ايران ليست ملزمة بتحرير فلسطين على توقيت ولأهداف احد.. فقد ادت قسطها للعلى
ايران ليست ملزمة بتحرير فلسطين على توقيت ولأهداف احد..
فقد ادت قسطها للعلى
بيروت؛ ٣/٣/٢٠٢٤
ميخائيل عوض
شهادة لإيران الدولة والامة والثورة انها شقت عصا الثنائية القطبية وانجزت ثورتها الاسلامية بنمط ولأهداف وتحت عناوين وشعارات مختلفة واحيت الصحوة الإسلامية، وكرست الولاية المكانية والحوزة الناطقة .
شهادة لها انها احيت القضية الفلسطينية واستحضرتها واعدت للقدس اسبوعا ويوما وانشات قوة باسمها وخصصت جزء من مداخيل الدولة وافتت بأموال الخمس والزكاة واموال الحوزات والمراقد للمقاومة .
شهادة لها وليس عليها انها امنت فصائل المقاومة وركزت في فلسطين، وتحملت الاتهامات والعدوان والحصار والحروب واوفت بالتزاماتها بإزاء غزة وفصائلها برغم انها ليست بشيعية. فالوحدة الاسلامية من التزاماتها.
شهادة لها انها استثمرت كل الفرص التي اتيحت لها ولعبت على التناقضات الاقليمية والدولية، وكسبت من غزو امريكا لأفغانستان والعراق وناصرت سورية وقاتلت معها ولم تبخل. ولم تترك اليمن للجوائح والمحن.
شهادة لها بانها صمدت وقاتلت وفاوضت ولم تساوم وامنت نفسها سيدة مستقلة دولة قطبية اقليمية وانتزعت مكانتها كدولة نووية وفضائية وصانعة للسلاح المتطور.
شهادة لها وليست عليها انها لم تساوم ولا قبلت إغراءات وعروض للتخلي عن القضية الفلسطينية والقدس وعززتها بانها والفصائل الموالية والحليفة قررت بعد طوفان الاقصى ان تكون في الصف الثاني للإسناد والاشغال كقوة اقليمية وازنه مؤثرة وملتزمة بانتصار غزة وحماس ولم تتقدم عليهما.
وبهذه اسقطت الحملات الظالمة التي دأبت على اتهامها بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية وبقضية القدس والاقصى.
اما قضية تحرير فلسطين فليست مسؤوليتها. وان لم تفعلها فلا لوم عليها ولا من يحزنون.
فإسرائيل وخطتها وامريكا وحلفها وعالمها الانجلو ساكسوني استهدفوا ويستهدفون العرب ودولهم وكياناتهم ونظمهم وثرواتهم وجغرافيتهم وبحارهم.
والثابت في حرب غزة ان تهجير الفلسطينيين يستهدف تفخيخ وتفجير مصر والاردن ولبنان وليس ايران.
وايران ليست ولن تكون متضررة من إسرائيل يهودية ولا من السيطرة الامريكية على العرب ونظامهم ونخبهم. فأمريكا واسرائيل يستجدون ايران للتفاهم وتقاسم النفوذ وهي من يرفض التزاما بقيمها وعقيدتها وشعارات ثورتها.
بل هي دفعت الاثمان الباهظة والزمن الثمين لأنها التزمت نصرة فلسطين ورفع رايتها واستحضار قضيتها والكثير من الاثمان دفعتها لتامر نظم ونخب عربية واسلامية عليها استجابة وتلبية للإملاءات الامريكية وفي خدمة تسيد إسرائيل عليهم وفي الاقليم، ولم تتخلى ولا ساومت.
على ما تقدم فحق لإيران الا تندفع الى حرب عاصفة قد تؤدي الى تدميرها ولو كان الثمن تحرير فلسطين بزمن قصير.
واذا فوضت فلايران كامل الحق بان تقرر متى وكيف وباي الوسائل والساحات والجبهات ومن اين تبدأ التحرير حتى ولو اجلتها حتى ظهور المهدي لتكون هديتها. وليس لاحد الحق بإلزامها التوقيت والجبهات والوسائل. فهي لا تعمل عند احد او بإملاءاته وعلى خططه ومصالحه وتوقيته.
قالت العرب؛ ما حك جلدك مثل ظفرك ابدا….. فقم انت بجميع امرك.
فليقم اصحاب الحاجة لحاجتهم وليكفوا عن العويل والصراخ والشتائم وانتظار الاخرين.
اين هم عرب النظم والشعوب والجيوش وحركات الاسلام السياسي والمسلح والدول والممالك المستهدفة من مخطط تهويد فلسطين ….اين هي مصر والاردن وكلاهما مهددان بكياناتهم ان انتصرت إسرائيل وغزة تقاتل لحمايتهم وتمكينهم ولبقائهم.
فهل يجوز مهاجمة ايران لأنها لم تندفع لحرب يوم القيامة بينما الاخرين والاكثر تضررا يساندون اسرائيل ويمولون حربها ويؤمنوها بالعتاد والذخائر والمواد الغذائية ومتطلباتها وهي تذبح غزة وتدمرها وتبيد سكانها.
فلسطين قضية وطنية وقومية عربية اولا واسناد مقاومتها وتحريرها مصلحة للعرب وشعوبهم وتاليا اسلامية واممية والملزم اولا بتحريرها ونصرتها ابناء قومها وأبناء دينها الذين مازالوا قاعدين متفرجين ان لم نقل مشاركين بتهويدها وذبح غزة وتهجير اهلها وفي المقدمة مصر والاردن والسعودية والمغرب وتركيا وباكستان وإندونيسيا والاخريات وحركات الاسلام السياسي والعسكري السني من داعش الى النصرة والقاعدة والوهابية والسلفية وحركة الاخوان المسلمين ….
فايران لم تبخل ودفعت الاثمان ولم تتخلى وتقاتل بالقدر الذي تراه مناسبا وما يؤمن غزة وانتصارها وانتصار حماس .
كلمة الحق يجب ان تقال.
وما بصح الا الصحيح.
ومن لم يحمي بيدره تركه مشاع لمن يطمع.
وان انتصرت غزة وشقت استراد تحرير فلسطين بالجولات او بالاستنزاف وبانتفاضة الضفة وفلسطين ال٤٨ المسلحة فايران شريك ورابح.
اما اذا انتصرت اسرائيل- ولن تنتصر- فايران اقل الخاسرين اذا خسرت!!؟.