في العام 1990م، التي كانت إحدى دول جبهة التصدي والصمود، التي شكلت بعد زيارة السادات الي الكيان الصهيوني، والتطبيع معهم في العام 1977م .
وكانت عدن في جنوب اليمن ملتقى لكل احرار العالم الرافضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومازالت حتي اليوم تقاوم الاحتلال والعدوان السعودي الإماراتي والتطبيع مع الكيان الصهيوني. وما زالت اليوم اليمن رغم الاوجاع الحصار والحرب والعدوان والاحتلال السعودي الاماراتي على مدي 8 سنوات، تقف مع قضية الشعب العربي الفلسطيني، وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وما خروج الملايين من ابناء شعبنا اليمني في مسيرات تضامنية واحياء يوم القدس العالمي كل عام في العديد من المدن اليمنية، تأكيد صادق لوفاء اهلنا في اليمن للقضية الفلسطينية، حيث امتزج الدم اليمني مع الفلسطيني في معارك 48 ، ومن ثم في معارك صبرا وشاتيلا وبيروت، وقدمت اليمن كل الدعم للفلسطينيين في معاركهم النضالية من اجل تحرير فلسطين كل فلسطين.
ولذلك، اتمنى الاهتمام بالأم والطفولة وثقافة الطفل وغرس ثقافة المقاومة في نفوس أطفالنا في عالمنا العربي والإسلامي، فهذه الأجيال المتسلحة بالعلم والعمل وثقافة المقاومة، هي التي تقاوم الصهيونية اليوم في القدس والمدن الفلسطينية في كل فلسطين وكل مكان. وهي التي تقوم بإحياء يوم القدس العالمي في المدن الفلسطينية وكل بقاع الارض.
تحية لكم في يوم القدس العالمي، وعهد لكم أننا على درب النضال التحرري والمقاومة ومقاومة التطبيع سائرون.
——————————————–
- د.احمد الزين
نائب منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة / المملكة المتحدة
بتاريخ الاحد في 24/4/2022.
الذكرى السنوية 43 ليوم القدس العالمي
تأتي ذكرى يوم القدس العالمي هذا العام في ظروف صعبة مع استمرار تصعيد الكيان الصهيوني وبطش جنوده وقواته للمصلين المسلمين في المسجد الاقصى، واقتحام وانتهاك كنيسة القيامة بمدينة القدس والاعتداء على المصلين ورجال الدين المسيحيين.
إن يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني (قده) في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك عام 1979، يعتبر ليس فقط يوما خاصا بالقدس الشريف، وإنما يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين ويوم نهضة الشعوب المستضعفة التي عانت كثيرا من ظلم وجور أمريكا وهيمنة وطغيان القوى الكبرى واحتلال الغزاة الصهاينة.. أن هذا اليوم المجيد بفعالياته المتنوعة والمختلفة قد أعاد الحياة للقضية الفلسطينية ووضعها على رأس اولايات قضايا الامة التي اراد لها الاعداء والمطبعين والانظمة الخليجية العميلة تصفيتها وتغييبها.
وأننا أعضاء التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في المملكة المتحدة نعلن مجددا في يوم القدس العالمي عن تضامننا ودعمنا لنضال الشعب الفلسطيني، وتبني خيار الكفاح والمقاومة كخيار استراتيجي في إسترداد أرضه المحتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، وتأسيس دولته فلسطين العربية وعاصمتها الـقدس الشريف..
ان يوم القدس العالمي هو يوم إحياء الجهاد من اجل القدس، وهو يوم إستنهاض الهمم وتجميع الطاقات وتوحيد الجهود، وهو يوم تذكير الامة عن طبيعة الصراع القائم بين شعوب المنطقة الحرّة وبين كيان الارهاب الصهيوني، بانه صراع وجود بين شعب فلسطين الاصليين وبين الغزاة الصهاينة الذي اجتمعوا من كل بقاع الارض ليسرقوا ارض فلسطين وقدسها من شعبها و ليدنسوا طهارتها وليقتلوا ابناءها ويسفكوا دماءهم ، بحجج كاذبة وشعائر خادعة باسم التوراة والاساطير التلمودية.. وهو صراع ثقافات بين قيم السماء والمبادىء الانسانية والحضارية وبين قيم الشيطان والغدر وبدع الهولوكوست والمحارق الزائفة..
كما يشكل يوم القدس العالمي منطلقا عمليا نحو بناء منظومة محورية في تأسيس دعائم الوحدة العربية والإسلامية التي أرادها الامام الخميني من خلال إحياء المظاهرات المليونية وعقد المجالس والندوات والمؤتمرات وإقامة المعارض والاحتفالات في مختلف الدول والعواصم والمحافل الدولية، لتبقي القدس حاضرة وحيّة دوما وابدا في وجدان المؤمنين وعقول وقلوب المسلمين وأحرار العالم وفي توجهاتهم، وتطلعاتهم وآمالهم المستندة على الإيمان والقوة والقدرة والاقتدار من أجل تحرير فلسطين وتقرير مصير الشعوب المستضعفة، وأن تعلن فيه الشعوب المستضعفة عن وجودها وإثبات كيانها أمام المستكبرين الطغاة.
فسلام لفلسطين وللقدس وللمسجد الأقصى. وتحية للمرابطين والمجاهدين والثائرين.
———————————————
- المحامي محمد محمود رفعت
رئيس حزب الوفاق القومي الناصري في مصر
وعضو مجلس أمناء التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
يوم القدس العالمي
في مناسبة الجمعة المتجددة علي مر الأجيال وستبقي عام بعد عام منذ اعلنها الإمام الخميني قدس سره وحتى اليوم، نؤكد جميعا أن القدس العربية ستعود يوما لحضن أهلها وستعود مقدساتها لأصحاب الحق فيها .
فحين وقع سادات مصر اتفاقية العار مع الكيان الصهيوني عام ،1979 وكان قد سافر قبلها إلي الكيان الصهيوني معترفا بشرعية وجوده، ومصر من كانت تعلن منذ العام 1967 أنه ( لاصلح ولا اعتراف ولاتفاوض مع العدو الصهيوني )، كان الرد قادما من شعبنا في إيران بثورة لاتتكرر في التاريخ.
وفي نفس العام واجهت قوي الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية وأسقطتهم جميعاُ، حين خرج شعب إيران ينادي بالحرية ويعلن تمسكه بفلسطين العربية الحرة منذ اللحظة الأولي لقيام الثورة. ولعلها من الثورات النادرة في التاريخ شعب بأكمله يخرج ثائرا علي ملك عميل لأمريكا وللصهيونية تحميه قوي الحرس الخاص به والسافاك وجزء من الجيش، ولكن حين يهب الشعب ثائرا لاتوجد قوة علي وجه الأرض تستطيع مواجهته.
وقبل أن تقوم الثورة في إيران، كان جمال عبد الناصر كلف المخابرات العامة المصرية بالبحث عن القوي الداعمة للموقف العربي والمعادية لمواقف شاه إيران للتنسيق معها، خصوصاً وقد وجه الإمام الخميني رسالة لكل العالم يطلب مساعدة شعب ايران علي مواجهة الشاه.
بعد أن استطاعت المخابرات الأمريكية القضاء علي حركة الدكتور محمد مصدق وتأميم النفط الإيراني، وتقدمت المخابرات في مصر بتقريرها الذي انتهي إلي وجود عدة قوي في إيران تعد معارضة للشاه وهي:
-أحزاب المعارضة في البلاط الملكي. ومن الصعب الاعتماد علي التعاون معها .
-حركة الطلبة الإيرانيين في الخارج وهي ذات تأثير خارج البلاد ولا يوجد لها تأثير يذكر داخل إيران.
-حركة الجبال ويقودها محمد قاشقاي وهي حركة مناهضة لحكم الشاه، ولكنها في حاجه إلي إمدادات عظيمة من المال والسلاح وتأثيرها في رقعه جغرافية محددة وليس في أرجاء إيران .
-حركة الحرية الإيرانية ويقودها بعض الملالي ولهم تأثير هائل علي الشعب الإيراني وخطابهم مسموع لدي كل أبناء الشعب .
وتم اختيار حركة الحرية الإيرانية باعتبارها ذات التأثير القوي والقدرة علي التأثير على حكم الشاه في إيران. وتم تكليف السفير / فتحي الديب سفير مصر في سويسرا وقتها ( وأحد مؤسسي جهاز المخابرات المصرية ) بالاتصال بأعضاء من الحركة والتشاور معهم.
وفعلا توصل السفير فتحي الديب للتواصل مع قيادات حركة الحرية الإيرانية، واتفق معهم على زيارة مصر للتشاور والاتفاق. وفعلا انتقلت مجموعة من قادة حركة الحرية الإيرانية إلي سويسرا، ومن هناك تسلموا جوازات سفر مصرية للسفر إلي مصر. حضروا إلي مصر في يناير عام 1964وتمت المباحثات بينهم وبين وفد المخابرات العامة المصرية. وتم توقيع اتفاق بينهم في 15/1/1964 وقع فيه عن الجانب الإيراني كل من السادة:
برويز أمين ومصطفى شمران وبهرام دراستين وعلي شريفيان رضوي.
ومن الجانب المصري كل من السادة : كمال الدين رفعت ومحمد نسيم ( قائد عمليتي الحفار ورأفت الهجان ).
وكان قادة الثورة قد التزموا مع مصر بالاتفاق حين تنجح ثورتهم علي تنفيذ عدد من الأمور، منها:
1-تأميم البترول الإيراني كما كان يحلم شعب إيران وكما حاول من قبل د / محمد مصدق.
2-قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني .
3-الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب العربي الفلسطيني.
4-التنسيق مع مصر ودول عدم الانحياز في موقف ثابت في مواجهة الغطرسة الأمريكية والصهيونية.
5-الالتزام بدعم التيار القومي العربي.
وهذا ماقاموا به فور نجاح الثورة عام ، رغم رحيل عبد الناصر وتحول النظام السياسي في مصر على يدي أنور السادات الذي عقد اتفاقية الصلح والعار مع الكيان الصهيوني، فجاءت إيران تحمل الراية وتستكمل المشوار.
فقامت الثورة الإيرانية:
1-بإعلان تأميم النفط الإيراني.
2-إعلان الجمهورية الإيرانية وإسقاط الملكية.
3-بتحويل مبني السفارة الصهيونية إلي سفارة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب العربي الفلسطيني.
4-دعم القوي العربية المقاومة للكيان الصهيوني وأهمها سوريا وحزب الله .
فقد أعلن الإمام الخميني منذ العام الأول لنجاح الثورة اعتبار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوم القدس العالمي، تأكيدا علي الاستمرار في النضال من أجل تحريرها دون وضع في الاعتبار لما قام به سادات مصر، وتحولت إيران إلي الداعم الأساسي للشعب العربي الفلسطيني المقاوم دفاعا عن القدس والمقدسات. وأصبحت إيران تمثل العدو اللدود للصهيونية والاستعمار.
ومازال يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان حتى اليوم ومنذ نداء الإمام الخميني يوما يعلن فيه الأحرار في كل العالم تصميمهم علي استعادة القدس وتحريرها.
ويأتي يوم القدس العالمي هذا العام في إطارعمليات المقاومة الفلسطينية في الداخل التي كبدت العدو الصهيوني خسائر فادحة ، واستشهاد عدد من المقاومين دفاعا عن القدس، والرد علي المستوطنين الصهاينة في محاولاتهم تهويد القدس واقتحام الأقصى بعمليات فدائية ضدهم تطال كل الأرض العربية المحتلة في فلسطين من القدس إلي الضفة إلي غزة إلي كل بقعة من أرضنا المحتلة. فيزداد العزم يوما بعد يوم علي تحرير فلسطين حتي يأتي يوم الاحتفال بيوم القدس العالمي داخل القدس إن شاء الله.
————————–
- الدكتور السيد شفقت الشيرازي
مسؤول الشؤون الخارجية في حزب مجلس وحدة المسلمين باكستان
منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في باكستان
من فلسطين الى باكستان : يوم القدس العالمي…لا للاستكبار العالمي
يعد يوم القدس العالمي مبادرة فريدة اطلقها الامام الخميني (ره) حيث أصبحت حركة مناهضة ضد الاستكبار والمستكبرين وعلى راسهم الكيان الصهيوني.
في مثل هذا اليوم، يدين المسلمون في العالم ممارسات الكيان الصهيوني داخل الاراضي المحتلة؛ بما فيها الاغتيالات وغصب الاراضي وتعذيب وقتل الابرياء، وهم يطالبون في صرخاتهم القضاء على الاستكبار والكفر.
مبادرة الامام الخميني (ره) بثت روحاً جديدة في معادلة المواجهة ضد الكيان الصهيوني وادت الى تطورات حاسمة في هذا الاتجاه؛ وكما قال الامام الراحل (رض) : “إن يوم القدس يوم عالمي، ولا يخص القدس فقط، بل هو يوم مواجهة المستضعفين ضد المستكبرين”.
ان فلسفة يوم القدس في فكر الامام اراحل ( رض) تعني رفض كل اشكال اغتصاب الارض، وانتهاك المقدسات والحرمات، وتشريد شعب، عبر تزييف التاريخ واختلاق نظريات وعقائد دينية لا اساس لها من الصحة. وستبقى القضية فلسطين باقية في وجدان الشرفاء والمخلصين كما اعلنها وارادها الامام الراحل رض من يوم القدس العالمي.
في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار 181 القاضي بتقسيم فلسطين، في ذلك الوقت وقف ظفر الله خان أول وزير خارجية باكستان في هيئة الأمم ليقول ويسأل مثلما تورد “دائرة المغتربين” التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية “ما هي غايتكم من إنشاء دولة لليهود؟ إذا كان الدافع إنسانيا فلماذا تقفلون حدودكم أمامهم؟ لماذا تريدون أن تسكنوهم في فلسطين وتساعدوهم على إقامة دولة لهم ليشردوا مليون عربي”.
هذا الموقف الباكستاني المبكر، شكل قاعدة أساسية لسياسة خارجية باكستانية تقوم على نبذ الإعتراف بإسرائيل، بل والمشاركة في قتالها. وهذا ما أكدته حكومات باكستان، في مناسبات كثيرة، أنها تعتبر قضية فلسطين “قضية إسلامية” وعليه فإن باكستان، حكومة وشعباً، ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني.
قال عمران خان رئيس حكومة باكستان السابق بعد رواج تكهنات حول إمكانية تطبيع العلاقات بين باكستان والكيان الاسرائيلي إن بلاده تعرضت لضغوط للاعتراف بإسرائيل “بالنسبة لي، لا احتمال للاعتراف بإسرائيل ما لم تكن هناك تسوية ترضي الفلسطينيين”.
ونشر المكتب الإعلامي لعمران خان تغريدة على “تويتر”، هذا نصها “موقفنا واضح جدا، وهو كما قال القائد العظيم محمد علي جناح، إن باكستان لن تعترف أبدا بإسرائيل حتى يُعطى الفلسطينيون حقهم بتسوية عادلة”. وفي إجابة عن سؤال حول قضية كشمير، قال عمران خان إن “الهند تحاول تغيير هوية كشمير على غرار ما فعلته اسرائيل في فلسطين”.
ثمة مواقف أخرى لا تقل حدية تجاه الكيان الغاصب، أطلقها خان في سنوات ترؤسه للحكومة الباكستانية، فان دعمه المُطلَق للقضية الفلسطينية، وانتقاداته العلنية للعالم الاسلامي الذي فشل في التصدّي للمشروع الصهيوني العُنصري، ووقف مجازره في حق الشعب الفلسطيني، كانت المسببة في دفع الولايات المتحدة الاميركية الى ازاحة خان من الواجهة السياسية وتقيده.
لكن الشعب الباكستاني قال كلمته ورفض التدخل الاجنبي ورفض الاعتراف بالكيان الغاصب، واعلن في الشارع انه ضد سياسة الاستكبار وانه مع القضية الفلسطينية حتى اخر نفس.
وهذ ما ستثبته الايام القادمة من تطورات فان قضية الحق فلسطين باقية رغم كل المحاولات والصفقات، ومن يوم رفض الاستكبار ويوم مواجهة المستضعفين ضد المستكبرين سنقول كلمتنا المشهورة “الموت لاميركا والموت لاسرائيل “ وسننتصر من اجلنا ومن اجل فلسطين انشاء الله.
————————–
- “يوم القدس العالمي ” دعوة للوحدة والمقاومة ومواجهة التحديات
د.امين مصطفى
عضو مجلس أمناء التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
لو تابعنا ما تعرضت له مدينة القدس على مدار السنوات الأخيرة ، وما زالت تتعرض له حتى الآن ، من مخططات ومشاريع تهويدية ، لأدركنا مدى أهمية وعمق دعوة الإمام الخميني ، إلى إحياء ” يوم القدس العالمي ” في آخر جمعة من شهر رمضان الفضيل من كل عام ، للتذكير بأن القدس هي قِبلة المسلمين والعرب ، كانت وستبقى كذلك إلى أبد الآبدين ، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تنال منها ، أو تدنسها ، أو تقسّمها أو تغيّر من معالمها. وهي ستبقى عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني .
قرأ الإمام الخميني ، بحكمته ووعيه وإدراكه للتاريخ والحاضر ، وطبيعة الصراع القائم ، ما يعني تخصيص يوم للقدس ، من معاني وأبعاد : سياسية ، عقيدية ، أمنية ، فكرية ، دينية ، إنسانية ووطنية ، فأراده أن يكون بوصلة للتمسك بالحق الفلسطيني في أرضه ووطنه ، وبوصلة للمسلمين والعرب وكل أحرار العالم نحو السلام العادل والحقيقي .
يأتي إحياء هذا اليوم حالياً ، حيث تشهد فيه القدس انتفاضة عارمة ضد الاحتلال الصهيوني ، ومواجهات قدم خلالها المقدسيون وبقية أبناء الشعب الفلسطيني أغلى التضحيات ، دفاعاً عن الأمة ومقدساتها وعزتها ، ولإسقاط مشاريع الهيمنة والغطرسة والعنصرية الصهيونية ، في مرحلة ظن العدو واهماً ، أنه في زمن الصمت الدولي ، والتطبيع العربي قادر على فرض إملاءاته، وتحقيق أهدافه التوسعية ، لذلك استغل هذا المناخ الضبابي الإقليمي والدولي ، وراح يدمّر المنازل، ويهجّر السكان الفلسطينيين ، ويقتل ويعتقل المئات دون رادع أو حسيب ، ما فسّره هذا العدو بأن الإستكبار العالمي يعطيه إشارة عبور لمواصلة اعتداءاته ، وفرض هيمنته.
وهذا يذكرنا بما قامت وتقوم به الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، في تقديم التسهيلات والدعم ، والضغط على دول العالم ، للوقوف إلى جانب الصهاينة وتزوير التاريخ ، وقد تجلى ذلك بمنح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب عبر ما يسمى بصفقة القرن ، صك براءة باعتبار القدس عاصمة أبدية موحدة للكيان الصهيوني ، ونقل السفارة الأمريكية إليها ، ودعوة دول العالم للاقتاء به ، لكن رحل كما رحل معه توقيعه التافه.
القدس كما رآها الإمام الخميني ليست مجرد مدينة أو أرض مقدسة ، أو جامع أقصى فقط ، إنما رأى فيها معركة الحق ضد الباطل ، رأى فيها الانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور ، رأى فيها الكرامة والإباء ، لذلك كرّس من أجلها هذا اليوم ، لتبقى منارة الموقف والرؤية والتوجه .
إن احتفال شعوبنا العربية والإسلامية وأحرار العالم بهذا اليوم ، عبر المسيرات المليونية ، دليل واضح على التجاوب مع ما طرحه الخميني ، كما هو دليل على أن القدس تعيش في قلب ووجدان ومشاعر هذه الشعوب ، ولن تقوى آلات الحرب والمؤامرات من انتزاع هذه القناعة ، وهذ الفيض العاطفي والقيمي من الصدور والذاكرة مطلقاً .
يوم القدس العالمي ، محطة سياسية مهمة للتأمل ، ووضع البرامج لكيفية تعزيز وتطوير أساليب ووسائل المقاومة ، لاستعادة الحقوق كاملة غير منقوصة ، من براثن الباطل .
يوم القدس العالمي ، دعوة للحوار الجاد ، وجمع الكلمة حول قضايا الحق والعدالة ، وإفشال مشاريع الفتنة ، وشق الصفوف ، وبعثرة قدرات الأمة ، والسير بخطى ثابتة نحو تحرير القدس وكل مساحات فلسطين المحتلة.
يوم القدس العالمي ، دعوة صريحة وواضحة للمقاومة ، ولتعزيز محورها الذي أثبت حضوره وفعاليته في الميدان على غير صعيد ، من خلال حشد كل إمكانات الصمود ، والطاقات المؤثرة والعطاءة ، فلا سبيل لفك القيود وإنهاء الحصار إلا بالإرادة المقاوِمة.
يوم القدس العالمي، يخاطب المطبعين الذين رهنوا مصيرهم بالأوهام ، عودوا عن مسار التضليل الخاطيء ، والتفريط بحقوق الأمة ، وتراجعوا عن مدّ العدو بأوكسجين البقاء ، وتحولوا إلى قوة دعم للشعب الفلسطيني، وقضية الأمة المركزية ، ووقف الانخراط في أحلاف استعمارية لا غاية لها سوى الاستغلال والنهب والاحتلال ، ومن يرتضي لنفسه البقاء في حظيرة الأعداء ، لن يحصد سوى الخيبة وعار التاريخ .
يوم القدس العالمي ، رسالة للشعوب الحرة ، لرفض اليأس والإحباط ، والثبات على مبدأ الحق ، لأنه طريق الخلاص .
—————————————
- كلمة النائب د.نضال عمار
منسق عام فرع سورية
للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
بمناسبة يوم القدس العالمي
29/4/2022
يصادف يوم الجمعة الأخير من رمضان في كل عام، ذكرى يوم القدس العالمي، الذي أصبح مناسبة وتظاهرة عالمية، يحتفل بها ويستثمرها شرفاء وأحرار العالم، نصرة لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد والمناضل من أجل تحرير فلسطين وطرد المحتل الصهيوني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
في يوم القدس العالمي، تنتصر العزيمة والإرادة، وتنتصر المقاومة التي بوصلتها القدس، وتؤكد للعالم بأسره بأن ذاكرة الأجيال حية، وستتناقل جيل بعد جيل بأن فلسطين عربية وستبقى عربية وعاصمتها القدس درة العالم ومنارته، وبأن شهداء فلسطين والأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، هم الشعلة وهم النبراس من أجل التحرير والعودة والاستقلال والسيادة، وستكون فلسطين كل فلسطين وطناً عزيزاً لكل أبناء الشعب العربي الفلسطيني.
تأتي ذكرى يوم القدس العالمي هذا العام في ظل ظروف وأوضاع عربية وإقليمية ودولية غاية في التعقيد، فالأمة العربية بأسوء حالاتها، سورية واليمن تواجهان الإرهاب والاحتلال والعدوان، والعراق ولبنان يعيشان انقسامات وظروف داخلية معقدة ومصيرية، وليبيا محكوم عليها بمخططات الحلف الأطلسي، وعدد من الدول العربية تهرول للتطبيع مع العدو الصهيوني، وغير ذلك الكثير…
وعالمياً فقد كشفت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الوجه الحقيقي لأمريكا والغرب المتصهين والمخادع، وأكدت حقيقة انحيازهم ودعمهم للكيان الصهيوني، على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في العودة والحرية والاستقلال والسيادة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي هذه المناسبة العالمية، يؤكد فرع سورية للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة على عروبة فلسطين وعلى ضرورة مواصلة العمل والنضال والمقاومة من أجل تحريرها واستقلالها وسيادتها، ويؤكد على حق العودة للشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم، ويدعو للإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، كما يدعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة الهيئات والمنظمات الدولية من أجل إعادة كامل حقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في التحرير والعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
عاشت فلسطين حرة أبية
الرحمة للشهداء والمجد للمقاومة.
—————————————————
- فضيلة الشيخ محمد يانغ
منسق عام ألتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في السنغال
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله
صدق الله العلي العظيم
بمناسبة يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني العظيم رضوان الله عليه بعد انتصار الثورة الإيرانية مباشرة وتلقفتها الشعوب الإسلامية بكثير من الاهتمام واعتبارها مبادرة جامعة نهضوية جديدة للأمة الإسلامية طال انتظارها والأمل الباعث للحركة نحو البوصلة الطبيعية
بعد غياب هذه المبادرات الكبيرة الهادفة والجامعة البعيدة عن الطائفية والمذهبية والعرقية والحدودية وما إلى ذلك من أسباب المؤدية إلى الضعف من التشتت والتفرق
ولكن مع الأن الأمور اليوم لا تبدو على يرام بسبب ما نراه اليوم من التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية
والتي أبرزها هذا الجنوح الجنوني نحو التطبيع مع إسرائيل من قبل معظم حكومات الدول الإسلامية وإعطاء دولة الاحتلال فرصة البقاء أكثر ومزيد من المساحات الجغرافية لها في الأراضي الإسلامية لتزرع سمومها على نطاق أوسع والتحرك العدواني
والأمر الآخر وهو الأخطر هو ما نراه اليوم من اللامبالاة التي تبديها اليوم هذه الشعوب تجاه هذا التطبيع المذل والمخزي وعدم التحرك لوقفه وكأنه أصبح أمرا عاديا وطبيعيا
وهو ما يجب على المعنيين البحث عن أسبابه ومعالجته بسرعة قبل استفحاله وتحوله إلى معضلة أخرى
وربما نستطيع أن نشخص بعضا من أسبابه الداخلية
وهي أن الجهات المعنية بهذه المبادرة تتحمل بعض المسؤولية عنه بسبب إهماله العلاقة التي كانت تربطها بالشعوب الإسلامية وأنها فضلت تحويلها إلى العلاقة مع الحكومات المبنية على المصالح الاقتصادية والسياسية وتوكيل هذه العلاقة بشعوب الأمة إلى بعض المنظمات وأشخاص ليسوا بالمستوى المطلوب
همهم مصالحهم الشخصية الضيقة بدل أن تبني هذه العلاقة وتحافظ عليها هدمها بسوء السياسات والآثار السيئة التي طبعت بصماتها أيما حلت ورحلت وفرغت المبادرة من مضمونها الحضاري وروحها الجماعية
واهتمت فقط بالتقارير السنوية مساء ذلك اليوم العظيم ليرضوا المسؤولين عنهم بافواهم للاستمرار… والله أحق أن يرضوه
إن يوم القدس العالمي يجب أن يبقى مقدسا فوق المصالح الجهوية والتنظيمية والقبلية يقوم دائما على إيجاد الأرضية المشتركة والإحساس الجماعي والوعي القرآني
(( بسم الله الرحمن الرحيم
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. ))
صدق الله العلي العظيم
رحم الله الإمام الخميني العظيم
وكل عام وانتم بخير.
—————————————————–
- القدس هي المحور
تحت شعار بالقدس نتحد
بمناسبة يوم القدس العالمي
اقام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومه مؤتمر القدس المركزي في بغداد
* بدأ بتلاوة ايات من القرآن الكريم الشيخ عبد الأمير العوادي
* ثم ادار المؤتمر سماحة الدكتور الشيخ القاضي عبد الله ذبيان
*افتتح المؤتمر بكلمة الوكيل العام للامام الخامنئي في العراق اية الله السيد مجتبى الحسيني
* ثم كلمة الامين العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار
* ثم كلمة الحشد القاها السيد عبد القادر الالوسي رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي
* ثم كلمة راعي المؤتمر العلامه الشيخ الدكتور يوسف الناصري المنسق العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومه في العراق
* ثم القى شاعر المقاومه الحاج جواد الحمراني قصيده رائعه بالمناسبه
*ثم كلمة العلامه الشيخ جواد الخالصي
* ثم كلمة السفير الفلسطيني احمد عقل
* ثم القي بيان للقوى المناهضه للتطبيع
*ختام المؤتمر كانت كلمة الشيخ عبد الامير الگيلاني رئيس لجنة الدفاع عن الاقصى
هذا وقد حضر المؤتمر شخصيات دينية وسياسة واجتماعية كبيرة من مختلف الاتجاهات والانتماءات وجمهور عشائري كبير
كلمة الامين العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحي غدار للمؤتمر العام للتجمع المنعقد في بغداد بمناسبة يوم القدس العالمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة والاخوات في التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في عراق المقاومة والانتصارات .
الاخوة والاخوات المشاركين في مؤتمرنا الاعزاء.
مبارك صيامكم وتعبدكم في شهر الخير والايمان والعطاء شهر رمضان المبارك.
تقبل الله اعمالكم وصيامكم.
الاخوة والاخوات.
ينعقد مؤتمرنا في مناسبة عزيزة وغالية، ونحن نحيي يوم القدس العالمي الذي اطلقه القائد الامام روح الله اية الله العظمى الخميني قدس سره، تنهض وتثور القدس بشيبها وشبابها، ويحتشد ابناء فلسطين من الناصرة والجليل وام الفحم وعكا وحيفا ويافا وصفد وبئر السبع واللد ليرابطوا في المسجد الحرام لحمايته ومنع الصهاينة من تدنيسه، وتقديم قرابينهم وذبائحهم في المسجد في سعي لإنتزاعه وتحويله الى معبد صهيوني لإلغاء هوية القدس وتهويدها وفرض السيطرة على مقدساتنا.
يرابط الفلسطينيون من مدن وبلدات الضفة وفلسطين ال٤٨ ليلأ و نهارا ويواجهون بالصدور العارية وبالإيمان غطرسة المحتل الغاصب وقطعان المستوطنين والمتدينين الغاصبين، ويتحدون بقلوب مليئة بالإيمان وعقول مشبعة بالثقة والعزيمة، بأن يوم النصر ويوم عودة فلسطين عربية واسلامية حرة وسيدة بات اقرب من الجفن الى العين والشعب الثائر والمنتفض بالسلاح ويقاوم بالسكاكين والدهس يجدد العهد والوفاء لخيار المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الحق المغتصب وتحرير القدس العاصمة الابدية لفلسطين كل فلسطين .
الاخوة والاخوات .
لقد غير محور المقاومة بتضحياته وبطولاته وقدراته الاسطورية اتجاه التطورات والتوازنات واكد قدرته على انتزاع الانتصارات الإعجازية ومراكمتها وخوض القتال في كل الساحات والميادين وفي مجالات وفروع الحرب كلها، وقد غيرت دماء الشهداء والشهداء القادة ومعاناة الجرحى وصبر شعوبنا وصمودها الازمنه ومحاور التطورات في مواجهة حروب الحصارات والتجويع ومراكمة الانتصارات مما يؤكد ان يوم التحرير بات قريبا وربما نحن نعيشها ونترقبها في اية لحظة.
فشعبنا الفلسطيني يجدد انتفاضته ويتحول بالمقاومة من الدهس والسكاكين والبطولات الفردية الى عمل منهجي ومنظم وبالسلاح وبعمليات متقنة زلزلت الارض تحت اقدام المحتلين وارهبت مجتمعهم وقطعان المتطرفين .
فالجاري في الضفة وفلسطين ال٤٨ يؤكد ويجدد حقيقة ان فلسطين قضية للامة وقضية قومية لا تقبل القسمة ولا التنازل والتفريط ولا مصير للمطبعين الخونة الا مزابل التاريخ وهنأ لا بد إلا أن اهنئ الشعب العراقي والبرلمان العراقي على اتخاذه قرار بتشريع قانون يجرم التطبيع.
في الختام
لا بد الا ان نشكر فرع التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في العراق وأخص بالذكر سماحة الشيخ د.يوسف الناصري منسق عام التجمع في العراق لتنظيم هذا المؤتمر المركزي للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في بغداد، كما اشكر جميع المشاركين في هذا المؤتمر وهذه خطوة في الطريق الصحيح وجهد جاد لتعميم ثقافة المقاومة وتأكيد شرعيتها وبانها خيار الامة العربية والإسلامية الوحيد لتحرير المقدسات واستعادة الارض المغتصبة. يتوجب علينا ان نخرج بتوصيات عملية جادة لإطلاق حملة عربية واسلامية وعالمية مستدامة ومتنوعة ومتطورة لنصرة فلسطين ولإحياء يوم القدس العالمي واسناد وتعظيم فعل الصمود والانتفاضة والمقاومة المسلحة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر حتى النهر.
—————————————-
28.كلمة سماحة الشيخ د.يوسف الناصري
منسق عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
القدس هي المحور
اللجنه العليا العالمية التي اختارت هذه المناسبة هذا العام تحت شعار القدس هي المحور
سؤال ولماذا القدس هي المحور
لماذا لا تكون بغداد مثلا او طهران او جاكرتا او القاهره او بيروت او انقره او إحدى العواصم الاخرى
ايها الاحبه
ان عنصر فشل وتخلف عالمنا اليوم (عالم المستضعفين)
نحن اليوم عالم مهزوم لا عدالة في توزيع الثروة والعملاء منتصرون هنا وهناك وجبروت الطغيان ومخالبه الفتاكه تغرس في جسم بلادنا ولكن لماذا نحن لازلنا نرفع
شعار القدس هي المحور
بالتالي اذا كانت القدس مجروحة ومنتهكه فهي فهذا يعني اننا مهزومون
اي كل الشعوب المستضعفة في الارض وبالتالي هو انتصار الاستكبار
ولذلك القدس هي البوصله التي تدافع بها عن كل الشعوب فرسم الرسامين و التشكيليين والفنانين والشعراء والادباء الكل يتغنى بفلسطين لانها ليست رمز هزيمتناالان بل هي رمز انتصرنا بعد القضاء على الكيان الصهيوني العابثا في فلسطين
نحن اليوم مهزومون
فما زال الاستكبار داعما وراعيا و حاميا للصهيونيه فنحن مهزومون
ايها الاحبه
لسنا نخوض معركه مع دوله لقيطة اسمها اسرائيل فقط
بل نحن نصارع إمبراطورية إعلامية يقودها موردخاي و وراءها كل الاعلام المعادي لنا ويعادينا إمبراطورية اقتصادية يقودها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدولار و العملات الغربية وادارة عمليات بيع الثروات كالنفط وغيرها في بلداننا
نحن نصارع إمبراطورية ثقافية معادية لثقافتنا يقول امير المؤمنين الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه( ميدانكم الاول انفسكم ان قدرت عليها كنت على غيرها اقدر وان عجزت عنها كنت على غيرها اعجز) ها نحن لا نستطيع ان ندير نفطنا ولا نعلم اين يباع هذا النفط لا اقصد العراق فحسب بل اغلب دولنا
اليوم نحن مع التواصل الاجتماعي نعبر الحدود ونحن نعيش في قرية عالمية واحدة
نحن على ابواب عوده البشريه ان يسيروا بلا هويه ولكن مازالت ثرواتنا تهدر ولا نعرف الى اين تذهب هذه الثروات بل ولا نسأل عنها
ايها الاحبه إعادة بناء الاقتصاد والثقافه و العدالة والأمن كلها بشائر نصر يجب ان تحقق في دولنا ولكن ما دام الاحتلال الصهيوني عابث في فلسطين لن يتحقق ذلك جميعا في بلادنا
المجس البوصله لاختبار المحور هي القدس
لذا اذا انهينا الكيان الصهيوني في فلسطين وحررنا شعبنا في فلسطين يعني ذلك اننا حققنا العداله الاجتماعيه والاقتصاديه والثقافيه والسياسيه في بلادنا
فلن تنتصر امه ولا شعب من دون انتصار فلسطين اعلموها من الاخير ولذلك نحن على ابواب بناء محور قلبه القدس
ولكن عنوانه الشركات المتعدده لماذا لا نوجد امبراطوريه اقتصاديه اسلاميه وعربيه و غير اسلاميه وعربيه لماذا لا نوجد جامعات مشتركه تحتضن طلابنا من كل انحاء العالم وتثقف على بناء شعوبنا وإعادة ثرواتنا وتوزيعها العادل لماذا لا نعالج المرضى في كل بلادنا و نقضي على الفقر والجهل ايضا واذا ما حققنا ذلك اقتربنا من العنوان الاخير و بكل صراحه لن نستطيع ان نحرر فلسطين من دون العنوان الاخير عنوان ربما اكثرنا لا يمارسه ولكن يسانده
هو تحرير فلسطين امنيا وعسكريا وبكل صراحه اكثر من نصف قرن نرفع شعارات فلسطين و تحرير القدس و تبقى شعاراتنا بلا فائده علينا ان نستخدم قطعة ارض من اجل ان نحارب الكيان الصهيوني امنيا وعسكريا و تعسا لدعاة الشعارات كفى ادعاءً بتحرير فلسطين المشروع القادم ها هو محور القدس المقاومه لماذا يصلي اكثر من 150 الف مصلي في القدس في الاسبوع الماضي في الجمعه الاخيره اوليس لانكم تجتمعون هنا وتدافعون عنهم و هم يحسون ويعلمون بذلك
اوليس المقدسيون اليوم يتعشون ويفرحون لان العالم يحميهم ويدافع عنهم والا فما يجري هناك من اعتقال وتعسف واهانة وسحل للنساء واهانه لكراماتنا وعرضنا لكنهم لا ييأسون وانما يزدادون شجاعةً وايماناً وصبرا بسببكم انتم اذ ما قررتم الدفاع والقتال معهم
نحن اليوم لا نمتلك السلاح فحسب بل نمتلك مصانع للسلاح في غزه وفي عمق فلسطين وفي كل عالمنا العربي والاسلامي المحيط بهذا الكيان الغاصب قبل أربعة ايام قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقريرا وثائقيا لاحدى الدول الاوروبيه فيه وثائق صور التخزين الجديد لاسلحة الكيان الصهيوني في فلسطين والتخزين الجديد في المخازن الحديثه التي نقلت اسرائيل اسلحتها الى هذه المخازن الجديدة فالجمهورية صورت هذه من مسافات قريبه ارضية وليست عبر الاقمار
اعطيت لتلك الدولة الاوروبيه لتسلمها الى الكيان الصهيوني الكيان الصهيوني
وهذا يعني أن الكيان الصهيوني ليس فقط في مرمى صواريخنا في المقاومة فقط بل اليوم الكيان الصهيوني في مرمى حجارة اطفالنا في فلسطين
هاهم اليوم في ليلة واحده قبل عام كما تذكرون كان عدد الصواريخ التي اطلقت من غزه يتجاوز 1400 صاروخ اوليس هذا تغيير في معادله توازن الحرب الاستراتيجية مع هذا الكيان من ارض فلسطين وهانحن بحشدنا و جيوشنا و قواتنا و شعوبنا وها نحن امام ضعف وانهيار دول التطبيع كمملكة الرمال العربية السعودية وغيرها من هذه الدول الكارتونيه التي لن تبقى ساعات ولا دقائق اذ ما قررنا تحريرها سنصلي في القدس قبلها في المدينة المنورة ومكة و سنحرر بلادنا من جيوش الدفاع المتقدمة لاسرائيل والتي تحمي الكيان الصهيوني
فصفقة القرن فشلت
والتطبيع فشل لاننا
البرلمان سيصوت على قانون تجريم التطبيع والمطبعون يجب ان يقبعوا في السجون او يحاكموا باشد العقوبات وهو الاعدام لان التجسس حكمه الاعدام لانه لايخون قضية صغيره ولا يتسبب بدمار اقتصادي صغير هنا و هناك الخائن المطبع يتسبب بدمار الأمة بكرامتها وشرفها وعرضها
الجواسيس في بلادنا لا يحاسبون وبلا من يقرعهم و يؤدبهم
بدأوا يتحدثون براحه هنا وهناك عن التطبيع و يجرون الاخرين اليه
فقانون التجريم ليس مطلبا انسانيا فحسب ولا دينيا فحسب ولا قوميا او وطنيا فحسب بل هو قانون بشري لا احد يقبل بحكم الجواسيس فكيف بجواسيسٍ يتجسسون للكيان الصهيوني عدونا وعدو كل البشرية كما سماها الامام الخميني رضوان الله عليه بانها الجرثومة السرطانية
نحن اليوم نحي
يوم القدس العالمي
فهنيئا للامام الخميني على هذا المشروع العالمي
لانه لم يرد به ان يدافع فقط عن شعب ايران ولا الشعوب الاسلاميه والعربيه بل هو اراد ان يحرر المستضعفين لكي يحققوا سيادتهم و استقلالهم فاعطى اول سفارة في تاريخنا المعاصر بعد ان اغلق السفاره الاسرائيليه التي هي اكبر سفارات المنطقه في طهران سلمت الى الفلسطينيين المناضلين و كانت اول سفاره في تاريخنا وهناك بدأوا الاخوه في انشاء ما يسمى بدوله فلسطين اتمنى ان تبقي وستبقى وستبقى
القدس عاصمه أبدية لفلسطين
و ستبقى القدس محور كل قضايانا فكريا وثقافيا وعقائديا بل و امنيا وعسكريا
وان القضاء على الكيان الصهيوني واجب أخلاقي وديني وانساني
لذا يجب ان تبقي البوصله والمحور لانتصارنا في حياتنا هي القدس الشريف
تحية للشرفاء في فلسطين
تحية للمجاهدين والمناضلين هناك
تحية للصابرين في بيت المقدس
تحية للصائمين المصلين هناك
ونحن ان شاء الله معهم من الصابرين والمجاهدين والعاملين
وقريبا سنكون من المنتصرين معآ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.